كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفرد متقربا إلى الله عز وجل فى غار معروف بغار حراء، حبب إليه عليه صلوات الله وسلامه ذلك، لم يأمره بذلك أحد من الناس، ولا رأى من يفعل ذلك فتأسى به، وإنما أراده الله تعالى لذلك، فكان يبقى فيه عليه الصلاة والسلام الأيام والليالى، ففيه أتاه الوحى.
وأول ما أتاه جاءه الملك فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ؛ فغطه حتى بلغ منه الجهد «1» ، ثم أرسله، فقال: اقرأ؛ فقال: ما أنا بقارئ؛ فغطه الثانية كذلك، ثم أرسله، فقال: اقرأ، مرتين أو ثلاثا، فقال له:
ماذا أقرأ؟ فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ.
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ «2» . وهذا أول ما نزل من القرآن.
فأتى بها النبى صلى الله عليه وسلم خديجة أم المؤمنين، فكانت أول من آمن. ثم آمن من الصبيان على، ثم آمن من الرجال أبو بكر الصديق ابن أبى قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى ابن غالب بن فهر. وقيل: أول من آمن بعد خديجة أم المؤمنين: أبو بكر.
__________
(1) غطه: أى ضمه ضما شديدا ليختبره جبريل.
(2) سورة العلق الآيات 1- 5.
ثم على بن أبى طالب، واسم أبيه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر. وزيد بن حارثة، وبلال.
ثم أسلم عمرو بن عبسة السلمى، وخالد بن سعيد بن العاصى بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف. وسعد بن أبى وقاص، واسم أبى وقاص مالك ابن وهيب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب.
ثم عثمان بن عفان بن أبى العاصى بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصى بن كلاب.
والزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب.
وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ابن كلاب.
وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
وخالد بن سعيد، وعمرو بن عبسة، وسعد بن أبى وقاص: من أولهم إسلاما، وكان سائر من ذكرنا بدعاء أبى بكر الصديق لهم إلى الإسلام. وقد قيل إن سعدا أيضا أسلم بدعاء أبى بكر، غير خالد وعمرو، فإنهما أسلما سابقين بدعائه عليه السلام.
ثم أسلم أبو عبيدة، واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب ابن ضبة بن الحارث بن فهر.
وأبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة:
وعثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى. وإخوته قدامة، وعبد الله، والسائب.
وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى. وكان أبوه زيد قد رفض الأوثان فى الجاهلية ووحد الله عز وجل، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة.
وأسماء بنت أبى بكر الصديق.
وفاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، أخت عمر بن الخطاب، زوجة سعيد بن زيد.
وعمير بن أبى وقاص، أخو سعد بن أبى وقاص:
وعبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة، حليف بنى زهرة، وكان يرعى غنما لعقبة بن أبى معيط، وكان سبب إسلامه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلب من غنمه شاة حائلا فدرت «1» .
ومسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبد العزى بن حمالة بن غالب ابن محلم بن عائذة بن يثيع بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة، وهم القارة وسليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن ابن عامر بن لؤى بن غالب بن فهر.
وعياش بن أبى ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة ابن مرة.
__________
(1) الشاة الحائل هى غير الحامل.
وامرأته أسماء بنت مخربة التميمية.
وخنيس بن حذافة بن قيس بن عدى بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى، وهو زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعامر بن ربيعة العنزى، من عنز وائل. حليف آل الخطاب.
وعبد الله بن جحش بن رئاب بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. حليف بنى أمية بن عبد شمس.
وأخوه أبو أحمد بن جحش، وكان أعمى.
وجعفر بن أبى طالب بن عبد المطلب. وامرأته أسماء بنت عميس بن النعمان بن كعب بن مالك الخثعى.
وحاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ابن عمرو بن هصيص بن كعب.
وامرأته بنت المجلل بن عبد الله بن أبى قيس بن عبدود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤى بن غالب بن فهر.
