لقد ظهرت عبقرية رسول الله صلى الله عليه وسلم العسكرية في أخطر المعارك وأشدها هولًا، أولًا في معركة بدر، حيث رتَّبَ قوى المسلمين بشكل مثلث، وكان بوَضْعٍ مَكَّنه من جعل كل جندي مسلم أن يستقبل بمفرده العدو من غير استدبار حسب رأي جيورجيوا [كتاب نظرة جديدة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم]
فحاز بفضل تلك العبقرية مع إيمان المسلمين العميق راية النصر، وكانت بالتالي هزيمة جيش يفوق عدده ثلاثة أضعاف الجيش الإسلامي.
كما برزت عبقرية الرسول العسكرية في موقعة أحد، حين درس طبيعة الموقع العسكري، وتنبه لمكمن الخطر.
فوضع خطة مدروسة في تشكيل الصفوف المتكاملة المتراصة، حتى لا يمكن للخصم أن يشق الصفوف، مما مكّن جيش المسلمين من مواجهة جيش العدو الذي يفوقه عددًا بأربعة أضعاف.
وكانت بشائر النصر مواكبة للمسلمين لولا الخطأ الذي ارتكبه الرماة «الرماة: الذين يرمون العدو بالسهام أو الحجارة» مخالفين بذلك أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم طمعًا في الغنائم.
وقد برزت عبقرية رسول الله صلى الله عليه وسلم العسكرية حين تبنَّى مشورة سلمان الفارسي بحفر الخندق في معركة الأحزاب ، هذه الخطة التي أثارت إعجاب الباحثين العسكريين في الشرق والغرب، فالنبوغ العسكري - برأي جيورجيوا - ليس في استنباط الخطط وحسب، بل في تنفيذها أيضًا [كتاب نظرة جديدة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ].
ولا يغرب عن البال كيف برزت شخصية القائد العسكري للرسول صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف وخاصة في معركة حُنَيْن ، حين تمكن من تحويل الهزيمة إلى نصر.
1. إياك والاستبداد والظلم حتى مع أعدائك؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم«إِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه مسلم).
2. اقتدِ بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم واجمع بين العمل والتوكل وتقوى الله عزوجل، فليس النصر بالعتاد والسلاح وحده.