23 - حدثنا على بن حجر، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حميد، عن أنس ابن مالك. قال:
«كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصف أذنيه».
24 - حدثنا هناد بن السّرىّ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبى الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
«كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، وكان له شعر فوق الجمّة، ودون الوفرة».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(باب ما جاء فى شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم)
23 - (إلى نصف أذنيه) أى فى بعض الأحيان كما مر ذلك بما فيه.
24 - (ورسول الله) برفعه معطوف على أنا، ويجوز نصبه على أنه مفعول معه. (من إناء واحد) فيه جواز غسل الرجل، وزوجته من إناء واحد لكن إن كان بالاغتراف باليد، فلا بد من نية الاغتراف، كما بين فى محله وفى: أن فضل ماء المرأة طهور.
(فوق الجمة) أى لم يصل لمحلها وهو المنكبان. (وأنزل من الوفرة) أى من محلها وهو
_________
23 - إسناده صحيح: رواه النسائى فى الزينة (8/ 5249) من طريق على بن حجر به فذكره، والبغوى فى «شرح السنة» (3638)، من طريق المصنف به فذكره، ورواه مسلم فى «الفضائل» (2338)، وأبو داود (4186)، بمعناه، والإمام أحمد فى «المسند» (3/ 113)، ثلاثتهم من طرق عن حميد الطويل به فذكره بنحوه، ورواه ابن ماجه (3634)، وأحمد (3/ 135،142،157،165،203، 245،249،269)، وابن سعد فى «الطبقات الكبرى» (1/ 329)، ثلاثتهم من طرق عن أنس مرفوعا بألفاظ متقاربة.
24 - إسناده: صحيح: رواه الترمذى فى اللباس (4/ 1755)، بسنده ومتنه سواء وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والحديث روته السيدة عائشة رضى الله عنها مفرقا. فالقسم المتعلق بالغسل: رواه أبو داود فى الطهارة (77)، وابن ماجه فى اللباس (604)، -
25 - حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو قطن، حدثنا شعبة، عن أبى إسحاق، عن البراء بن عازب، قال:
««كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا، بعيد ما بين المنكبين، وكانت جمّته تضرب شحمة أذنيه».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
شحمة الأذن وهذه الرواية بمعنى رواية أبى داود: «فوق الوفرة ودون الجمة» أى أطول من الوفرة وأقصر من الجمة فهما، وإن اختلفا فى التعبير بالفوقية، والدونية، إذ الأولى باعتبار المحل والثانية باعتبار الرتبة والقلة والكثرة، إلا أن مآلهما إلى معنى واحد، نعم فى نسخ هنا «فوق الجمة، ودون الوفرة» وهذه عكس رواية أبى داود، وجمع بينهما بما يؤول إلى ما تقرر، وهو أن المراد بفوق، ودون منهما بالنسبة إلى المحل تارة، وإلى الكثرة والمقدار أخرى، فقوله: «فوق الجمة» أى: ارتفع فى المحل وقوله: «دون الجمة» أى: فى القدر، وكذا العكس قيل: وهو جمع جيد لولا أن المخرج فى الحديث متحد انتهى، ويرد: بأنه إذا أوّل الفوق والدون بما ذكر، لم يؤثر فيه اتحاد المخرج.
25 - (منيع) بفتح فكسر. (أبو قطن) بقاف فمهملة مفتوحتين قدرى لكنه صدوق.
(تضرب شحمة أذنيه) أى معظمها يصل إلى شحمة أذنيه وبقيتها إلى المنكبين كما مر بيان ذلك، كان لاختلاف الأوقات، والجهاد ومع بيان اللّمة والجّمة والوفرة.
_________
24 - والإمام أحمد فى «المسند» (6/ 118)، ثلاثتهم من طرق عن عائشة رضى الله عنها فذكره نحوه. وأما القسم المتعلق بالشعر: رواه أبو داود فى «الترجل» (4187)، وابن ماجه فى اللباس (3635)، والإمام أحمد فى «المسند» (6/ 108)، ثلاثتهم من طريق عبد الرحمن بن أبى الزناد به فذكره.
25 - إسناده صحيح: رواه البخارى فى المناقب (3551)، وفى اللباس (5848)، (5901)، وكذا الإمام مسلم فى الفضائل (2337)، والنسائى فى الزينة (8/ 133)، وفى «السنن الكبرى» (9328) (5/ 412)، ثلاثتهم من طرق عن شعبة، عن أبى إسحاق به فذكره.
26 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا وهب عن جرير بن حازم، قال: حدثنى أبى، عن قتادة قال: قلت لأنس: كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
«لم يكن بالجعد ولا بالسّبط، كان يبلغ شعره شحمة أذنيه».
27 - حدثنا محمد بن يحيى بن أبى عمر، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبى نجيح، عن مجاهد، عن أم هانئ بنت أبى طالب (1)، قالت:
«قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكّة قدمة وله أربع غدائر».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
26 - (جرير) بفتح الجيم فكسر. (حازم) بمهملة فزاى.