وأخوه حطاب بن الحارث.
وامرأته فكيهة بنت يسار.
ومعمر بن الحارث بن عمرو بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى.
والسائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب.
والمطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب.
وامرأته رملة بنت أبى عوف بن صبرة بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى.
والنحام واسمه نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عبد مناف بن عوف بن عبيد ابن عويج بن عدى بن كعب بن لؤى.
وعامر بن فهيرة أزدى، أمه فهيرة مولاة أبى بكر الصديق.
وأمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن يثيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو، من خزاعة، امرأة خالد بن سعيد بن أبى العاصى.
وحاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود أخو سليط بن عمرو، المذكور قبل.
وأبو حذيفة مهشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.
وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم، حليف بنى عدى بن كعب.
وخالد، وعاقل، وعامر، وإياس بنو البكير بن عبد ياليل بن ناشب ابن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، حلفاء لبنى عدى ابن كعب.
وعمار بن ياسر، عنسى من مذحج، مولى لبنى مخزوم.
وصهيب بن سنان من بنى النمر بن قاسط، حليف آل جدعان من بنى تيم بن مرة.
والأرقم بن أبى الأرقم، واسمه عبد مناف، بن أبى جندب، واسمه أسد، ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
ثم عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط، وقيل:
به أتم الله أربعين من الصحابة، ولعل ذلك كان وعمرو بن عبسة لم يكن بمكة وعمير بن أبى وقاص كان صغيرا، ولعل أيضا بينهم مثل هذا.
وأول من أهراق دما فى سبيل الله فسعد بن أبى وقاص، وكان مع قوم من المسلمين يصلون، فاطلع عليهم قوم من المشركين، فقاتلوهم، فضرب سعد رجلا منهم بلحى جمل فشجه «1» .
ثم أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء إلى الله عز وجل، وجاهرته قريش بالعداوة والأذى، إلا أن أبا طالب عمه كان حدبا عليه، مانعا له، وهو باق على دين قومه.
وكان المجاهرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالأذى والعداوة، أولهم وأشدهم من قومه: عمه أبو لهب، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب، أحد المستهزئين.
وابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.
ومن بنى عبد شمس بن عبد مناف: عتبة، وشيبة، ابنا ربيعة بن عبد شمس.
وعقبة بن أبى معيط بن أبى عمرو بن ربيعة بن أمية بن عبد شمس، أحد المستهزئين.
وأبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أحد المستهزئين.
__________
(1) ضربه فشجه أى ضربه بعظم رأس جمل فشج رأسه.
والحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس، أحد المستهزئين.
ومعاوية بن المغيرة بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس.
ومن بنى عبد الدار بن قصى: النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة ابن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى.
ومن بنى عبد العزى بن قصى: الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى أحد المستهزئين.
وابنه: ربيعة بن الأسود.
وأبو البخترى العاصى بن هشام بن أسد بن عبد العزى بن قصى ومن بنى زهرة بن كلاب: ابن خاله، وهو الأسد بن عبد يغوث ابن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.
ومن بنى مخزوم بن يقظة بن مرة: أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأخوه: العاصى بن هشام.
وعمهما: الوليد بن المغيرة، والدخال بن الوليد.
وابنه: أبو قيس بن الوليد.
وابن عمه: قيس بن الفاكه بن المغيرة.
وابن عمهم: زهير بن أبى أمية بن المغيرة، أخو أم سلمة أم المؤمنين.
والأسود بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وصيفى بن السائب، من بنى عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
ومن سهم بن هصيص بن كعب بن لؤى: العاصى بن وائل بن هاشم «1» ابن سعيد بن سهم بن هصيص، والد عمرو.
وابن عمه: الحارث بن عدى بن سعيد بن سهم بن هصيص.
ومنبه، ونبيه، ابنا الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم ابن هصيص.
