وقعت في السنة الثامنة للهجرة، في قرية نبي الله شعيب عليه السلام والمعروفة بـ"مدين" وهي اسم قبيلة من العرب القدماء تقع آثار مساكنهم في تبوك شمال غرب الجزيرة العربية. [قصص الأنبياء، ابن كثير 208]
قادها الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه في جمع من أصحابه، وهو مولى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، تبناه قبل بعثته، ومن السابقين للإسلام، وشهد غزوات النبي وبعثه قائدا على العديد من السرايا، وقٌتل في غزوة مؤتة.
دعوة قبيلة مدين لدين الإسلام.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحابي أسامة بن زيد لدعوة أهل مدين، (وقد نزل في أجدادهم نبي الله شعيب عليه السلام، وانحرفوا عن عبادة الله وأغرتهم تجارتهم بالجشع وتطفيف الموازين، بل وعبدوا شجر الأيك، فجاءتهم صيحة وعذاب شديد أهلكتهم) قبل قرون من دعوة الإسلام.
وقد نجحت سرية زيد بن حارثة وأصاب سبيا من النساء والذرية، وفرقوا بين الأم وولدها، وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: «لا تبيعوهم إلا جميعا».[ابن هشام 2/635]
وكان مع زيد رضي الله تعالى عنه في هذه السرية ضميرة مولى علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، وكذا أخوه رضي الله تعالى عنه. [السيرة الحلبية3/256]
انتصار المسلمين وسبي عدد من النساء والذرية.
السبي: هم النساء والأولاد ممن وقعوا في الأسر من أفراد العدو، وهو عمل مشروع لقول الله تعالى : {وإذا لقيتم الذين كفروا بضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب اوزارها}[محمد:4]
وقد سبى النبي صلى الله عليه وسلم وقسم بين المجاهدين كسبي بني المصطلق وهوازن، وسبي الصحابة من بعده.
وكان السبي موجودا قبل الإسلام، فقيده الإسلام بشروط، وخصه بحالة الحرب ونحوها.
ويعتبر السبي (النساء والصبيان) من الغنائم، ويخير الإمام في أمرهم.
وقد اتفق الفقهاء على حرمة قتل السبايا غير المشاركين في القتال، وأحاديث النبي كثيرة في ذلك منها «لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا امرأة» ولو أسلمت أي من تلك النساء لا يجوز ردها لدينها، ويجوز إطلاق سراحهن بلا مقابل، أو بمقابل نفع مادي، كما فعل النبي مع سبي هوازن، ويجوز استرقاقهن عند المسلمين.[حقوق الإنسان في زمن الحرب، جمال الذيب، بتصرف]
كان السبي من عادات ذلك الزمان، وكانت السبية يتزوجها عادة رجل مسلم أو يطاها بملك اليمين، ولها حقوقها من كساء ومعاشرة ومعاملة بالحسنى، ويصبح ولدها منه ابنا له معترفا به، ولو مات تصير حرة بولدها، وهو يختلف عن السبي الذي كانت تمارسه إمبراطوريات بيزنطة ويجري فيه اغتصاب السبايا وبيعهن وضربهن أحيانا.[شبهات حول الإسلام، محمد قطب]
-الجهاد لنشر دين الله بين غير المسلمين.
-رحمة رسول الله حتى أوقات الحرب، فقد رفض تفريق الأم السبية وولدها عند بيعهم.
-يقظة النبي في دعوة القبائل تمهيدا لفتح مكة المبين.