حدثت بيعة الرضوان إبان إرسال النبي صلى الله عليه وسلم عثمان إلى قريش سفيرًا ليُخبرهم أنّه لم يأتِ لقتالهم.
وقد تأخر عثمان وقتها في قريش بعدما احتبسته قريش حتى يبرموا أمرهم، فشاع بين المسلمين أن عثمان قد قُتِل.
فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغته الإشاعة ألا يبرح المسلمون، ثم دعا أصحابه إلى البيعة، فتسابق الصحابة وازدحموا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم على ألا يفروا، وبايعته جماعة على الموت، وأول من بايعه أبو سنان الأسدي، وبايعه سلمة بن الأكوع على الموت ثلاث مرات[السيرة النبوية]، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة صحابي يبايعونه على التوالي.
يصف جابر رضي الله عنه ذلك الحدث فيقول: «كنا أربع عشرة مائة فبايعناه، وعمر آخذ بيده تحت الشجرة» (رواه مسلم)
وإذا كان عمر قد أشفق على النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوف والتعب، فإن معقل بن يسار أشفق عليه من أغصان الشجرة أن تؤذيه، فقام برفعها عن رأسه، يقول رضي الله عنه: «لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس، وأنا أرفع غصنًا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشرة مائة، ولم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على ألا نفر»(رواه مسلم). حتى أن صلى الله عليه وسلم وضع يده اليمنى مبايعًا عن عثمان وقال: «هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَالَ: هَذِهِ لِعُثْمَانَ» (رواه البخاري).
تلك هي بيعة الرضوان التي أنزل الله فيها : (لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ ) [الفتح : 18].
وكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت، وكان جابر بن عبد الله يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايعنا على الموت، ولكن بايعنا على أن لا نفر، فبايع الناس النبي صلى الله عليه وسلم على الموت أو عدم الفرار، فلما علمت قريش بذلك خافت وأطلقت عثمان ومن معه [السيرة النبوية]