(وغزا- عليه السلام- دومة «3» الجندل) : وهي مدينة من مدن الشام قرب
__________
- «أمعك ماء؟» فقلت: نعم فجئته بقعب من ماء فنفث فيه ثم نضح على رأسه وظهره، وعلى عجزه، ثم قال: «أعطني عصا» فأعطيته عصا معي- أو قال: قطعت له عصا من شجرة- قال: ثم نسخه، ثم قرعه بالعصا، ثم قال: «اركب يا جابر» قال: فركبت. قال: فخرج، والذي بعثه بالحق بواهق ناقته مواهقة ما تقوله ناقته. قال: وجعلت أتحدث مع رسول الله. ثم قال: «يا أبا عبد الله أتزوجت؟» . قلت: نعم ... قال: «بعنى جملك هذا يا جابر» ؟. قلت: بل هو لك يا رسول الله. قال: «لا بل بعنيه» قال: قلت: نعم، سمني به. قال: «فإني آخذه بدرهم» . قال: قلت: تغبنني يا رسول الله، قال: لا، لعمري! قال جابر: فما زال يزيدني درهما درهما! حتى بلغ به أربعين درهما- أوقية- فقال: «أما رضيت؟ فقلت: هو لك. فقال: «فظهره لك حتى تقدم المدينة» . قال: ويقال: إنه قال: «آخذه منك بأوقية، وظهره لك» فباعه على ذلك. قال: فلما قدمنا ... قال جابر ... ثم أصبحت فأخذت برأس الجمل، فانطلقت حتى أنخته عند حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وجلست حتى خرج، فلما خرج، قال: «أهذا الجمل؟» قلت: نعم يا رسول الله الذي اشتريت. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم «بلالا» فقال: «اذهب فأعطه أوقية، وخذ برأس جملك يا ابن أخي فهو لك» فانطلقت مع «بلال» فقال بلال: أنت ابن صحاب الشعب؟ فقلت: نعم، فقال: والله لأعطينك، ولأزيدنك، فزادني قيراطا، أو قيراطين. قال: فما زال ذلك يثمر، ويزيدنا الله به، ونعرف موضعه، حتى أصيب هاهنا قريبا عندكم- يعني الجمل-» اه-: مغازي الواقدي بتصرف.
(1) صلاة الخوف لها نظام خاص في الإسلام، وتؤدى في حالة وقوف جيش المسلمين أمام.
(2) جيش العدو دون قتال يعني أن كلا من الجيشين يعد العدة للقتال-. «أما إذا التحم الجيشان، وبدأ القتال ... بجميع أنواعه؛ فلا توجد صورة مخصوصة للصلاة؛ بل يصلي كل مقاتل بالصورة المناسبة له: يصلى منفردا، أو مع جماعة، سواء كان قائما، أو ماشيا، أو راكبا ... » اه-: الرحيق المختوم لصديقي الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
(3) قول ابن سعد «وما أول ما صلاها ... » ذكره في كتابه (الطبقات) 2/ 61 فقال: «حضرت الصلاة فخاف المسلمون أن يغيروا عليهم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ فكان ذلك أول ما صلاها» اه-: الطبقات.
طيئ «1» - (بعد ذلك بشهرين، وأربعة أيام) .
وسببها: أنه- عليه السلام- بلغه أن بهذا الموضع جمعا كثيرا يظلمون من مر بهم؛ وأنهم يريدون الدنو من المدينة، / فخرج إليهم في ألف من أصحابه بعد أن استعمل على المدينة «سباع بن عرفطة الغفاري «2» » ؛ فبلغهم الخبر فهربوا، ولم يلق بها أحدا إلا النعم،
__________
- وحول «غزوة ذات الرقاع» انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (مختصر السيرة النبوية) لابن هشام (سيرة ابن إسحاق) إعداد محمد عفيف الزعبي ص 161، 163. - (مغازى الواقدي) - غزوة ذات الرقاع- للإمام الواقدي 2/ 395، 559. - (تاريخ الطبري) - غزوة ذات الرقاع- للإمام ابن جرير 2/ 555، 559. - (الثقات) - غزوة ذات الرقاع- للإمام ابن حبان 1/ 257، 260. - (الدرر ... ) - غزوة ذات الرقاع- للإمام ابن عبد البر ص 176، 177. - (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير 2/ 66، 67. - (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) - غزوة ذات الرقاع- 7/ 416، 428. - (الرحيق المختوم) - غزوة نجد- لصديقي الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