ومن بنى جمح: أمية، وأبى، ابنا خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ابن هصيص بن كعب بن لؤى.
وأنيس بن معير بن لوذان بن سعد بن جمح، أخو أبى محذورة.
والحارث بن الطلاطلة الخزاعى.
وعدى بن الحمراء الثقفى.
فاشتد هؤلاء ورؤساء سائر قبائل قريش على من أسلم منهم، يعذبون من لا منعة عنده، ويؤذون من لا يقدرون على عذابه، والإسلام على هذا يفشو فى الرجال والنساء.
ولقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العذاب أمرا عظيما. ورزقهم الله تعالى على ذلك من الصبر أمرا عظيما، لما ذخر الله عز وجل لهم فى الآخرة من الكرامة، فطعن الفاسق عدو الله أبو جهل سمية أم عمار بن ياسر بحربة فى قبلها فقتلها، رضوان الله عليها.
وكان سادات بلال من بنى جمح يأخذونه ويبطحونه على الرمضاء فى حر
__________
(1) وفيما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة» .
مكة، يلقون على بطنه الصخرة العظيمة، ثم يأخذونه ويلبسونه فى ذلك الحر الشديد درع حديد، ويضعون فى عنقه حبلا، ويسلمونه إلى الصبيان يطوفون به، وهو فى كل ذلك صابر محتسب، لا يبالى بما لقى فى ذات الله تعالى، رضوان الله عليه.
وأسلم ياسر والد عمار. وأسلم سلمة بن الوليد. والوليد بن الوليد بن المغيرة. وأبو حذيفة مهشم بن عتبة بن ربيعة، وغيرهم.
وأعتق أبو بكر بلال بن رباح، وأمه حمامة، مولدة، وأعتق عامر بن فهيرة، وأعتق أم عبيس، وزنيرة، والنهدية وابنتها، وجارية لبنى عدى ابن كعب، كان عمر بن الخطاب يعذبها على الإسلام، وذلك قبل أن يسلم.
وقيل إن أبا قحافة قال: يا بنى أراك تعتق رقابا ضعافا فلو أعتقت قوما جلدا يمنعونك؛ فقال له أبو بكر: يا أبة إنى أريد ما أريد. قيل: ففيه أنزل الله تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى «1» . إلى آخر السورة.
رضوان الله ورحمته وبركاته على الصديق.
فلما كثر المسلمون واشتد العذاب والبلاء عليهم أذن الله تعالى لهم فى الهجرة إلى أرض الحبشة، وهى فى غربى مكة، وبين البلدين صحارى السودان، والبحر الآخذ من اليمن إلى القلزم.
فكان أول من خرج من المسلمين فارا بدينه إلى أرض الحبشة: عثمان بن عفان مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس مراغما لأبيه، هاربا ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك
__________
(1) سورة الليل الآيتان 17، 18.
ابن حسل بن عامر بن لؤى، مسلمة مراغمة لأبيها، فارة بدينها إلى الله تعالى، فولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبى حذيفة.
ومن بنى أسد بن عبد العزى: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى.
ومن بنى عبد الدار بن قصى: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار.
ومن بنى زهرة بن كلاب: عبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زهرة.
ومن بنى مخزوم: أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم. ومعه امرأته أم سلمة هند بنت أبى أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أم المؤمنين.
ومن بنى جمح: عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح.
ومن بنى عدى بن كعب: عامر بن ربيعة حليف آل الخطاب. ومعه امرأته ليلى بنت أبى حثمة بن غانم بن عبد الله بن عوف بن عبيد بن عويج ابن عدى بن كعب.
ومن بنى عامر بن لؤى: أبو سبرة بن أبى رهم بن عبد العزى بن أبى قيس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى. وامرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤى.
وقد قيل: إن أول من هاجر إلى أرض الحبشة أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك.
ومن بنى الحارث بن فهر: سهيل بن بيضاء، وهو سهيل بن وهب ابن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث.