27 - (أم هانئ) بكسر النون وبالهمزة، واسمها فاختة وقيل: الظاهر أنها قدومه فى فتح مكة، ولأنه حينئذ اغتسل، وصلى الضحى فى بيتها، وقدماته إلى مكة أربع متفق عليها: فى عمرة القضاء والفتح، ولما رجع من حنين دخلها لما اعتمر من الجعرانة، وفى حجة الوداع. (وله أربع غدائر) بمعجمة فمهملة جمع غديرة، وهى الذؤابة.
_________
26 - إسناده صحيح: رواه البخارى فى اللباس (5905)، ومسلم فى الفضائل (2338)، والنسائى فى الزينة (8/ 131)، وفى الكبرى (9311) (5/ 410)، والإمام أحمد فى «المسند» (3/ 135،203)، أربعتهم من طريق جرير بن حازم به فذكره نحوه.
27 - صحيح: رواه الترمذى فى اللباس (1781)، بسنده ومتنه سواء، ورواه أبو داود فى الترجل (4191)، وابن ماجه فى اللباس (3631)، والإمام أحمد فى «المسند» (6/ 341،425)، وكذا ابن سعد فى «الطبقات الكبرى» (1/ 330)، كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة به فذكره. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، قال محمد-يعنى البخارى-: لا أعرف لمجاهد سماعا من أم هانئ.
(1) هى بنت أبى طالب أخت على بن أبى طالب: وقيل اسمها: هند انظر فى ترجمتها: جامع المسانيد (16/ 562)، والسير (2/ 314)، أسد الغابة (7/ 253)، الإصابة (4/ 373).
28 - حدثنا سويد بن نصر، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن ثابت البنانى، عن أنس:
«أنّ شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إلى أنصاف أذنيه».
29 - حدثنا سويد بن نصر، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهرى، حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس:
«أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم، وكان يحبّ موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشىء، ثمّ فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
28 - (أنصاف أذنيه) جمع لما فوق الواحد، وأراد بالنصف مطلق البعض على حد حديث: «تعلموا الفرائض، فإنها نصف العلم» (1)، وذلك البعض متعدد أكثر من اثنين لما مر، أنه تارة إلى نصف الأذن، وتارة إلى دونه، وتارة إلى فوقه، كما فى الحديث، روى مسلم نحوه.
29 - (يسدل) بضم الدال وكسرها. (شعره) أى يترك ناصيته على جبهته. (يفرقون) بضم الراء وكسرها من الفرق بفتح فسكون، وهو جعل الشعر فرقتين كل فرقة ذؤابة قصد السدل، وهو مطلق الإرسال والمراد هنا ما مر من إرساله على جبينه، وجعله كالقصة، وقيل: سدله من ورائه غير أن يجعل فرق. (وكان يحب. . .) إلى آخره لا
_________
28 - صحيح: رواه أبو داود فى الترجل (4185)، والنسائى فى الزنية (8/ 182)، وعبد الرزاق فى «المصنف» (11/ 271)، وعبد بن حميد فى «المنتخب» (1242)، والبغوى فى «شرح السنة» (3639)، خمستهم من طريق معمر، عن ثابت به فذكره.
29 - صحيح: رواه البخارى فى المناقب (3558)، ومسلم فى الفضائل (2338)، وأبو داود فى الترجل (4188)، والنسائى فى الزينة (8/ 184)، وفى الكبرى (9334)، (5/ 413)، وابن ماجه فى اللباس (3632)، وأحمد فى «مسنده» (1/ 187،320)، وابن سعد فى «الطبقات»، «1/ 330)، كلهم من طرق عن عبيد الله به نحوه.
(1) رواه ابن ماجه فى الفرائض (2719) وأحمد فى مسنده (3/ 184،281)، والحاكم فى المستدرك (4/ 322)، والدار قطنى فى سننه (4/ 67).
