نسبة لأحد الصحابة الكرام ممن أرسلهم نبي الله صلى الله عليه وسلم في طلب قبيلة بني ثعلبة.
وقعت في ربيع الآخر لسنة ٦ هـ، عند موضع قريب من المدينة المنورة لقبيلة بني ثعلبة يسمى ذي القصة.
الصحابي أبو عبيدة بن الجراح، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ولقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة وشهد معه المشاهد الكبرى، وكان قد خرج في ٤٠ من أصحابه في طلب قبيلة بني ثعلبة.
أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على إثر مقتل تسعة من الصحابة بسرية ذي القصة بقيادة محمد بن مسلمة، وبعد أن بلغه أنهم يريدون أن يغيروا على سرح [رعي] المدينة.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أباعبيدة بن الجراح في أصحابه إلى مَن بذي القصة، وقد صلوا المغرب بمحل بينه وبين المدينة سبعة أميال، ومشوا ليلتهم حتى وافوا ذا القصة صباحًا، فأغاروا عليهم، فأعجزهم القوم هربًا في الجبال، وأسروا رجلًا واحدًا، وأخذوا نعمًا من نعمهم، وقدموا بذلك إلى المدينة، وأسلم الرجل الأسير فتركه النبي صلى الله عليه وسلم.
لم يجر قتال وأسر المسلمون رجلًا من بني ثعلبة وغنموا من مرعاهم فيما فر القوم بذي القصة.
كان نبي الله صلى الله عليه وسلم لا يترك دماء أصحابه تروح هباء، فأرسل أبا عبيدة لاقتفاء أثر من قتلوا أصحاب مسلمة، ويلاحظ أن أغلب السرايا كانت تتهي بهرب القوم المستهدفين من أعداء الدولة الإسلامية، لما حققته من رعب بنفوسهم لصبر ورباطة جأش الصحابة.
"السيرة الحلبية" فصل سرية أبي عبيدة، "الطبقات الكبرى" لابن سعد 2/55، "زاد المعاد" لابن القيم 2/120