ثم خرج بعدهم جعفر بن أبى طالب، ومعه امرأته أسماء بنت عميس، فولدت هناك بنيه: محمدا، وعبد الله، وعونا.
وعمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس. ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرق بن خمل بن شق بن رقبة بن مخدج الكنانى.
وأخوه خالد بن سعيد. معه امرأته أمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر ابن بياضة بن يثيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو، من خزاعة، فولدت له هناك سعيدا، وابنة حبة، وهى أم خالد التى تزوجها الزبير بعد ذلك، فولدت له خالد بن الزبير، وعمرو بن الزبير.
ومن حلفائهم من بنى أسد بن خزيمة: عبد الله بن جحش بن رئاب ابن يعمر بن صبرة.
وأخوه عبيد الله، معه امرأته أم حبيبة بنت أبى سفيان أم المؤمنين، فتنصر هنالك، ومات مرتدا.
وقيس بن عبد الله، رجل منهم، معه امرأته بركة بنت يسار، مولاة أبى سفيان بن حرب بن أمية.
ومعيقيب بن أبى فاطمة، عديد «1» لبنى العاص بن أمية، وهو من دوس.
__________
(1) العديد: هو حليف القوم وليس منهم.
وقد ذكر قوم فيمن هاجر إلى الحبشة أبا موسى الأشعرى، وأنه كان حليف عتبة بن ربيعة، وليس كذلك، لكنه خرج فى عصابة من قومه مهاجرا من بلاده بأرض اليمن يريد المدينة، فركب البحر، فرمتهم السفينة إلى أرض الحبشة، فأقام هنالك حتى أتى إلى المدينة مع جعفر بن أبى طالب.
وكان أيضا ممن هاجر إلى أرض الحبشة: عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور، أخى سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، حليف بنى نوفل ابن عبد مناف، وهو الذى بنى البصرة وأسسها أيام عمر.
والأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد.
ويزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن الأسد.
وعمرو بن أمية بن الحارث بن أسد.
وطليب بن عمير بن وهب بن أبى كثير بن عبد بن قصى. وقد انقرض جميع بنى عبد بن قصى.
وسويبط بن سعد حريملة بن مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار.
وجهم، ويقال جهيم، بن قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار. معه امرأته أم حرملة بنت عبد الأسود بن جذيمة بن أقيش ابن عامر بن بياضة بن يثيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو، من خزاعة، وابناه: عمرو بن جهم، وخزيمة بن جهم:
وأبو الروم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.
وفراس بن النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار.
وعامر بن أبى وقاص، أخو سعد بن أبى وقاص.
والمطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة؛ معه امرأته رملة بنت أبى عوف بن صبيرة بن سعيد، ولدت له هنالك عبد الله ابن المطلب.
وعبد الله بن مسعود، وأخوه عتبة بن مسعود.
والمقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرد بن عمرو ابن سعد بن دهير بن لؤى بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبى أهون بن فائش ابن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وهو المقداد بن الأسود حليف بنى زهرة.
والحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة؛ معه امرأته ريطة بنت الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، فولدت له هنالك: موسى، وزينب، وعائشة، وفاطمة.
وعمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، عم طلحة ابن عبيد الله.
وشماس بن عثمان بن الشريد بن هرمى بن عامر بن مخزوم بن يقظة بن مرة؛ واسم شماس هذا: عثمان، وهو ابن أخت ربيعة.
وهبار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأخوه عبد الله بن سفيان.
وهشام بن أبى حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وعياش بن أبى ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
ومعتب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو، من خزاعة، وهو معتب بن حمراء حليف بنى مخزوم.
والسائب بن عثمان بن مظعون، وعماه: قدامة وعبد الله ابنا مظعون.
وحاطب وحطاب ابنا الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن خذافة ابن جمح، ومع حاطب زوجته بنت المجلل بن عبد الله بن أبى قيس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى؛ وابناه منها: محمد والحارث ابنا حاطب؛ ومع حطاب زوجته فكيهة بنت يسار.
وسفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، ومعه ابناه: جابر وجنادة ابنا سفيان، وأمهما حسنة، وأخوهما لأمهما شرحبيل ابن حسنة؛ وهو شرحبيل بن عبد الله بن عمرو بن المطاع الكندى، وقيل إنه من بنى الغوث بن مر أخى تميم بن مر.
وعثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن حذافة بن جمح.
وخنيس بن حذافة بن قيس.
وقيس وعبد الله ابنا حذافة.
ورجل من بنى تميم اسمه سعيد بن عمرو، وكان أخا بشر بن الحارث ابن قيس لأمه.
وهشام بن العاص بن وائل، أخو عمرو بن العاص.
وعمير بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعيد بن سهم.
وأبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدى بن سعيد بن سهم.
وإخوته: الحارث بن الحارث، ومعمر بن الحارث، وبشر بن الحارث.
ومحمية بن جزء الزبيدى، حليف لهم.
ومعمر بن عبد الله بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد ابن عويج بن عدى بن كعب.
وعدى بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان. وابنه النعمان بن عدى.
ومالك بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤى. ومعه امرأته عمرة بنت السعدى بن وقدان بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى.
وعبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبى قيس بن عبدود.
وسعد بن خولة من أهل اليمن، حليف لبنى عامر بن لؤى.
وعبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود.
وعماه: سليط بن عمرو، والسكران بن عمرو.
ومعه: امرأته أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبدود.
وأبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر.
وعياض بن غنم بن زهير بن أبى شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر.
وعمرو بن الحارث بن زهير بن أبى شداد.
وعثمان بن عبد غنم بن زهير بن أبى شداد.
وسعد بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث ابن فهر.
ثم إن قريشا بعثت إلى النجاشى عبد الله بن أبى ربيعة بن المغيرة المخزومى وعمرو بن العاص، ليردا هؤلاء القوم إليهم، فعصم الله تعالى النجاشى من ذلك، وكان قد أسلم ولم يقدر على إظهار ذلك خوف الحبشة، فمنعهم منهما، وانصرفا خائبين.
ثم أسلم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعز الإسلام به، وبعمر، وكان قد أسلم خباب بن الأرت.
وجعل الإسلام يزيد ويفشو؛ فلما رأت ذلك كفار قريش أجمعوا على أن يتعاقدوا على بنى هاشم وبنى المطلب ابنى عبد مناف ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم، ففعلوا ذلك وكتبوا فيه صحيفة، وانحاز بنو هاشم وبنو المطلب كلهم: كافرهم ومؤمنهم، فصاروا فى شعب أبى طالب محصورين، حاشا أبا لهب وولده، فإنهم صاروا مع قريش على قومهم، فبقوا كذلك ثلاث سنين، إلى أن تألف قوم من قريش على نقضها، فكان أحسنهم فى ذلك أثرا هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى، فإنه لقى زهير بن أبى أمية بن المغيرة المخزومى، فعيره بإسلامه أخواله، وكانت أم زهير عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأجابه زهير إلى نقض الصحيفة، ثم مشى هشام إلى مطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف، فذكره أرحام بنى هاشم والمطلب ابنى عبد مناف، فأجابه مطعم إلى نقضها. ثم مشى إلى أبى البخترى بن هشام ابن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصى، فذكره أيضا بذلك، فأجابه ثم مشى إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد الغعزى، فذكره
بذلك، فأجابه. فقام هؤلاء فى نقض الصحيفة، وأوحى إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لجماعتهم: إن الله تعالى قد أرسل على تلك الصحيفة، وكانت معلقة فى الكعبة، فأكلت الأرضة كل ما فيها، حاشا ما كان فيها من اسم الله تعالى، فإنها لم تأكله. فقاموا بأجمعهم راجين أن يجدوها بخلاف ما قال لهم، فلما فتحوها وجدوها كما قال صلى الله عليه وسلم سواء سواء فخزوا، وقوى القوم المذكورون، فنقضوا حكم تلك الصحيفة.
