ثم غزوة دومة الجندل-مدينة بينها وبين دمشق خمس ليال، وبعدها من المدينة خمس أو ست عشرة ليلة.
وقال أبو عبيد: ما بين برك الغماد ومكة على عشر مراحل من المدينة، وعشر من الكوفة، وثمان من دمشق، واثنتي عشرة من مصر، سميت بدوما بن إسماعيل (2) -لخمس ليال بقين من ربيع الأول (3) -.
لما بلغه عليه الصلاة والسلام أن بها جمعا كثيرا يظلمون الناس، واستخلف سباع بن عرفطة (4).
فلم يجد بها إلا نعما وشاء، فأصاب منهم، وأقام بها أياما، وبث
_________
(1) كان عبد الله والد جابر رضي الله عنهما قد استشهد في أحد وعليه دين من التمر لأحد اليهود، فجاء اليهودي مطالبا في دينه، فشكا جابر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا أن يبارك الله في تمر جابر حتى استوفى اليهودي حقه وزاد أكثره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر: ما فعل دين أبيك؟ قال: قد قضاه الله عز وجل. فقال: اللهم اغفر لجابر، فاستغفر لي في ليلة خمسا وعشرين مرة. «انظر الواقدي 1/ 401 - 402، وابن سعد 2/ 61. والقصة مخرجة في كتب الدلائل وصحيح البخاري بدون عبارة الاستغفار، وانظر البخاري كتاب الاستقراض، باب إذا قاصّ أو جازفه في الدّين تمرا بتمر أو غيره (2396).
(2) انظر معجم ما استعجم (دومة الجندل)، وذكره عنه: السهيلي في الروض 3/ 276. ودومة الجندل اليوم شمال المملكة العربية السعودية قريبة من الجوف.
(3) من السنة الخامسة، وانظر السيرة 2/ 213، والواقدي 1/ 402، وشذّ ابن حبيب في المحبر/114/فقال: مستهل المحرم.
(4) اتفقوا عليه في السيرة، والواقدي، والطبقات.
السرايا، فرجعوا ولم يصب منهم أحد (1).
ووادع عيينة بن حصن الفزاري (2).
وكان دخوله المدينة في العشرين من ربيع الآخر (3).