وقعت في ربيع الأول لعام 8 هـ، وذلك في منطقة تسمى "السيء" في نجد بين مكة والعراق. [معجم البلدان: 5/203].
قادها الصحابي شجاع بن وهب الأسدي، في 24 رجلا من أصحابه، لملاقاة جمع من هوازن وهم "بني عامر". [الطبقات الكبرى، ابن سعد، 2/127].
وكان هذا الصحابي من السابقين إلى الإسلام والمهاجرين للحبشة من قبل، وكانت تلك السرية من أشهر أدواره العسكرية، وقد قتل في حروب الردة في خلافة أبي بكر 11 هـ. [سير أعلام النبلاء].
بسبب معاداتهم للمسلمين واشتراكهم في كافة الحروب ضدهم وتحريضهم ضد رسول الله؛ فقد جاء الإسلام وهوازن من أشد القبائل بأسا وأكثرها انتصارا في الحروب المتتالية ومنها "الفجار" وسنجد أنها ظلت على حربها للمسلمين حتى بعد فتح مكة في غزوة حُنين، إلى أن هداهم الله للإسلام.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحابي شجاع الأسدي إلى جمع من هوازن بمنطقة في نجد، وأمره بالإغارة عليهم.
سار المسلمون ليلا وكمنوا نهارا كعادتهم، وصبحوا القوم بالغارة المفاجئة، فأصابوا نعما كثيرا وشاء، وساقوها حتى قدموا المدينة.
غابت السرية 15 ليلة، وجاء في السيرة أن النبي أوعز إلى أصحابه أن لا تمعنوا في الطلب(لا يكثروا القتل)، ولما قدموا بالغنائم قسمها عليهم، فكان نصيب الرجل 15 بعيرا .
وجاء ذكر السرية في الصحيح أن النبي رضي بقسمة الأمير حين نفل المقاتلين بعيرا لكل منهم، ثم اقتسم الغنيمة بينهم. [رواه أبوداود: 2743].
وأشارت بعض كتب السيرة إلى أن المسلمين قد سبوا عددا من نساء بني عامر حتى قدم أهلهم مسلمين فشاور النبي صلى الله عليه وسلم أميرهم بردهن إليهم ففعل. [البداية والنهاية الجزء الرابع].
وجاء أن من بين السرايا كانت جارية وضيئة. واختارت الجارية الوضيئة شجاع بن وهب، وكان قد أخذها بثمن، فأقامت عنده حتى قُتل باليمامة. [إمتاع الأسماع:المقريزي ،1/337].
انتصار المسلمين، واغتنام نعما وشاء من بني عامر، وسبي عدد من النساء تم ردهن لاحقا.
-
يقظة النبي القائد العسكري في طلب الأعداء المحاربين لدين الله وحسن اختياره للقادة.
-
المواءمة بين تأديب الأعراب وعدم إهدار الدماء في غير موضعها.
-
القدرة القتالية العالية للمسلمين آنذاك مكنتهم من الخروج في معظم السرايا منتصرين على اعدائهم.