وأراد أبو بكر أن يهاجر فلقيه بن الدغنة فرده.
ثم اتصل بمن كان فى أرض الحبشة من المهاجرين أن قريشا قد أسلمت، وكان هذا الخبر كذبا، فانصرف منهم قوم: منهم عثمان بن عفان، وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وامرأته سهلة بنت سهيل، وعبد الله بن جحش، وعتبة بن غزوان، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير، وسويبط بن سعد بن حرملة، وطليب بن عمير، وعبد الرحمن بن عوف، والمقداد بن عمرو، وعبد الله بن مسعود، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وامرأته أم سلمة أم المؤمنين، وشماس بن عثمان وسلمة بن هشام بن المغيرة، وعمار بن ياسر، وعثمان وقدامة وعبد الله بنو مظعون، والسائب بن عثمان بن مظعون، وخنيس بن حذافة السهمى، وهشام بن العاصى بن وائل، وعامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبى حثمة، وعبد الله بن مخرمة بن عبد العزى من بنى عامر بن لؤى، وعبد الله بن سهيل بن عمرو، والسكران بن عمرو، وامرأته سودة بنت زمعة، وسعد بن خولة، وأبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن الحارث بن زهير بن أبى شداد، وسهيل بن وهب، وهو سهيل بن بيضاء، وعمرو بن أبى سرح.
فوجدوا البلاء والأذى على المسلمين الذين بمكة. فبقوا صابرين على الأذى إلى أن هاجروا إلى المدينة. حاشا السكران بن عمرو، فإنه مات بمكة قبل أن يهاجر، فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته سودة بنت زمعة؛ وحاشا سلمة بنت هشام، فإنه حبسه عمه وأخوه حتى ذهبت بدر وأحد والخندق؛ وحاشا عياش بن أبى ربيعة، فإنه هاجر إلى المدينة، فاتبعه أبو جهل والحارث ابن هشام، وهما ابنا عمه وأخواه لأمه، فذكراه سوء حال أمه، فرقت نفسه، فرجع، فثقفوه «1» إلى أن مضت بدر وأحد والخندق، فهاجر حينئذ هو وسلمة بن هشام، والوليد بن الوليد بن المغيرة؛ وحاشا عبد الله ابن سهيل بن عمرو، فإنه حبس إلى أن خرج مع الكفار يوم بدر، فهرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووافق بعد نقض الصحيفة أن ماتت خديجة وأبو طالب، فأقدم عليه سفهاء قريش، فخرج إلى الطائف يدعو إلى الإسلام فلم يجيبوه «2» ، فانصرف إلى مكة فى جوار المطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف، وجعل يدعو إلى الله عز وجل.
وأسلم الطفيل بن عمرو الدوسى، ودعا قومه، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل الله له آية، فجعل الله تعالى فى وجهه نورا، فقال: يا رسول الله، إنى أخشى أن يقولوا هذه مثلة، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصار ذلك النور
__________
(1) ثقفوه: قدروا عليه وحبسوه عندهم.
(2) فى رحلته هذه إلى الطائف اشتد الإيذاء به صلى الله عليه وسلم قال فى حديثه المشهور: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتى، وقلة حيلتى، وهو انى على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربى، إلى من تكلنى؟ إلى بعيد يتجهمنى، أم إلى عدو ملكته أمرى؟ إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى، ولكن عافيتك هى أوسع لى، أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بى غضبك، أو يحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك» .
فى سوطه، فهو المعروف بذى النور. وأسلم بعض قومه، وأقام الطفيل فى بلاده إلى أن هاجر بعد الخندق فيما بين السبعين إلى الثمانين بيتا من قومه، فوافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر.