(فصل) قد قدمنا قبلا عن أصحاب السير ان أوّل من هاجر ابو سلمة بن عبد الاسد وعبد الله بن جحش وعامر بن ربيعة وفي صحيح البخاري عن البراء بن عازب رضى الله عنهما قال أوّل من قدم علينا مصعب بن عمير وابن ام مكتوم وكانوا يقرءون الناس فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشىء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونقل البخارى أولى قيل وحين قدومه صلى الله عليه وآله وسلم صعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون جاء محمد جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اما منازلهم في الانصار فنزل عثمان بن عفان على أوس بن ثابت أخى حسان بن ثابت فلذلك كان حسان يحب عثمان ويرثيه حين قتل ونزل العزاب على سعد بن خيثمة وكان سعد رجلا عزبا فنزل عليه العزاب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين نزل قباء يخرج الى بيته فيتحدث فيه مع أصحابه ونزل بنو جحش على عاصم بن ثابت ونزل الزبير وزوجته أسماء بنت أبى بكر على سفيان بن الحارث وولد لهما عبد الله بن الزبير في تلك السنة بقباء فكان أوّل مولود للمهاجرين بالمدينة وأوّل شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وفرح المسلمون به لأنهم قيل لهم ان اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم ونزل مصعب بن عمير على أسعد بن زرارة وقيل على خبيب بن عدي وعبد الرحمن ابن عوف على سعد بن الربيع وسعد بن أبى وقاص على سعد اليمانى وطلحة بن عبيد الله على عمير ابن معبد وأبو سلمة وزوجته أم سلمة على عبادة رجل من بنى عبيد بن زيد وعياش بن أبى ربيعة (فصل) حكاية المؤلف رحمه الله في صحيح البخاري لا مناقضة بينها وبين ما حكاه قبلا عن أصحاب السير فان مقدم مصعب بن عمير المدينة كان بعد البيعة الاولى كما تقدم وحكاية أصحاب السير لاول من هاجر يريدون بذلك بعد بيعة العقبة الثالثة وبذلك يندفع التعارض (في عشرين) أي انسانا ممن لحق به من أهله وقومه وهم كما في السيرة لابن هشام أخوه زيد بن الخطاب وعمرو وعبد الله بنا سراقة بن المعتمر وخنيس بن حذافة السهمى وكان صهره على ابنته حفصة فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وواقد بن عبد الله التميمى حليف لهم وخولى بن أبي خولى ومالك بن أبي خولى حليفان لهم وبنو البكير أربعتهم إياس وعاقل وعامر وخالد حلفاؤهم من بنى سعد بن ليث (فكان أوّل مولود للمهاجرين بالمدينة) وأما أوّل مولود من الانصار بعد الهجرة فسلمة بنت مخلد وقيل اليعمر بن بشير (خبيب) بالتصغير بخاء معجمة ثم باء موحدة تليها تحتية وآخره باء موحدة
على أبي لبابة وعثمان بن مظعون وزوجته على خوات بن جبير وعمر بن الخطاب وأخوه زيد ومن معه من أصهاره وعشيرته على رفاعة بن عبد المنذر وحمزة وزيد بن حارثة ومن تبعهم على كلثوم بن الهدم ونزل أبو بكر على خارجة بن زيد ونزل على على عويم بن ساعدة وكان أمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين هاجر أن يتخلف بعده ليؤدى عنه الامانات والودائع التي كانت عنده فتخلف ثلاثا ثم هاجر فأدرك النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بقباء ونزل عتبة بن غزوان على عباد بن بشر ونزل عبيدة بن الحارث بن المطلب وأخواه طفيل وحصين ومسطح ابن أثاثة في آخرين على عبد الله بن سلمة أخى بنى العجان فهؤلاء من سمى لنا من مشاهير المهاجرين وفي بعضهم خلاف وكان نزولهم عليهم بالقرعة كما في حديث أم العلاء الانصارية وهي من افراد البخارى ففيه ان عثمان بن مظعون طار لهم في السكنى حين أقرعت الانصار على سكنى المهاجرين ونزل كثير منهم الصفة وهو مظلل الى جانب المسجد كالسقيفة نزلها من كان خفيف الحال من لا يأوى الى أهل ولا مال فكانوا مرة تسعين ومرة أكثر من ذلك ولما نزل هؤلاء لفقرهم وغربتهم على هؤلاء مع قرارهم وثروتهم آخي النبى صلى الله عليه وآله وسلم (غزوان) بفتح المعجمة وسكون الزاى ابن جابر بن وهب المازني حليف بني عبد شمس أو بنى نوفل من السابقين الاولين هاجر الى الحبشة ثم رجع مهاجرا الى المدينة شهد بدرا وما بعدها وولاه عمر في الفتوح فاختط البصرة وفتح فتوحا وقدم على عمر يستعفيه من الامرة فابى فرجع في الطريق فمات وذلك سنة 18 وقيل سنة عشرين وقيل قبل ذلك (مسطح بن اثاثة) بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصى المطلبي. قال في الاصابة كان اسمه عوفا وأما مسطح فلقبه وهو ممن خاض مع أهل الافك مات سنة 34 في خلافة عثمان ويقال عاش الى خلافة علي وشهد معه صفين ومات في تلك السنة سنة سبع وثلاثين (أم العلاء الانصارية) قال ابن حجر قال أبو عمر هي من المبايعات حديثها عند أهل المدينة ثم قال ابن حجر ونسبها غيره فقال بنت الحارث بن ثابت الخزرجي يقال انها والدة خارجة بن زيد بن ثابت الراوي عنها روي حديثها الشيخان من رواية الزهرى عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أم العلاء الانصارية