(1) عن ضبط «دومة» وموقعها، وسبب تسميتها بذلك قال الإمام القسطلاني في (المواهب الدنية وشرحها) للزرقاني 2/ 94، 95: «هي بضم الدال من دومة عند أهل اللغة، وأصحاب الحديث يفتحونها كذا في (الصحاح) ، ورجح الحازمى، وغيره من المحدثين الضم. وأما بفتحها فمكان آخر. وقال بعضهم: «دومة الجندل» - بالضم والفتح- وأما المكان الاخر الذي باليمن فبالفتح فقط. وهي مدينة بينها وبين دمشق.. خمس ليال. وبعدها من المدينة خمس عشر، أو ست عشرة ليلة. قال أبو عبيد البكري: سميت ب «دومى بن إسماعيل» كان نزلها. وفى الوفاء: قيل: كان منزل «أكيدر» أولا «دومة الحيرة» ، وكان يزور أخواله، فخرج للصيد معهم، فرفعت له مدينة متهدمة، لم يبق إلا حيطانها مبينة بالجندل، فأعادوا بنائها، وغرسوا الزيتون، وسموها «دومة الجندل» تفرقة بينها، وبين «دومة الحيرة» ، وكان «أكيدر» يتردد بينهما» اه-: المواهب مع شرحها. عن «طيئ» قال ابن دريد في (الاشتقاق) 1/ 380: «قال الخليل: أصل بناء «طيئ» ، من طاء، وواو فقلبوا الواو، ياء ثقيلة، كان الأصل فيه «طوى» . وكان ابن الكلبي يقول: «سمي طيئا؛ لأنه أول من طوى المناهل. ويقال: طويت الشيء أطويه طيا وكذلك طويت البئر أطويها بالحجارة ... » اه-: الاشتقاق.
(2) و «سباع بن عرفطة الغفاري» ترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة) - القسم الأول- 4/ 119 رقم: 3074 فقال: «ويقال له: «الكناني» ... قال: قدمت المدينة، والنبي صلى الله عليه وسلّم-
والشاء، فهجم المسلمون على ماشيتهم ورعاتهم وأصيب من أصيب، وهرب من هرب، وأقام بها- عليه السلام- أياما، وبث السرايا وفرقها، ثم رجعت، ولم تصب أحدا.
ورجع- عليه السلام- إلى المدينة في العشرين من ربيع الاخر «1» ، وقيل: الأول.
[غزوة بني المصطلق «2» ]
(ثم غزا- عليه السلام- بعد ذلك بخمسة أشهر، وثلاثة أيام بني المصطلق) ؛
__________
- بخيبر وقد استخلف على المدينة «سباع ... » فشهد معه الصبح، وجهرنا، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلّم بخيبر» ... استعمله النبي صلى الله عليه وسلّم على المدينة في «غزوة دومة الجندل» ... اه-: (الإصابة) .
(1) حول رجوعه صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة ... «قال الزرقاني في (شرح المواهب) 2/ 94، 95: « ... ودخل النبي صلى الله عليه وسلّم المدينة في اليوم العشرين من ربيع الاخر؛ فتكون غيبته صلى الله عليه وسلّم عن المدينة خمسا وعشرين ليلة، ولعله جد في السير؛ لما مر أن بعد «دومة الجندل» من المدينة خمس عشرة ليلة؛ فيكون الذهاب، والإياب في ثلاثين، وأقام بها ... ثلاثة أيام ... إلخ» اه-: شرح الزرقاني بتصرف. ولمعرفة المزيد عن «دومة الجندل» انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (مختصر سيرة ابن هشام- سيرة ابن إسحاق) «غزوة دومة الجندل» إعداد محمد عفيف الزعبي ص 165. - تاريخ (مغازي الواقدي) للإمام الواقدي 1/ 402، 404. - (معازى الطبري) للإمام ابن جرير الطبري- غزوة دومة الجندل- 2/ 564. - (الثقات) للإمام ابن حبان- ثم كانت غزوة الجندل- 1/ 260. - (الدرر ... ) لابن عبد البر ص 178. - (زاد المعاد) للإمام ابن القيم 4/ 130. - (الرحيق المختوم) للشيخ صفي الرحمن المباركفوري- غزوة دومة الجندل- ص 299.
(2) «غزوة بني المصطلق» هي «المريسيع» و «المصطلق» : - «بضم الميم وسكون المهملة وفتح الطاء المهملة وكسر اللام بعد قاف- وهو لقب، ولقب به لحسن صوته، وهو أول من غنى من خزاعة، واسمه «خزيمة بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة» بطن من بنى خزاعة وأما «المريسيع» - فبضم الميم وفتح الراء، وسكون التحتانيتين بينهم مهملة مكسورة وآخره عين مهملة-: هو ماء لبني خزاعة بينه، وبين الفرع مسيرة يوم وقد روى الطبراني من حديث «سفيان ابن وبرة» كنا مع النبي صلى الله عليه وسلّم فى «غزوة المريسيع» - غزوة بنى المصطلق-» اه-: فتح الباري بشرح صحيح البخاري (المغازي) 7/ 430 حديث رقم: 4140. وانظر: (شرح الزرقاني على المواهب) 2/ 95، 96.
