ثم غزوة بني قينقاع، بطن من يهود [المدينة، لهم شجاعة وصبر، وكانوا حلفاء عبد الله بن أبي، وأول يهود] (2) نقضوا العهد، وأظهروا البغي والحسد (3)، يوم السبت نصف شوال، واستخلف أبا لبابة (4).
فحاصرهم خمس عشرة ليلة، إلى هلال ذي القعدة، فقذف الله تعالى في قلوبهم الرعب، ونزلوا على حكمه عليه الصلاة والسلام، وأنّ له أموالهم ولهم النساء والذرية، فأمر بتكتيفهم، وألحّ ابن أبي عليه من أجلهم، فقال: حلّوهم لعنهم الله تعالى ولعنه معهم. وأمر بأن يحلّوا، فلحقوا بأذرعات، فما كان أقل بقاؤهم بها (5).
وأخذ من حصنهم سلاحا وآلة كثيرة (6).
قال الحاكم: هذه وبني النضير واحدة، وربما اشتبها على من لا يتأمل (7).
_________
(1) انظر السيرة 2/ 635 - 636 - وقد ذكرها آخر الكتاب دون تحديد لزمنها- والمغازي 1/ 174 - 175، والطبقات 2/ 28، وقد ذكراها قبل التي قبلها وحدّدا زمنها في شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجره صلى الله عليه وسلم.
(2) سقطت العبارة من (1)، واللبس ظاهر.
(3) يعني بعد انتصار الرسول صلى الله عليه وسلم على المشركين في بدر. وذكروا في ذلك قصة تكشف المرأة المسلمة في سوق بني قينقاع من قبل اليهود.
(4) ذكره في السيرة 2/ 49 باسمه: (بشير بن عبد المنذر) رضي الله عنه.
(5) لأنهم هلكوا كما في أنساب الأشراف 1/ 309.
(6) انظر في تفصيل هذا السلاح: الطبقات 2/ 29.
(7) قول الحاكم: ذكره الحافظ في الفتح عند شرح باب حديث بني النضير من كتاب المغازي 7/ 386 هكذا: وأغرب الحاكم، فزعم أن إجلاء بني قينقاع-