(تتمة) نذكرها هنا لتعلقها بهذا الباب بذكر من آخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهم من أصحابه من المهاجرين والانصار. قال ابن اسحاق فيما بلغنا ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل تآخوا في الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال هذا أخي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أخوين* وكان حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوين واليه
بينهم فآووهم في منازلهم وقاسموهم في أموالهم وآثروهم بأقواتهم وتلقوا المكاره دونهم وصار أحدهم أرأف وأرحم بنزيله وأخيه في الدين من أخيه في النسب واتخذوا ذلك الإخاء والحلف والولاء لحمة وسببا أعلى من كل سبب لذلك ما أثنى الله سبحانه على الفريقين في مواضع متعددة في كتابه العزيز وجماع ذلك في الآيات المعمّة لهم ولجميع السابقين واللاحقين من أوصى حمزة يوم احد حين حضر القتال ان حدث به حادث الموت* وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة ومعاذ بن جبل أخو بني سلمة أخوين (قال ابن هشام) وكان جعفر بن أبي طالب يومئذ غائبا بارض الحبشة* قال ابن اسحق وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ابن أبي قحافة وخارجة بن زيد بن أبي زهير أخو بلحارث بن الخزرج أخوين* وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وعتبان بن مالك أخو بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج أخوين* وأبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح واسمه عامر بن عبد الله وسعد بن معاذ بن النعمان أخو بني عبد الاشهل أخوين* وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع أخو بلحارث بن الخزرج أخوين* والزبير بن العوام وسلامة بن سلامة بن وقش أخو بنى عبد الاشهل أخوين ويقال بل الزبير وعبد الله بن مسعود حليف بنى زهرة أخوين* وعثمان بن عفان وأوس بن ثابت بن المنذر أخو بنى النجار أخوين* وطلحة بن عبيد الله وكعب بن مالك أخو بني سلمة أخوين* وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب أخو بنى النجار أخوين* ومصعب بن عمير بن هاشم وأبو أيوب خالد بن زيد أخو بنى النجار أخوين* وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وعباد بن بشر بن وقش أخو بنى عبد الاشهل أخوين* وعمار بن ياسر حليف بنى مخزوم وحذيفة بن اليمان أخو بنى عبد عبس حليف بنى عبد الاشهل أخوين ويقال بل ثابت بن قيس بن الشماس أخو بالحارث بن الخزرج خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمار بن ياسر أخوين* وأبو ذر وهو برير بن جنادة الغفارى والمنذر بن عمرو المعنق ليموت أخو بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج أخوين (قال ابن هشام) وسمعت غير واحد من العلماء يقول أبو ذر جندب بن جنادة* قال ابن اسحق وكان حاطب بن أبي بلتعة حليف بنى أسد بن عبد العزى وعويم بن ساعدة أخو بني عمرو بن عوف أخوين* وسلمان الفارسي وأبو الدرداء عويمر بن ثعلبة أخو بلحارث بن الخزرج أخوين (قال ابن هشام) عويمر بن عامر ويقال عويمر بن زيد* قال ابن اسحق وبلال مولى أبي بكر رضي الله عنهما مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي ثم أحد الفزع أخوين فهؤلاء من سمى لنا ممن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخي بينهم من أصحابه فلما دون عمر ابن الخطاب الدواوين بالشام وكان بلال قد خرج الى الشام فأقام بها مجاهدا فقال عمر لبلال الى من نجعل ديوانك يا بلال قال مع أبي رويحة لا أفارقه أبدا للاخوة التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد بينه وبيني فضم اليه وضم ديوان الحبشة الي خثعم لمكان بلال منهم فهو في خثعم الى هذا اليوم بالشام
مؤمنى هذه الامة فقال تعالى في بيان من له الحق في الفىء لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ثم قال في حق الانصار وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ثم قال في حق من تبعهم باحسان الى يوم القيامة وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ الآية.