بطن (من خزاعة) في شعبان يوم الاثنين لليلتين خلتا «1» منه، على ما عند ابن سعد «2» .
وذلك لما بلغه صلى الله عليه وسلّم أنهم يجمعون، وقائدهم «الحارث بن أبي ضرار» ، أبو «جويرية» أم المؤمنين- رضي الله عنها- فخرج إليهم مسرعا بعد أن استعمل على المدينة «زيد ابن حارثة» ، وقيل: «أبا ذر الغفاري» ، وقيل: «نميلة بن عبد الله الليثي «3» » ، وقيل: جعلها [] «4» فبلغهم «5» ذلك فسيئوا «6» به وخافوا خوفا شديدا، وتفرق عنهم من كان معهم من العرب، ومضى «7» - عليه/ السلام- حتى بلغ المريسيع، فلقيهم به، وحمل المسلمون عليهم حملة واحدة، فهزمهم الله، وقتل من قتل، وأسروا الباقى فسبوا الرجال والنساء، والذرية، وأخذوا الأموال، ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد، وكانت الإبل ألفي بعير، والشاء خمسة آلاف، والسبي مائة [أهل «8» ] بيت، وهي التي قال فيها أهل الإفك «9» ما قالوا على عائشة- رضي الله عنها- فأنزل الله
__________
(1) حول اختلاف أصحاب المغازي في وقت «المريسيع» انظر: (فتح الباري شرح صحيح البخاري) 7/ 429، 431. (شرح الزرقاني على المواهب) 2/ 95، 96.
(2) قول ابن سعد في (الطبقات) 2/ 63 (غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلّم المريسيع) .
(3) و «نميلة» ترجم له ابن حجر في (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- 10/ 188 رقم: 8809 فقال: «نميلة بن حزن ... ابن عوف بن كعب بن ليث الليثي ... ويقال: الكلبي نسبة لجده الأعلى. وحيث يطلق الكلبي فيراد به من كان من بني كلب بن وبرة. قال ابن إسحاق: هو الذي قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح ... إلخ» اه-: الإصابة.
(4) ما بين القوسين المعكوفين غير واضح بالأصل، ولم أستطع الوصول إليه.
(5) عن قوله: «فسيئوا به ... » قال الإمام الواقدي في (المغازي) 1/ 406، 407. « ... فكانت جويرية أم المؤمنين- رضي الله عنها- تحدث بعد أن أسلمت جاءنا خبره- أي: الجاسوس- ومقتله وسير رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبل أن يقدم علينا النبي صلى الله عليه وسلّم فسيىء به أبي، ومن معه وخافوا خوفا شديدا ... » اه-: المغازي.
(6) وقال الإمام ابن سعد في (الطبقات) 2/ 63: «فسيىء بذلك «الحارث» ، ومن معه، وخافوا ... » .
(7) حول قوله: «ومضى- عليه السلام- ... » قال ابن سعد في (الطبقات) 2/ 64: « ... وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى «المريسيع» اه-: الطبقات.
(8) ما بين القوسين المعكوفين [أهل] ساقط من الأصل، وأثبتناه من (المغازي) للواقدي 1/ 406.
(9) حول حادث «الإفك» وقول المنافقين فيه انظر: - الايات 22 وما بعدها من سورة النور.
براءتها «1» ، وفيها أيضا نزلت آية التيمم «2» ، وفيها أيضا قال «ابن أبي» : لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ «3» وقيل: في تبوك، وفيها هبت على الناس ريح شديدة فاذتهم، وتخوفوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لهم: «لا تخافوا منها فإنما هبت لموت عظيم «4» من عظماء، أو كفار [المدينة «5» ] فلما قدموا المدينة، وجدوا بعض عظماء اليهود- وكان كنفا للمنافقين- قد مات ذلك اليوم، وفيها نهى عليه السلام عن العزل «6» ، ثم رجع عليه السلام إلى المدينة، وقد غاب ثمانية وعشرين يوما، وقدمها
__________
- صحيح البخاري- مع فتح الباري- كتاب (المغازي) - حديث الإفك- 7/ 431، 435 رقم: 4141. - (مغازي الواقدي) «ذكر عائشة» - رضي الله عنها- أصحاب الإفك 2/ 426- 440. - (الثقات) لابن حبان 1/ 264.
