وعاد إلى أمّه بعد هذه السنوات الخمس. ويقال: إن حليمة التمسته وهي مقبلة به على أهله فلم تجده؛ فأتت عبد المطلب فأخبرته أنه ضلّ منها بأعلى مكة. فبعث من يبحث عنه حتى ردّه عليه ورقة بن نوفل فيما يروون. وكفل عبد المطّلب حفيده، وأغدق عليه، كل حبّه وأسبغ عليه جمّ رعايته. كان يوضع لهذا الشيخ، سيد قريش وسيد مكة كلها، فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول ذلك الفراش إجلالا لأبيهم، فإذا جاء محمد أدناه عبد المطلب منه وأجلسه على الفراش معه وربت على ظهره، وأبدى من آيات عطفه ما يمنع أعمام محمد من تأخيره إلى حيث يجلسون.