[,
ففي السنة الاولى بني صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مسجده ومساكنه وكتب الكتاب بين المهاجرين والانصار وفيه انهم أمة واحدة (زويت) طويت أي ان الله طوى لى الارض فاطلعنى منها على ما سيبلغه ملك أمتى (وكتب الكتاب) قال ابن اسحاق وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بين المهاجرين والانصار وادع فيه يهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم وشرط لهم بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبى صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم انهم أمة واحدة من دون الناس المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولي وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو الحرث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولي وكل طائفة منهم تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو الاوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وان المؤمنين لا يتركون مفرجا بينهم ان يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل (قال ابن هشام) المفرج المثقل من الدين الكثير والعيال قال الشاعر
اذا أنت لم تبرح تؤدي أمانة ... وتحمل أخرى أفرجتك الودائع
ولا يحالف مؤمن مولى مؤمن من دونه وان المؤمنين المتقين على من بغي منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو اثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين وان أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ولا ينصر كافر على مؤمن وان ذمة الله واحدة يحير عليهم أدناهم وان المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس وانه من تبعنا من يهود فان له النصر والاسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم وان سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله الا على سواء وعدل بينهم وان كل غازية غزت معنا تعقب بعضها بعضا وان المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله وان المؤمنين المتقين على أحسن هدي وأقومه وان لا يجير مشرك ما لا لقريش ولا نفسا ولا يحول دونه على مؤمن وانه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فانه قود به الى ان يرضى ولى المقتول وان المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم الا قيام عليه
من دون الناس وان الجار كالنفس غير مضار ولا آثم وما كان بينهم من حدث أو شجار يخاف فساده فان مرده الى الله والى محمد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم* وفيها وادع يهود وشرط عليهم ولهم والحق كل قبيلة منهم بحلفائهم من الانصار ثم آخى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بين المهاجرين فقال لهم تآخوا في الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه فقال هذا أخى ثم آخى أيضا بينهم وبين الانصار وجملة من تآخى من الفريقين تسعون رجلا وخمسة واربعون من المهاجرين ومثلهم من الانصار وانه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر ان ينصر محدثا ولا يؤويه وان من نصره أو آواه فان عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل وانكم مهما اختلفتم فيه من شيء فان مرده الى الله عز وجل والى محمد صلى الله عليه وسلم وان اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاريين وان يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم الا من ظلم وأثم فانه لا يوتغ الا نفسه وأهل بيته وان ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف وان ليهود بني الحرث مثل ما ليهود بنى عوف وان ليهود بنى ساعدة مثل ما ليهود بني عوف وان ليهود بني جشم مثل ما ليهود بنى عوف وان ليهود بنى الاوس مثل ما ليهود بني عوف وان ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف الا من ظلم وأثم فانه لا يوتغ الا نفسه وأهل بيته وان جفنة بطن من ثعلبة كانفسهم وان لبنى الشنطة مثل ما ليهود بني عوف وان البردون الاثم وان موالى ثعلبة كانفسهم وان بطانة يهود كانفسهم وانه لا يخرج منهم أحد الا باذن محمد صلى الله عليه وسلم وانه لا ينحجز على ثار جرح وانه من فتك فبنفسه فتك أهل بيته الا من ظلم وان الله على أبر هذا وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وان بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وان بينهم النصح والنصيحة والبردون الاثم وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه وان النصر للمظلوم