(1) حول براءة «أم المؤمنين عائشة» - رضي الله عنها- انظر: الايات القرآنية الوارد في سورة النور، والتي ذكرناها في (أ) تفسير الايات في كتب التفسير كالقرطبي، وابن كثير، وغيرهما. وانظر: تفسير آيات الأحكام للشيخ محمد علي الصابوني 2/ 99.
(2) آية التيمم، هي الاية رقم: 6 من سورة المائدة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ... إلى قوله- تعالى-: فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً.
(3) المنافقون، الاية: 8.
(4) عظيم اليهود الذي مات ... الخ ذكره الواقدي في كتابه (المغازي) 2/ 423 فقال: هو «زيد ابن رفاعة بن التابوت» .
(5) ما بين القوسين المعكوفين ليس في الأصل، واثبتناه من (مغازي الواقدي) الذي اقتبس منه المؤلف 2/ 423.
(6) عن «العزل» تقول الموسوعة الفقهية لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت 30/ 72، 81، 82: العزل لغة: التنحية يقال: عزل عن المرأة واعتزلها، لم يرد ولدها. والعزل يكون عن الزوجة والأمة: العزل عن الزوجة والأمة: هو أن يجامع الرجل حليلته؛ فإذا قارب الإنزال نزع، وأنزل خارج الفرج وسبب ذلك: إما العزوف عن علوق المرأة، وتكوين حمل في رحمها، وإما أسباب صحية تعود إلى المرأة، أو الجنين، أو الطفل الرضيع. أولا: العزل عن الأمة المملوكة: ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز عزل السيد عن أمته مطلقا، سواء أذنت بذلك أو لم تأذن؛ لأن الوطء حقه لا غير، وكذا إنجاب الولد، وليس هناك حقا لها.
لهلال رمضان «1» .
[غزوة الخندق- الأحزاب-]
(ثم كانت غزوة/ الخندق) في شوال (وقد مضى من الهجرة أربع سنين) وقيل: (وعشرة أشهر وخمسة أيام) .
__________
- ثانيا: العزل عن الزوجة: اختلف الفقهاء فيها على رأيين: الرأى الأول: الإباحة مطلقا أذنت الزوجة أم لم تأذن إلا أن تركه أفضل، وهو الراجح عند الشافعية، وذلك لأن حقها الاستمتاع دون الانزال إلا أنه يستحب استئذانها. الرأى الثاني: الإباحة بشرط إذنها؛ فإن كان لغير حاجة كره، وهو قول: «عمر» و «على» ، و «ابن عمر» ، و «ابن مسعود» رضي الله عنهم-، و «مالك» - رحمه الله-، وهو الرأي الثاني للشافعية، وبه قال الحنفية؛ إلا أنهم استثنوا إذا فسد الزمان؛ فأباحوه، دون إذنها، واستدل القائلون بالإباحة المطلقة، بما روي عن «جابر» «قال: «كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم والقرآن ينزل» . وفي رواية لمسلم: «كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم فبلغ ذلك رسول الله فلم ينهنا» . واستدل القائلون بالإباحة بشرط الاستئذان بما روى الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سنته، عن «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، أنه قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يعزل عن الحرة إلا بإذنها» . وأما دلالة: إن كان العزل بدون عذر؛ فلأنه وسيلة لتقليل النسل، وقطع اللذة عن الموطوءة، إذا قد حث النبي صلى الله عليه وسلّم على تعاطي أسباب الولد فقال: «تناكحوا تكاثروا» أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) ، وضعه الحافظ ابن حجر في (التلخيص الحبير) » اه-: الموسوعة الفقهية لوزارة الأوقاف الكويتية. بتصرف. نسخة المسجد النبوي رقم: (7706) 2170/ م. و. ص.
(1) حول غزوة المريسيع انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (سيرة ابن إسحاق) المختصرة من (سيرة ابن هشام) إعداد محمد عفيف الزعبي ص 184- 188. - (مغازي الواقدي) 2/ 404- 413. - (تاريخ الطبري) للإمام محمد بن جرير الطبري 2/ 604- 610. - (الثقات) للإمام ابن حبان 1/ 288- 295. - (الدرر ... ) للإمام ابن عبد البر ص 200- 203.
وسببها: أنه صلى الله عليه وسلّم لما أجلى «بني النضير» خرج نفر؛ منهم: «سلام بن أبي الحقيق» ، و «حيى بن أخطب» ، و «كنانة بن الربيع» النضريون، ونفر من «بني وائل» حتى قدموا على قريش ب «مكة» ، ودعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وجاؤا إلى «غطفان» «1» ، وحرضوهم على مثل ذلك، فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان، وخرجت غطفان وقائدها «عيينة بن حصن الفزاري «2» » في فزارة، «والحارث بن عوف المري» في «مرة» .