30 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن إبراهيم بن نافع المكى، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد، عن أم هانئ، قالت:
«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا ضفائر أربع».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
شاهد فيه لتعبده قبل النبوة بشريعة موسى أو عيسى لأن هذه المحبة إنما هى بعد البعثة وقبلها، لم يثبت فيه شىء، فكان الأصح أنه لم يكن متعبدا بشريعة نبى، بل كانت عبادته الفكر، وإنما أثر محبة موافقة ما فعله أهل الكتاب على ما فعله المشركون، لأن أولئك لشريعتهم أصلا، بخلاف هؤلاء لأنهم أهل أوثان، فلا يعتد بما هم عليه، ثم رأيت فى كلام بعضهم ما يدل على أنه لاستئلافهم كما تألفهم باستقبال قبلتهم، وفيه نظر، فإن مشركى العرب أولى بالتأليف منهم، واستقبال قبلتهم عن وحى، والكلام فيما لم ينزل عليه فيه شىء، وفى حديث ما يدل على أن تلك المحبة، إنما كانت قبل اشتهار الإسلام، فلما فتحت مكة، واشتهر الإسلام أحب مخالفتهم، (ثم فرق) فيه دليل على أن الفرق أفضل، لأنه الذى رجع إليه صلى الله عليه وسلم وإنما جاز السدل، خلافا لمن قال: نسخ السدل، فلا يجوز فعله، ولا اتخاذ الناصية للخبر السابق «إن انفرقت عقيقته فرق» إلى آخره، إذ هو صريح فى جواز السدل، وزعم نسخه يحتاج لبيان ناسخه وأنه متأخر عن المنسوخ، ويحتمل رجوعه إلى الفرق باجتهاد، وعليه فحكمة عدوله عن موافقة أهل الكتاب هنا، أن الفرق أقرب إلى النظافة، وأبعد عن الإسراف فى غسله، وعن مشابهة النساء، ومن ثمة كان الذى يتجه أن محل جواز السدل، حيث لم يقصد به التشبيه بالنساء وإلا حرم من غير نزاع.
30 - (ضفائر أربع) هو بمعنى غدائر السابقة، والضفر: بفتح الشعر أو غيره، والضفيرة: العقيقة، وفيه: حل ضفر الشعر حتى للرجال، وليس مما يختص بالنساء، إلا باعتبار ما اعتيد فى أكثر البلاد فى هذه الأزمنة المتأخرة، ولا اعتبار بذلك.
...
_________
(30_) إسناده: صحيح: رواه الإمام الترمذى فى اللباس (1781)، بسنده ومتنه سواء. ورواه أبو داود (4191)، وابن ماجه (3631)، كلاهما من طريق إبراهيم بن نافع به فذكره. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وعبد الله بن أبى نجيح مكى.
4 - باب: ما جاء فى ترجّل رسول الله صلى الله عليه وسلم
31 - حدثنا إسحاق بن موسى الأنصارى، حدثنا معن بن عيسى، ثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
«كنت أرجّل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(باب فى ترجل رسول الله صلى الله عليه وسلم
31 - (أرجل) أى أسرح، وأنظف، وأحسن، وعبر فى الترجمة بالترجيل، ليبين أنه بمعنى الترجيل الذى دل عليه أرجّل المذكور، ولأن الترجيل مشترك بين الترجيل، وجعل الشعر جعدا بالعمل المذكور، كذا قيل، وهو مردود: بأن ترادفهما يعلم من مجيئهما فى الحديث، والترجل مشترك بين هذا والمشى راجلا، فالصواب: أنه إنما آثره؛ لأنه الأكثر فى الأحاديث. (وأنا حائض).
فيه: دلالة على طهارة يدها، وسائر ما لم يعتبر دم من بدنها، وهو إجماع، وعلى أنه لا تكره مخالطتها، ولا استعمال معجونها [ومطبوخها] (1) ونحوه الاضطجاع معها، والشرب مما تشرب منه، وعلى أنه ينبغى للمرأة أن تتولى خدمة زوجها بنفسها فى سائر الأحوال، ومجانبتها حال الحيض طريقة لليهود-لعنهم الله-.
_________
31 - صحيح: رواه البخارى فى الحيض (295)، وكذا مسلم (297)، وأبو نعيم فى مستخرجه على مسلم (684)، وأبو داود فى الصوم (2469)، وكذا رواه النسائى فى الطهارة (1/ 128)، وفى «الكبرى» (270،271،3385)، وابن ماجه فى الصيام (1778)، والدارمى فى الطهارة (1058)، وأحمد فى «المسند» (6/ 208)، كلهم من طريق هشام بن عروة به فذكره.
(1) ما بين [] طمس فى الأصل، والتصويب من (ش).
32 - حدثنا يوسف بن عيسى، حدثنا وكيع، حدثنا الربيع بن صبيح، ثنا يزيد ابن أبان-هو الرقاشى-عن أنس بن مالك، قال:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه، وتسريح لحيته، ويكثر القناع، حتّى كان ثوبه ثوب زيّات».
33 - حدثنا هنّاد بن السرى، حدثنا أبو الأحوص، عن الأشعث بن أبى الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، قالت:
«إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحبّ التّيمّن فى طهوره إذا تطهر، وفى ترجّله إذا ترجّل، وفى انتعاله إذا انتعل».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
32 - (يزيد) ضعفوه فالحديث معلول. (أبان) بكسر النون مشددة أو بفتحها تخفيفا بالصرف، بناء على أنه فعال، وعدمه على أنه أفعل، وقاعدة أن الأصل الصرف يرجح الأول. (الرّقاشى) بتخفيف القاف وبالشين المعجمة. (دهن) بفتح الدال مصدر بمعنى استعمال الدهن. (وتسريح) عطف على دهن لا على رأسه، خلافا لمن وهم فيه.
(القناع) هو خرقة تلقى على الرأس بعد استعمال الدهن، لتقى العمامة من وسخه.
