أمر الله عز وجل المؤمنين بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
وأخبر صلى الله عليه وسلم مبينًا فضل الصلاة عليه: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ، أَكْثَرُهُمْ عَلِيَّ صَلَاةَ» (رواه الترمذي وحسنه الألباني). ووصفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يصلي عليه عند ذكر اسمه بأنه بخيل فقال صلى الله عليه وسلم: «الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَه وَلَمْ يُصَلّ عَلَيَّ» (رواه أحمد).
فمن الجفاء أن يسمع المسلم ذِكْرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يبخل على نفسه بالصلاة عليه.
وروي أن أحد أصحابه صلى الله عليه وسلم قال له يومًا: «يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» (رواه أحمد)، وذلك لحثنا على الإكثار من الصلاة علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان الفضل العظيم في ذلك.