فلما سمع بهم- عليه السلام- ضرب الخندق على المدينة؛ بإشارة من «سلمان الفارسي- رضي الله عنه- وجعله من الجهة الشامية؛ فكان من طرف الحرة الشرقية، إلى طرف الحرة الغربية؛ لأن باقي جوانب المدينة مستور بالبناآت والنخيل.
ولما فرغ منه أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال «3» في أربعة آلاف، وكان مجموع العدو: قريش/ وغيرها عشرة آلاف، وخرج- عليه السلام- بعد أن استعمل على المدينة «ابن أم مكتوم» - رضي الله عنه- في ثلاثة آلاف، من المسلمين، حتى جعلوا ظهورهم إلى «سلع» - وهو جبل صغير معروف- فضرب هناك عسكره، والخندق بينه وبين القوم، وكان لواء المهاجرين بيد «زيد بن حارثة» رضي الله عنه، ولواء الأنصار بيد «سعد بن عبادة» - رضي الله عنه- فأقاموا على ذلك شهرا، أو قريبا منه.
__________
(1) «غطفان» على وزن فعلان من الغطف، وهو قلة هدب العين، وهو قبيلة عظيمة. الاشتقاق 1/ 269.
(2) و «عيينة» : تصغير عين، وكان «عيينة» يحمق، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلّم: «الأحمق المطاع في قومه» ، وسمع «عيينه» النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: «غفار وأسلم، ومزينة، وجهينة، خير من الحليفين- أسد وغطفان- فقال: «والله لأن أكون في النار مع هؤلاء؛ أحب إلى من أن أكون في الجنة مع أولئك» : اه-: الاشتقاق لابد دريد 1/ 285. وانظر: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) للإمام ابن حجر 13/ 260 رقم: 6856.
(3) «مجتمع الأسيال» قال عنه الإمام «أبو على هارون بن زكريا الهجرى» في كتابه (التعليقات والنوادر) ترتيب الشيخ حمد الجاسر- حرف الزاي- 3/ 1488: «مجتمع الأسيال» : زغابة- كسحابة- آخر العقيق غربي قبر «حمزة» - «-، وهى أعلى أضم ... » التعليقات والنوادر للهجري. طبع دار اليمامة. نسخة المسجد النبوي 810034635 هـ. ج. ت. «مجتمع والنوادر للهجري» . طبع دار اليمامة. نسخة المسجد النبوي. 81034635/ هـ. ح. ت. وانظر: (وفاء الوفا) للسمهودي. نسخة المسجد النبوي رقم: 2017228 و 956. س. م. و.
ولم يكن بينهم قتال إلا الحصار، والرمي بالنبل، وهم- عليه السلام- أن يعطي أمير «غطفان «1» » ثلث ثمار المدينة؛ فيرجعوا عنهم، وكتب الكتاب، ولم يبق إلا إيقاع الشهادة، فشاور في ذلك «سعد بن معاذ» - رضي الله عنه- و «سعد بن عبادة» رضي الله عنه فقالا: «لا نعطيهم إلا السيف «2» . ثم إن الله- تعالى- كفاه عدوه، وأرسل عليهم ريحا في ليال شاتية شديدة البرد، فاقتلعت أبنيتهم، فارتحلوا هرابا من ليلتهم، وتركوا كل ما استثقلوه من أمتعتهم، ولم تكن الريح تجاوز معسكرهم شبرا، فانصرف/ عليه السلام يوم الأربعاء «3» لسبع ليال بقين من ذي القعدة، وقال: «لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا؛ ولكنكم تغزونهم «4» » .
__________
(1) حول اشتداد البلاء على المسلمين، وهم الرسول صلى الله عليه وسلّم بإعطاء أمير «غطفان» ... إلخ. قال ابن إسحاق كما جاء في سيرته المختصرة، من سيرة ابن هشام ص 169: «فلما اشتد على الناس البلاء، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى «عيينة ... » وإلى «الحارث ... » وهما قائدا «غطفان» ، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة؛ على أن يرجعا بمن معهما عنه، وعن أصحابه؛ فجرى بينه وبينهما الصلح، حتى كتبوا الكتاب، ولم تقع الشهادة، ولا عزيمة الصلح، إلا المراوضة في ذلك. فلما أراد الرسول صلى الله عليه وسلّم أن يفعل بعث إلى «سعد بن معاذ» و «سعد بن عبادة» فذكر لهما ذلك، واستشارهما فيه، فقال له: «يا أمرا تحبه فنصنعه لك، أم شيئا أمرك الله به لابد لنا من العمل به، أم شيئا تصنعه لنا؟ قال: بل شيء أصنعه لكم ... » . انظر: بقية الحوار في السيرة النبوية لابن هشام-» اه-: سيرة ابن إسحاق. إعداد محمد عفيف الزعبي. وانظر: (مغازي الواقدي) 2/ 477- 478.