(حتى) غاية، ليكثر (ثوبه) هو ذلك القناع. (زيات) أى بائع زيت أو صانعه.
33 - (إن كان) مخففة من الثقيلة أى أنه وضميرها للشأن، ويجوز عملها على قلة وإهمالها هو الأكثر. (التيمن) أى الابتداء باليمين. (فى طهوره) بفتح أوله وهو الماء الذى يتطهر به ففيه حذف مضاف، أى استعماله وضمه، وهو بالفعل، وهذا بالنسبة ليديه بعد غسل الوجه دونهما أول الوضوء ولرجليه دون نحو خديه وأذنيه، لغير نحو
_________
32 - إسناده ضعيف: فيه الربيع بن صبيح، قال فيه الحافظ: صدوق سيئ الحفظ (1895). وكذا يزيد بن أبان الرقاشى، قال فيه الحافظ: ضعيف (7683). ورواه البيهقى فى «شعب الإيمان» (6463)، وأبو الشيخ الأصفهانى «فى أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم» (ص 184)، كلاهما من طريق الربيع بن صبيح به فذكره، وذكره الغزالى فى الإحياء (2/ 414)، وقال العراقى: ضعيف.
33 - إسناده صحيح: رواه الترمذى فى «الجمعة» (608) بسنده ومتنه سواء، ورواه البخارى فى «الوضوء» (168)، =
34 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن حسان، عن الحسن البصرى، عن عبد الله بن مغفل، قال:
«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التّرجّل إلا غبا».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أقطع وكالطهور وما ذكر من سائر ما هو من باب التكريم كالأخذ والعطاء وليس نحو الشرب، ودخول البيت، ونحو المسجد، وحلق الرأس، وقص الشارب، وترجيل الشعر، والاستياك بالنسبة للفم، وكذا اليد على نزاع فيه والكحل، وتقليم الأظفار، فيبدأ اليد بسبابته اليمين، ثم وسطاها، ثم بنصرها وخنصرها، ثم إبهامها، ثم بخنصر اليسرى فبنصرها فوسطاها فسبابتها فإبهامها، وفى الرجل، فيبدأ بنخنصر اليمنى، وهكذا على التوالى إلى أن يختم بخنصر اليسرى، قياسا على التخليل فى الوضوء، ولدخول المسجد، والخروج من الخلاء، فيبين فيه الابتداء باليمين، بخلاف غيره. فإن كان لا شرف فيه ولا خسة، أو فيه خسة، فالسنة فيه البدأة فيه باليسار، وأما فى الأخير فاتفاق، وأما فيما قبله فعلى كلام فيه سنة فى شرح العباب.
34 - (حسان) الظاهر أنه للمبالغة فى الحسن فيصرف فإن كان من الحسن كان فيه زيادة الألف والنون والعلمية فلا يصرف ونظيره قيل لبعضهم أتصرف عفان، قال: نعم إذا هجوته أى لأنه من العفونة، لا إن مدحته أى لأن معنى الحديث (الترجل) مثله الأدهان (إلا غبا) مثله ورود الإبل الماء يوما وتركه يوما، ثم استعمل فى فعل ذلك وقتا وتركه وقتا، لأن إدامته تشعر بمزيد الإمعان فى الزينة والترفه، وذلك إنما يليق بالنساء،
_________
= ومسلم فى «الطهارة (268)، وأبو داود فى «اللباس» (4140)، والنسائى فى الغسل (1/ 67)، وفى «الزينة» (8/ 161)، وفى «الكبرى» (116)، (3920)، وأحمد فى «المسند» (6/ 94،130،147،188،202،210)، والبغوى فى «شرح السنة» (1/ 423)، وأبو عوانة فى «مسنده» (1/ 222)، وأبو نعيم فى «المسند على مسلم» (618)، (619)، كلهم من طريق الأشعث بن أبى الشعثاء عن أبيه به فذكره نحوه.
34 - حديث صحيح: رواه الترمذى فى «اللباس» (1756)، بسنده ومتنه سواء، ورواه أبو داود فى «الترجل» (4159)، والنسائى فى «الزينة» (8/ 132)، وفى «الكبرى» (9315)، وأحمد فى «المسند» (4/ 86)، والبغوى فى شرح السنة (3165)، وابن حبان فى «صحيحه» (5484)، وأبو نعيم فى «الحلية» (6/ 276)، وابن عبد البر فى «التمهيد» (5/ 53)، كلهم من طريق يحيى بن سعيد القطان به فذكره. قال أبو عيسى: حسن صحيح.
35 - حدثنا الحسن بن عرفة، قال حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن أبى خالد، عن أبى العلاء الأودّى، عن حميد بن عبد الرحمن، عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم:
«أن النّبىّ صلى الله عليه وسلم كان يترجّل غبا».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لأنه ينافى شهامة الرجال.