وان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين وان يثرب حرام جوفها لاهل هذه الصحيفة وان الجار كالنفس غير مضار ولا آثم وانه لا تجار حرمة الا باذن أهلها وانه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث واشتجار يخاف فساده فان مرده الى الله عز وجل والى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الله على أتقي ما في هذه الصحيفة وأبره وانه لا تجار قريش ولا من نصرها وان بينهم النصر على من دهم يثرب واذا دعوا الى صلح يصالحونه ويلبسونه فانهم يصالحونه ويلبسونه وانهم اذا دعوا الى مثل ذلك فان لهم على المؤمنين الا من حارب في الدين على كل أناس حصتهم من جانبهم الذى قبلهم وان يهود الاوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لاهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة (قال ابن هشام) ويقال مع البر المحسن من أهل هذه الصحيفة* قال ابن اسحق وان البردون الاثم لا يكسب كاسب الا على نفسه وان الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وابره وانه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم وانه من خرج أمن ومن قعد أمن بالمدينة الا من ظلم أو اثم وان الله جار لمن بر واتقى ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقيل جملتهم ثلاثمائة والله أعلم. وفيها بعث صلى الله عليه وآله وسلم زيد بن حارثة وأبا رافع مولييه الى مكة ليأتيا بيناته وزوجته سودة وبعث معهم أبو بكر عبد الله بن أريقط لعائشة وأمها وجاؤوا بهم وصحبهم طلحة بن عبد الله وفي سيرة ابن هشام ان زينب انما لحقت بأبيها بعد وقعة بدر وذلك ان زوجها أبا العاص بن الربيع استؤسر ببدر فأطلقه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغير فداء وأخذ عليه ان يخلى سبيل زينب اليه وبعث صلى الله عليه وآله وسلم زيد ابن حارثة ورجلا من الانصار وقال لهما كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فلما قدم أبو العاص مكة بعث بها مع أخيه كنانة بن الربيع فالحقها بهما وسيأتى خبرهما ان شاء الله تعالى في ترجمتهما في فصل بناته صلى الله عليه وسلم* وفيها صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصومه وكانت اليهود في الجاهلية يصومونه فأمر صلى الله عليه وسلم بصومه وحض عليه وأكد (أبا رافع) القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقال اسمه ابراهيم ويقال أسلم وقيل سنان وقيل يسار وقيل صالح وقيل عبد الرحمن وقيل قرمان وقيل يزيد وقيل ثابت وقيل هرمز قال ابن حجر قال ابن عبد البر اشهر ما قيل في اسمه أسلم قيل كان مولى العباس بن عبد المطلب فوهبه للنبى صلى الله عليه وسلم فاعتقه لما بشره باسلام العباس بن عبد المطلب والمحفوظ انه أسلم لما بشر العباس بان النبى صلى الله عليه وسلم انتصر على أهل خيبر وذلك في قصة جرت وكان اسلامه قبل بدر ولم يشهدها وشهد أحدا وما بعدها قال الواقدى مات أبو رافع بالمدينة قبل عثمان بيسير أو بعده وقال ابن حبان مات في خلاف على رضي الله عنهم قوله (وفي سيرة ابن هشام) قلت وكذلك حكاه الواقدى ونقله عنه ابن حجر في الاصابة من ان أبا العاص شهد مع المشركين بدرا فاسر فقدم أخوه عمرو في فدائه وارسلت معه زينب قلادة من جزع كانت خديجة أدخلتها بها علي أبى العاص فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عرفها ورق لها وذكر خديجة فترحم عليها وكلم الناس فاطلقوه ورد عليها القلادة واخذ على أبى العاص ان يخلى سبيلها ففعل قال الواقدى هذا أثبت عندنا. وزينب رضي الله عنها أكبر بناته صلى الله عليه وآله وسلم وأوّل من تزوج منهن ولدت قبل البعثة بمدة قيل انها عشر سنين وزوجها أبو العاص هذا ابن خالتها أمه هالة بنت خويلد قال ابن سعد في الطبقات ان زينب هاجرت مع أبيها يعنى عقب هجرته صلى الله عليه وسلم كما ذكره المؤلف وأبي زوجها ان يسلم فلم يفرق النبى صلى الله عليه وآله وسلم بينهما الى ان اسر فاجارته زوجه رضي الله عنها فامضي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون جوارها وسألته زينب ان يرد عليه ما أخذ منه ففعل وامره ان لا يقربها ومضي أبو العاص الى مكة فادى الحقوق لاهلها ورجع فاسلم فرد عليه زينب بالنكاح الاول اه وسيذكر المصنف ما هو أبسط من ذلك (وحض عليه وأكد) أى حث على صيامه وندب اليه قلت وما يروي فى فضائله مما يتخذ عبادة خلا صومه فانه غير وارد قال الشيرازى في خاتمة كتابه سفر السعادة فضائل
فلما فرض رمضان خف ذلك التأكيد وبقى مسنونا وقيل كان واجبا ثم نسخ برمضان*
[