(2) هذا قول ابن سعد انظره في (الطبقات) 2/ 28. وقال الإمامان القسطلاني والزرقاني في (المواهب اللدنية وشرحها) 2/ 126:
(3) « ... وانصرف صلى الله عليه وسلّم من غزوة الخندق يوم الأربعاء ... » قاله ابن سعد. وهو مخالف لقول ابن إسحاق فلما انصرف، ثم هو ظاهر على أن «الخندق» في القعدة، وكذا على أنه في شوال؛ لأن المراد ابتداء حفره، فلا ينافى استمرار ما تعلق به إلى الوقت المذكور، وكان قد أقام بالخندق محاصرا خمسة عشر يوما، فيما جزم بن ابن سعد، والبلاذري. وقال الواقدي: «إنه أثبت الأقوال. وقيل: أربعة وعشرين يوما، كما رواه «يحيى بن سعيد» ، عن «ابن المسيب» . وروى الزهري عنه بضع عشرة ليلة، ويمكن أن يفسر بخمسة شهر؛ كما أنه يحتمل تفسير قول ابن إسحاق بضعا وعشرين ليلة من قريبا من شهر بالأربعة وعشرين. وعند الواقدي عن جابر: «عشرين يوما» . وفى الهدى شهر» اه-: المواهب اللدنية وشرحها.
(4) أثر «لن تغزوكم ... إلخ» بحثت عنه في كتب السنة المتوافرة لدي، فلم أصل إليه؛ ولكن-
[غزوة بني قريظة «1» ]
(ثم غزا- عليه السلام- بعد ذلك بستة عشر يوما بني قريظة) ؛ وذلك أنه- عليه السلام- لما انصرف من الخندق راجعا إلى المدينة، والمسلمون قد وضعوا السلاح، وحضر وقت الظهر أتى «جبريل» - عليه السلام- معتجرا «2» بعمامة من إستبرق على بغلة «3» عليها قطيفة ديباج، ويقال: على فرس، وعليه
__________
- ذكره الإمام ابن كثير في كتابه (تفسير القرآن الكريم) عند تفسيره للاية 25، من سورة الأحزاب- 6/ 396. طبعة الشعب. فقال «قال محمد بن إسحاق: لما انصرف أهل الخندق عن الخندق، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «لن تغزوكم قريش ... الحديث» . فكان يغزوكم بعد ذلك حتى فتح الله عليه مكة» اه-: تفسير ابن كثير. وحول غزوة الأحزاب- الخندق- انظر: المصادر والمراجع الاتية: - (سيرة ابن إسحاق المختصرة من سيرة ابن هشام) إعداد محمد عفيف الزعبي ص 169، 170. - (مغازي الواقدي) - غزوة الخندق- 2/ 440- 480. - (تاريخ الطبري) للإمام الطبري- السنة الخامسة- ذكر الخبر عن غزوة الخندق 2/ 564- 581. - (الثقات) للإمام ابن حبان- غزوة الخندق- السنة الخامسة- 1/ 264- 273. - (الدرر ... ) للإمام ابن عبد البر ص 179- 188. - (تلقيح فهوم أهل الأثر) للإمام ابن الجوزي- غزوة الخندق- ص 59. - (الكامل في التاريخ) للإمام ابن الأثير- ذكر غزوة الخندق، وهي الأحزاب- 2/ 70- 74. - (فتح الباري) للإمام ابن حجر 7/ 392- 407- غزوة الخندق، وهي الأحزاب. - (السيرة النبوية- عيون الأثر-) لابن سيد الناس 2/ 33- 48. - (مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم) للإمام محمد بن عبد الوهاب ص 127- 131.
(1) و «قريظة» - بضم القاف وفتح الراء وسكون التحتية، وبالظاء المعجمة فتاء تأنيث- قال عنها الإمام الزرقاني في كتابه (شرح الزرقاني على المواهب) قال السمعاني «قريظة» : «اسم رجل نزل أولاده قلعة حصينة بقرب المدينة فنسبت إليهم، وقريظة، والنضير، أخوان من ولد هارون ... إلخ» اه-: شرح الزرقاني على المواهب. وحول «غزوة قريظة» قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 267: « ... فلما كانت الظهر أتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلّم معتجرا بعمامة من استبرق ... إلخ» اه-: السيرة النبوية. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) للإمامين: القسطلاني والزرقاني 2/ 126.
(2) عن الاعتجار قال ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث) : «أن يلف العمامة على رأسه، ويرد طرفها على وجهه، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنها» اه-: النهاية.
(3) «على الوصف الذي جاء عليه جبريل ... إلخ» . انظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) -
اللأمة «1» ، وأثر الغبار. فقال: يا رسول الله «أقد وضعتم السلاح؟! «2» » قال:
«نعم» ، فقال جبريل عليه السلام: «ما وضعت الملائكة السلاح بعد، وما رجعت الان إلا في طلب القوم؛ إن الله يأمرك بالسير إلى «بني قريظة» ؛ فإني عامد إليهم فمزلزل بهم حصونهم. وفى لفظ «لأدقنهم دق البيض على الصفا «3» » ، ثم أدبر هو ومن معه من الملائكة فسطع الغبار في زقاق «بني غنم» «من الأنصار «4» » ، فبعث النبي- عليه السلام- في حينه مناديا ينادي في الناس: من كان سميعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة «5» ، واستعمل/ على المدينة «ابن أم مكتوم» ، فيما
__________
- للقسطلاني والزرقاني 2/ 127.
(1) «اللامة» أو اللأمة» عدة من عدد الحرب.
(2) حديث وضع السلاح متفق عليه، عن عائشة- رضي الله عنها- أخرجه: الإمام البخاري في صحيحه كتاب (الجهاد والسير) رقم: 2602. وانظر: البخاري برقم: 380. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الجهاد والسير) رقم: 3315. وانظر: (مسند الإمام أحمد) - باقي مسند الأنصار- تحت رقمي: 23160، 23845.
(3) أثر «والله لأدقنهم ... إلخ» ذكره القسطلاني والزرقاني في (المواهب وشرحها) 2/ 128: فقال: «هو عند ابن عائذ بسنده عن جابر، قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلّم يغسل رأسه مرجعه من طلب الأحزاب؛ إذ وقف عليه جبريل- عليه السلام- فقال: ما أسرع ما حللتم، والله ما نزعنا من لأمتنا منذ نزل العدو، قم فشد عليك سلاحك؛ فو الله لأدقنهم دق الأبيض، أو كدق البيض على الصفا» ، وليس المراد أنه يقتلهم، وإن ظاهر اللفظ لكونه خلاف الواقع؛ بل المراد ألقى الرعب في قلوبهم؛ حتى يصيروا كالهالكين، ثم أزلزلهم فأنزلهم من حصونهم فتقتلهم، فيصيروا كالبيض على الصفا، فعبر عن اسم السبب بالمسبب، وقد كان ذلك ... اه-: المواهب اللدنية مع شرحها. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي- غزوة بنى قريظة- 5/ 3- 4.
(4) حول قوله: «ثم أدبر ومن معه ... الخ» قال صاحبا المواهب وشرحها: «هو عند ابن سعد، من مرسل «حميد بن هلال» فأدبر «جبريل» ، ومن معه من الملائكة، حتى سطع الغبار في زفاق «بني غنم» من الأنصار ... » بطن من الخزرج» . وفي البخاري: عن أنس: «لكأني انظر إلى الغبار في زقاق «بنى غنم» موكب «جبريل» حين سار إلى بنى قريظة ... » اه-: المواهب.
(5) حول قوله: «صلى الله عليه وسلّم من كان سميعا ... إلخ» قال الصالحي في (سبل الهدى والرشاد) 5/ 4: «قال قتادة فيما رواه ابن عائذ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعث يومئذ مناديا ينادي: «يا خيل الله اركبي» «وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بلالا فأذن في الناس من كان سميعا ... إلخ» اه-: سبل الهدى والرشاد. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام 3/ 267.
قاله ابن هشام «1» .
وقدم عليه السلام «2» «علي بن أبي طالب» - رضي الله عنه- برايته، وابتدرها الناس، وكانوا يومئذ ثلاثة آلاف، والخيل ستة وثلاثون فرسا، ولحقهم النبي صلى الله عليه وسلّم فحاصرهم بضعة عشر يوما «3» ، حتى أجهدهم الخطر، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكمه- عليه السلام- «4» فسأله «الأوس» - وكانوا حلفاءهم- أن يسلك
__________
(1) قول ابن هشام انظره في (السيرة النبوية) له 3/ 267. وانظر: (المواهب الدنية) 2/ 128.
(2) حول قوله: «وقدم- عليه السلام- ... قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 2/ 267: «قال ابن إسحاق: وقدّم- عليه السلام- علي بن أبي طالب برايته إلى «بنى قريظة» وابتدرها الناس ... » اه-: السيرة النبوية. وانظر: (المواهب اللدنية) 2/ 128.