فوائد: ورد بسند ضعيف «كان صلى الله عليه وسلم لا يتنور، وكان إذا كثر شعره» (1) أى شعر عانته.
«حلقه»: لكن صح أنه صلى الله عليه وسلم «كان إذا بدأ بعانته فطلاها بالنورة» (2) وأعل بالإرسال، وخبر أنه صلى الله عليه وسلم «دخل حمام الجحفة» (3) موضوع باتفاق الحفاظ، وإن وقع فى كتابه أنه بصرى وغيره منها ولم تعرف العرب الحمام ببلادهم، إلا بعد موته صلى الله عليه وسلم.
_________
35 - إسناده ضعيف [وهو صحيح]: علته: يزيد أبى خالد الدالانى: قال فيه الحافظ (8072 التقريب): «صدوق يخطئ كثيرا». قلت: هذا هو الصواب «يزيد أبى خالد بن عبد الرحمن بن أبى سلامة الدّالانى» تهذيب الكمال (33/ 273،274)، وقد صحفت فى نسخ الشمائل إلى ابن أبى خالد، و (ابن) هذه زائدة كما ذكر شراح الشمائل. قلت: وقد وهم فيه أى: «يزيد بن خالد» شراح الشمائل: كميرك شاه، والعصام، والملا على القارئ، وعبد الرءوف المناوى حيث ذكروا أنه «يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب، الرملى». وترجموا له وتكلموا عليه وهما بأنه المقصود وهو خلاف ذلك كما بينا. وانظر: جمع الوسائل وهامشه للمناوى (1/ 107). . تهذيب الكمال (32/ 115). والحديث: ذكره الزبيدى فى «إتحاف السادة المتقين» (2/ 395)، وعزاه للمصنف فى الشمائل وقال: إسناده حسن من حديث صحابى لم يسم رفعه. قلت: قال على القارئ والمناوى: قيل: الرجل هو الحكم بن عمرو، وقيل: عبد الله بن سرجس، وقيل: عبد الله بن مغفل. راوى الحديث الذى قبله وهو شاهد صحيح لهذا الحديث.
(1) رواه البغوى فى «شرح السنة» (3199)، (12/ 113)، والبيهقى فى «السنن» (1/ 152)، وأبو الشيخ فى «أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم» (ص 57)، وأبو نعيم فى «أخبار أصفهان» (1/ 321)، من حديث أنس رضى الله عنه، وفى إسناده مسلم الملائى وهو ضعيف.
(2) رواه أبو نعيم فى «الحلية» (5/ 167) وقال: غريب من حديث حبيب تفرد به. ورواه ابن ماجه (3752)، وذكره البغوى فى «شرح السنة» (2/ 114) قلت: ورجاله ثقات، لكنه منقطع.
(3) ذكره السيوطى فى «الخصائص» (1/ 60) وعزاه لابن عساكر فى التاريخ، والحاكم فى «تاريخ نيسابور».
,
36 - حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا أبو داود، أخبرنا همام، عن قتادة قال:
قلت لأنس بن مالك:
«هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لم يبلغ ذلك. إنما كان شيبا فى صدغيه، ولكن أبو بكر رضى الله عنه خضب بالحنّاء والكتم».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(باب ما جاء فى شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
36 - (هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) أى هل غيّر بياض شعر رأسه ولحيته. (لم يبلغ ذلك) أى حد الخضاب وهو الشيب المفهوم من السياق ومن ثم قال: (إنما كان) أى شيبه. (شيبا) أى قليلا، وإنما كان ما يخضبه شيئا كما فى نسخة. (فى صدغيه) والصدغ ما بين العين والأذن، وروى مسلم عن أنس روايات أخر «كان فى لحيته شعرات بيض لم ير من الشيب إلا قليلا لو شئت أن أعد شمطات كن فى رأسه، ولم يخضب، إنما كان البياض فى عنفقته، وفى الصدغين، وفى الرأس نبذ» (1) بضم ففتح، أو بفتح فسكون أى شعرات متفرقات، وقوله: «لم يخضب» إنما قاله بحسب علمه لما يأتى مبسوطا فى الخضاب. (والكتم) وهو بفتحتين نبت أو ورق كورق الآس يخلطه مع الوسمة، وقال الأزهرى (2): نبت فيه حمرة، ويؤيد الأول ما خرجه مسلم. «أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم وعمر بالحناء وحده» (3). فهو مشعر بأن أبا بكر، كان يجمع بينهما دائما، لا بالكتم الصرف الموجب للسواد الصرف، لأنه مذموم، انتهى.
_________
36 - صحيح: رواه البخارى (3550)، والنسائى (8/ 139)، والإمام أحمد فى «المسند» (3/ 192،251)، ثلاثتهم من طريق همام به فذكره نحوه، ورواه أيضا الإمام مسلم (2341)، وابن سعد فى «الطبقات» (1/ 333)، من طريق عاصم الأحول، عن ابن سيرين عن أنس مرفوعا فذكره. ورواه أبو داود (4209)، من طريق ثابت البنانى عن أنس به فذكره.
