رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يعتريه ما يعتري البشر من العلل والأمراض والموت، غير أنه صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ) [الكهف:110].
كما أخبر سبحانه عن نبيه صلى الله عليه وسلم عدم إحاطته بالغيب، فقال سبحانه: (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون) [الأعراف:188]، بل لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء على قوم قال الله تعالى له: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) [آل عمران:128].
وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغلو فيه فقال صلى الله عليه وسلم: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ» (متفق عليه)، فمنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم عند الله رفيعة عالية، أما وضعه في غير منزلته كما فعلت النصارى مع عيسى عليه السلام، بإعطائه بعض صفات الألوهية كعلم الغيب أو صرف شيء من العبادة له، فتلك جريمة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم حذَّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.