(3) حول قوله: «فحاصرهم ... » قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 367: «وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم خمسا وعشرين ليلة؛ حتى جهدهم الحصار، وقذف في قلوبهم الرعب» اه-: السيرة النبوية. وانظر: (المواهب اللدنية) 2/ 130. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 5/ 6. «نزول «بني قريظة» على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسؤال الأوس ... الخ» انظره في: (السيرة النبوية) لابن هشام مع (الروض الأنف) للسهيلي 3/ 269- 271. وانظر: (المواهب اللدنية مع شرحها) 2/ 133- 137. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 5/ 9- 11.
(4) حديث: «لقد حكمت فيهم ... الخ» أخرجه البخاري وغيره: فأخرجه الإمام البخاري في (الجامع المختصر) 3/ 1107 رقم: 2878 بلفظ: عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد- هو سعد بن معاذ- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكان قريبا منه فجاء على حمار، فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «قوموا إلى سيدكم، فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: إن هؤلاء نزلوا على حكمك» . قال: «فإني أحكم أن تقتل المقاتلة، وأن تنسبي الذرية» قال: «لقد حكمت فيهم بحكم الملك» . وانظر: (الجامع المختصر) 4/ 1511 رقم: 3896. وانظر: (صحيح مسلم) 3/ 1388 رقم: 1769. وانظر: (المنتخب من مسند عبد الله بن حميد) ص 307 رقم: 995. وانظر: (المعجم الكبير) للطبراني 17/ 164.
بهم مسلك» «بني قينقاع» - حلفاء الخزرج- فقال- عليه السلام-: «ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟! «قالوا: بلى. قال:» فذلك إلى «سعد بن معاذ» فجيء به رضي الله عنه، وهو جريح من سهم أصابه في «الخندق» ، فحكم بقتل المقاتلة، وسبي النساء والذرية، فقال له- عليه السلام-: «لقد حكمت فيهم بحكم الله «1» » . فضربت أعناقهم بعد انصرافه- عليه السلام- إلى المدينة وكانوا بين الستمائة والسبع [مائة «2» ] وقسمت أموالهم ونساؤهم بعد إخراج الخمس، وقسمها- عليه/ السلام- للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم «3» ، وكان أول فيء وقعت فيه السهمان، وأخرج منه الخمس وكان فيهم «حيي بن أخطب» ، دخل معهم لما انصرف من الأحزاب، وفاء لكعب بن أسد فيما عاهده عليه، وقتل من المسلمين يومئذ «خلاد بن سويد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي» من بني الأغر قتلته امرأة «4»
__________
(1) ما بين القوسين المعكوفين [مائة] ساقط من الأصل، أثبتناه لاقتضاء المقام له.
(2) عن «الراجل» : قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 271: «هو من ليس له فرس. وحول تقسيم الفيء قال ابن هشام في (السيرة النبوية) 3/ 271: «قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قسم أموال بني قريظة ونسائهم، وأبنائهم على المسلمين، وأعلم في ذلك اليوم سهمان الخيل، وأخرج منها الخمس؛ فكان للفارس ثلاثة أسهم؛ للفرس سهمان، ولفارسه سهم ... وكان أول فيء وقعت فيه السهمان، وأخرج منها الخمس، فعلى سنتها وما مضى من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيها وقعت المقاسم. ومضت السنة في المغازي» اه-: السيرة النبوية. وانظر: (الطبقات) لابن سعد 2/. 53 وانظر: (المواهب اللدنية) 2/ 137 وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي 5/ 11.
(3) و «خلاد ... » ترجم له ابن سعد في (الطبقات) 2/ 530 فقال: «هو خلاد بن ثعلبة بن عمرو ابن حارثة بن امرئ بن مالك ... من بني «الحارث بن الخزرج» شهد «خلاد» العقبة في روايتهم جميعا، وكان له من الولد: «السائب بن خلاد» صحب النبي صلى الله عليه وسلّم واستعمله «عمر بن الخطاب» على اليمن. و «الحكم بن خلاد» وأمهما «ليلى بنت عبادة بن دليم» - أخت سعد بن عبادة- ... وشهد «خلاد» «بدرا» و «أحدا» ، و «الخندق» و «يوم قريظة» ، وقتل يومئذ شهيدا، دلت عليه «بنانة» امرأة من بني قريظة «رحى» فشدخت» رأسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «له أجر شهيدين» ، وقتلها رسول الله صلى الله عليه وسلّم به» اه-: الطبقات. وانظر: الإصابة لابن حجر 2/ 241. وانظر: تهذيب الكمال للمزي 16/ 468.
(4) المرأة التي قتلت «خلاد ... » اسمها: «نباتة» كما في سبق في ترجمة «خلاد» المتقدمة. وانظر: (سبل الهدى ... ) للصالحي 5/ 13.
برحى «1» ، فقتلها- عليه السلام- به، وقال: «إن له أجر شهيدين «2» » .
وقيل: استشهد يومئذ رجلان.