(1) رواه مسلم فى الفضائل (3341).
(2) انظر: اللسان (5/ 3823) [كتم].
(3) رواه مسلم فى «الفضائل» (2341).
37 - حدثنا إسحاق بن منصور، ويحيى بن موسى، قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال:
«ما عددت فى رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
37 - (إلا أربع عشرة شعرة بيضاء) لا ينافى رواية ابن عمر الآتية: «إنما كان شيبه نحوا من عشرين شعرة بيضاء» (1) وذلك لأن الأربع عشرة نحو العشرين، لأنها أكثر من بضعها، ومن زعم أنه لا دلالة لنحو الشىء على القرب منه فقد وهم، نعم روى البيهقى عن أنس نفسه. «ما شانه الله بالشيب، ما كان فى رأسه ولحيته، إلا سبع عشرة، أو ثمان عشرة بيضاء» (2) وقد يجمع بينهما بأن أخباره اختلفت، لاختلاف.
الأوقات، وبأن الأول إخبار عن عدة، والثانى إخبار عن الواقع، فهو لم يعد إلا أربع عشرة، وأما فى الواقع فكان سبع عشرة أو ثمان عشرة، وروى البخارى عن أبى جحيفة «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض قد شمط» (3)، ومسلم عنه: «رأيت رسول الله، وهذه منه بيضاء» (4) ووضع الراوى بعض أصابعه على عنفقته، ومرّ فى خبر أن أنس أول الكتاب الجمع بين خبر «لم يشنه الله بالشيب» (5) وخبر «أن الشيب وقار ونور كان
_________
37 - إسناده صحيح: رواه أحمد فى المسند (3/ 165)، وعبد بن حميد فى المنتخب (1243)، كلاهما من طرق عن عبد الرزاق به فذكره.
(1) رواه ابن ماجه (3630)، والترمذى فى «العلل الكبير» (2/ 929)، والإمام أحمد فى «المسند» (2/ 90)، والبغوى فى «شرح السنة» (3656)، والبيهقى فى «الدلائل» (1/ 239)، وابن حبان فى «صحيحه» (6294)، (6295)، قال أبو عيسى: سألت محمدا-أى البخارى-عن هذا الحديث، فقال: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث عن عبيد الله غير شريك. وذكره البوصيرى فى «الزوائد»، وقال: إسناده صحيح ورجاله ثقات. قلت: فيه شريك القاضى، وهو سيئ الحفظ.
(2) رواه مسلم (2341)، وأحمد فى المسند (3/ 254)، وابن سعد فى الطبقات، (1/ 431، 432)، وابن ماجه (2629)، والبيهقى فى الدلائل (1/ 231،232)، وابن حبان فى صحيحه (6292).
(3) رواه البخارى (3544)، ومسلم (2343).
(4) رواه مسلم فى الفضائل (2342).
(5) تقدم تخريجه.
38 - حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة، وقد سئل عن شيب رسول الله فقال:
«كان إذا دهن رأسه لم ير منه شيب، وإذا لم يدهن رئى منه شىء».
39 - حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندى الكوفى، حدثنا يحيى بن آدم، عن شريك (1)، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
«إنّما كان شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من عشرين شعرة بيضاء».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إذا دهن» (2) الحديث أخرجه مسلم، والنسائى عن جابر أيضا بلفظ: «كان قد شمط مقدم رأسه ولحيته» (3).
38 - (وكان إذا ادهن) لم يتبين، وإذا أشعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية، وإنما لم يتبين عند الادهان، لأن الشعر يجتمع فيه، فينظر البياض لقلته فى السواد، بخلافه عند الادهان، فإن الشعر حينئذ يتفرق، فيظهر الأبيض من غيره.
_________
38 - صحيح: رواه مسلم فى «الفضائل» (2344)، والنسائى فى الزينة (8/ 150)، وفى الكبرى (9405)، والإمام أحمد فى مسنده (5/ 86،88)، ثلاثتهم من طريق شعبة به فذكره نحوه.
39 - صحيح: رواه ابن ماجه فى اللباس (3630) بنفس إسناد المصنف فذكره، والإمام أحمد فى «المسند» (2/ 90)، من طريق يحيى بن آدم به فذكره. قال البوصيرى فى «الزوائد» (3/ 156): هذا إسناد صحيح رواه الترمذى فى الشمائل عن محمد بن عمر به ورواه أحمد فى مسنده من حديث ابن عمر أيضا.
(1) قال المناوى: هو ابن عبيد الله بن أبى شريك النخعى الكوفى القاضى بواسط ثم الكوفة إذ هو الراوى عن عبيد الله بن عمر، وليس هو شريك بن عبد الله بن أبى عز القاضى كما وهم فيه الشارح، صدوق يخطئ كثيرا ثقة حافظ يغلط، مات سنة ثلاثين ومائتين، وقيل غير ذلك، خرج له الجماعة، وشريك بن عبد الله صدوق يخطئ من الخامسة خرج له الستة وكان ينبغى للمؤلف تمييزه. اه. انظر: جمع الوسائل فى شرح الشمائل مع شرح المناوى (1/ 112).
(2) تقدم تخريجه.
(3) رواه مسلم فى «الفضائل» (2344).
40 - حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا معاوية بن هشام، عن شيبان، عن أبى إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:
«قال أبو بكر: يا رسول الله قد شبت. قال: شيّبتنى هود، والواقعة، والمرسلات، وعمّ يتساءلون، وإذا الشّمس كوّرت».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
40 - (شبت) كان حكمة السؤال عن ذلك، أن مزاجه صلى الله عليه وسلم اعتدلت فيه الأمزجة والطبائع الأربعة، وإسدالها مستلزم لعدم الشيب ولو فى أوانه، فكان شيبه بالنظر لذلك، كأنه تقدم على أوانه، فسئل عن حكمته. (هود) بالصرف أى فى سورة هود، وبتركه على أن هذا الاسم علم السورة. (والواقعة) أى لأن هذه السورة من أهوال يوم القيامة وتباين أحوال السعداء والأشقياء، والأمر بالاستقامة، كما أمر مما يليق بعلى كماله، ورفيع جلاله الذى لا يمكن البشر أن يحمله، ومن ثمة لما نزل: اِتَّقُوا اَللهَ حَقَّ تُقاتِهِ (1) ضجّوا حتى نزل: فَاتَّقُوا اَللهَ مَا اِسْتَطَعْتُمْ (2) ومن غير ذلك، مما لا يستوجب بعضه، إلا ديوان حافل بما يوجب سلطان الخوف والحزن، سيما على أتباعه وأمته لعظم
_________
40 - صحيح: رواه المصنف فى التفسير (3297)، وابن أبى شيبة فى المصنف (10/ 554)، وابن سعد فى الطبقات (1/ 335)، والبغوى فى شرح السنة (14/ 372)، وأبو نعيم فى حلية الأولياء (4/ 350)، وكذا فى معرفة الصحابة (1/ 340/1)، والحاكم فى المستدرك (2/ 344)، والبيهقى فى الدلائل (1/ 358)، كلهم من طريق شيبان به نحوه. ورواه أبو يعلى فى مسنده (107،108)، عن عكرمة قال: قال أبو بكر فذكره. قلت: وإسناده ضعيف لانقطاع الصلة بين عكرمة وأبى بكر. والراوى عن أبى بكر هو ابن عباس رضى الله عنهما. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخارى ووافقه الإمام الذهبى. وذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد (7/ 37،118)، وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى إلا أن عكرمة لم يدرك أبا بكر. وذكره الحافظ العسقلانى فى المطالب (3650)، وعزاه للمصنف فى الشمائل. وقال البوصيرى فى الإتحاف (2/ 171): رواه أبو يعلى والترمذى فى الشمائل ورواته ثقات.
(1) سورة آل عمران: آية (102). وانظر: الدر المنثور (2/ 282)، وتفسير ابن أبى حاتم (3/ 722،723).
(2) سورة التغابن: آية (16)، وانظر الدر المنثور (8/ 185).
41 - حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا محمد بن بشر، عن على بن صالح، عن أبى إسحاق، عن أبى جحيفة، قال: قالوا:
«يا رسول الله، نراك قد شبت. قال: قد شيّبتنى هود وأخواتها».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رأفته، ورحمته بهم، ودوام الفكر فيما يصلحهم، وتتابع الغم فيما يؤلمهم، أو يصدر عنهم، واشتغال القلب والبدن بأحوالهم ومصالحهم الظاهرة والباطنة، وهذا كله مستوجب لضعف قوى البدنية، وضعفها مستلزم لضعف الحرارة الغريزة، وبضعفها يسرع الشيب، ويظهر قبل وقته وأوانه، لكن لما كان عنده صلى الله عليه وسلم من انشراح الصدر، واتساع القلب، وتوالى أنوار اليقين والقرب، ما يسليه كل هم وحزن، لم يقدر ذلك، إلا أن يستولى إلا على قدر يسير من شعره الشريف ليكون فيه مظهر الجلال والجمال، وليتبين أن جماله صلى الله عليه وسلم غالب على جلاله بل لا نسبة بينهما فى وصفه فى كتابه بالرءوف الرحيم، ولم يوصف بالجبار، إلا فى الزبور، وإشارة إلى ما ذكرته، واستنبطته وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (1).
41 - (وأخواتها) لعلها المفصلة فى الحديث السابق، وكأن وجه تخصيص هذه السورة بالذكر مع أنه فى بعض السور غيرها، ما فى بعضها مما مر وزيادة، أنه صلى الله عليه وسلم حال إخباره بذلك، لم يكن أنزل عليه مما يشتمل على ما مرّ غيرها.
