مولد النبي محمَّد صلى الله عليه وسلم هو حدث عظيم، ما زال يهز الدنيا، فهو النور الذي أَذِن الله أن يشرق على الدنيا لينقذ البشرية من تيه الظلام الذي كانت تعيش فيه، وهو بشرى للقلوب الحائرة، وفرحة للأرواح المتعبة، إنه رحمة الله وهديته للعالمين.
ولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة، وقد أطلّ صلى الله عليه وسلم بوجهه الكريم على الدنيا يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل.
وسمي بعام الفيل لوقوع حادثة الفيل المشهورة فيه، والتي قاد فيها أبرهة الحبشي بفيله العظيم جيشه الكبير لهدم الكعبة المشرفة (بيت الله الحرام)؛ فكان من أمرهم وما نزل بهم من العذاب ما قصَّه الله تعالى في كتابه العزيز، فقال: ( أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ ١ أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ ٢ وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ ٣ تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ ٤ فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۢ ٥ ) [الفيل: 5-1].
وكان يوم مولده صلى الله عليه وسلم يوافق العشرين أو الثاني وعشرين من شهر أبريل سنة 571م.
وعن يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم تروي أم النبي صلى الله عليه وسلم حين ولدته أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام، وأنها ولدته نظيفًا ما به قذر. يقول صلى الله عليه وسلم: «أنا دَعوةُ إبراهيمَ، وبشرىَ عيسَى، رأت أمِّي حين حملت بي كأن نورًا خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام»( رواه أحمد).