ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم صديقه الوفيَّ وموضع ثقته أبا بكر؛ فأسلم -رضي الله عنه- دون أن يتردد، يقول صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أبو بَكْرٍ: صَدَقَ» (رواه البخاري).
وكان أبو بكر -رضي الله عنه- أول من أسلم من الرجال، وقد أسلم بإسلامه -رضي الله عنه- أهل بيته، تقول ابنته السيدة عائشة -رضي الله عنها-: «لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ» (رواه البخاري).
ولم تقتصر بركة إسلام أبي بكر على أهل بيته، بل شملت -بفضل دعوته وهمته- إسلام مجموعة من الصحابة دخلوا في الدين وعرفوا بالسابقين الأولين من المؤمنين، لكونهم أول من أسلم وسبق غيره في الدخول إلى الإسلام، ومنهم: عثمان بن عفان (ذو النورين)، والزبير بن العوام (حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص (خال النبي صلى الله عليه وسلم)، وطلحة بن عبيد الله، رضوان الله عليهم أجمعين، وكل هؤلاء الذين دخلوا الإِسلام على يد أبي بكر من العشرة المبشرين رضي الله عنهم أجمعين [الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ترجمة عبد الله بن أبي قحافة].