_________
41 - إسناده ضعيف، وهو صحيح يشهد له الذى قبله: وعلته: أن على بن صالح متأخر السماع من أبى إسحاق السبيعى، قال أبو عيسى: فى سننه (5/ 402) عقب الحديث السابق: وروى علىّ بن صالح هذا الحديث عن أبى إسحاق عن أبى جحيفة نحو هذا. وروى عن أبى إسحاق عن أبى ميسرة شيئا من هذا مرسلا، وروى أبو بكر ابن عياش عن أبى إسحاق عن عكرمة عن النبى صلى الله عليه وسلم نحو حديث شيبان عن أبى إسحاق ولم يذكر فيه عن ابن عباس حدثنا بذلك هاشم بن الوليد الهروى، حدثنا أبو بكر بن عياش اه. قلت: ورواية على بن صالح وصلها الحافظ أبو نعيم ثم قال عقبها: اختلف على أبى إسحاق، عن أبى جحيفة، وروى عنه عن مصعب بن سعد، عن أبيه، وروى عنه عن عامر بن سعد عن أبى بكر، وروى عنه عن أبى الأحوص عن عبد الله رضى الله عنهم اه. وانظر: الصحيحة للشيخ الألبانى حفظه الله (955).
(1) سورة يوسف: آية رقم (76).
42 - حدثنا على بن حجر، قال: أنبأنا شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير، عن إياد بن لقيط العجلى، عن أبى رمثة التيمى-تيم الرباب-قال:
«أتيت النّبىّ صلى الله عليه وسلم ومعى ابن لى. قال: فأريته، فقلت لمّا رأيته: هذا نبىّ الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان أخضران، وله شعر قد علاه المشيب، وشيبه أحمر».
43 - حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا سريج بن النعمان، أخبرنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب قال: قيل لجابر بن سمرة:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
42 - (إياد) بكسر الهمزة فتحتية، ثم دال مهملة. (لقيط) (1) بفتح فكسر. (رمثة) براء مكسورة فميم ساكنة. (الرباب) (2) بكسر الراء، وتخفيف الموحدة الأولى، وهم خمس قبائل من جملتهم: تيم، غسلوا أيديهم فى ربب، وتحالفوا عليهم، فصاروا يدا واحدة. (فأريته) أى جعلت. (وله شعر) أى قليل لما مر أن شيبه، لم يبلغ عشرين شعرة. (علاه المشيب) أى صار إليه البياض بأعلى ذلك الشعر القليل أى بمنابته، وما قرب منها. (وشيبه أحمر) أى وذلك البياض صبغ بحمرة، فتوافق ما مر عن ابن عمر «أنه تخالطه حمرة فى أطراف تلك الشعرات» لأن العادة، أول ما يشيب أصول الشعر، دون الشعر، إذا قرب شيبه صار أحمر، ثم أبيض واندفع بهذا التقدير ما لبعضهم هنا من الإشكال، وخلط بعضهم فى الجواب بما لا يجدى.
43 - (مفرق رأسه) الظاهر أنه كما مر، أى مقدمه (إذا ادهن) بفتح الدال وضمها
_________
42 - إسناده صحيح: رواه الترمذى فى الأدب (2812)، بسنده ومتنه سواء، ورواه أبو داود فى اللباس (4065)، وكذا فى الترجل (2406)، والنسائى فى الزينة (8/ 140)، وفى الكبرى (9356)، وأحمد فى المسند (2/ 227،228)، (4/ 163)، كلهم من طرق عن إياد بن لقيط به فذكره نحوه.
43 - صحيح: رواه أحمد فى المسند (5/ 104)، من طريق حماد بن سلمة به فذكره.
(1) وثقه يحيى بن معين، وكذلك النسائى، وانظر: تهذيب الكمال (3/ 398).
(2) ويقال التميمى، والبلوى، واختلف فى اسمه فقيل: رفاعة بن يثربى، وقيل: يثربى بن رفاعه، وقيل: عمارة بن يثربى، ويثربى بن عوف، وحبان بن وهب، وقيل: حبيب بن حيان، أو ابن حبان، وقيل: خشخاش، انظر فى ترجمته: مسند أحمد (2/ 226)، جامع المسانيد (4/ 46)، وأسد الغابة (6/ 111،112)، والإصابة (4/ 70).
«أكان فى رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب؟ قال: لم يكن فى رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب إلا شعرات فى مفرق رأسه إذا ادّهن واراهنّ الدّهن».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أى متدهن لجمعه الشعر، أو لخلطه بالطيب روى مسلم: «كان إذا دهن، لم يتبين» (1) أى الشيب، وإذا أشعث تبين، قال شارحه: لأنه عن الادهان يجمع شعره، ويختفى شيبه لقلته، وعند عدمه يتفرق شعره فيظهر شيبه، ومر ذلك قريبا.
...
_________
(1) رواه مسلم فى الفضائل (2344).