ثم خرج ثانيا مع ميسرة غلام خديجة بنت خويلد بن أسد في تجارة لها، وكانت استأجرته على أربع بكرات (1)، ويقال: استأجرت معه رجلا آخر من قريش، حتى بلغ سوق بصرى (2)، وقيل: سوق حباشة بتهامة (3)،
_________
= 3/ 96، وعبد بن حميد (896)، من حديث أبي سعيد رضي الله عنه. قال الحافظ: والقراريط: الذي هو جزء من الدينار أو الدرهم. وقال إبراهيم الحربي كما في الوفا/139/: قراريط: موضع. ورجح الحافظ: الأول. وفي الحكمة من رعي الغنم، قال السهيلي 1/ 192: وإنما جعل الله هذا في الأنبياء تقدمة لهم، ليكونوا رعاة الخلق، ولتكون أممهم رعايا لهم.
(1) البكرات: جمع بكرة، وهي الفتيّة من الإبل.
(2) هذه رواية ابن سعد 1/ 130، وبصرى: قرية بالشام من أعمال دمشق، وهي قصبة كورة حوران.
(3) هذه رواية عبد الرزاق 5/ 320، والدولابي في الذرية الطاهرة (9) كلاهما عن الزهري، وأوردها في معجم البلدان عنه، وقال: سوق من أسواق العرب في الجاهلية، ونقل عن أبي عبيدة: وهي سوق لقينقاع، وهكذا ذكرهما المجد في القاموس. وفي بلوغ الأرب للآلوسي 1/ 267: كانت في ديار بارق نحو (قنونا) من مكة إلى جهة اليمن، ولم تكن من مواسم الحج، وإنما كانت تقام في رجب. وقال في ص/270/: وكان آخر ما ترك من الأسواق المذكورة سوق حباشة في زمن داود بن عيسى العباسي سنة سبع وتسعين ومائة. قلت: وذكر سوق حباشة هنا قد يكون في سفرة أخرى، لأنه لم يذكر في هذه الرواية بقية الخبر. ثم إني وجدت الطبري في التاريخ 2/ 282 ينقل عن محمد بن-
وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة، لأربع عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة (1).
فنزل تحت ظلّ شجرة، فقال نسطور (2) الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبيّ-واستشكل (3) -، وفي رواية: بعد عيسى (4).
وكان ميسرة يرى في الهاجرة ملكين يظلاّنه من الشمس (5).