ولم يقف بالبرّ والرحمة اللذين جعلهما دعامة الإخاء الذي قامت الحضارة الجديدة على أساسه عند الإنسان، بل عدّاهما إلى الحيوان كذلك؛ كان يقوم بنفسه فيفتح بابه لهرّة تلتمس عنده ملجأ، وكان يقوم بنفسه على تمريض ديك مريض، وكان يمسح لجواده بكمّ قميصه. وركبت عائشة بعيرا فيه صعوبة فجعلت
تردّده؛ فقال لها: عليك بالرفق. وكذلك شملت رحمته كل ما اتصل بها، وأظلت كل من كان في حاجة إلى تفيّؤ ظلالها.