وقعت في صفر من عام 8 هـ، وذلك في قرية بينها وبين المدينة ستة أميال تسمى "فدك" وهناك حيث أصيب أصحاب بشير من قبل بني مرة .
قادها الصحابي غالب بن عبدالله الليثي رضي الله عنه في 200 من أصحابه، موجهين لبني مرة .
وكان غالب قد خرج بأمر الرسول في العديد من السرايا لتأديب بني الملوح ومرة وغيرهم من الأعراب، وهو من قتل لاحقا هرمز ملك الباب في بلاد فارس.
القصاص من بني مرة بعد قتلهم عددًا من صحابة الرسول بقيادة بشير بن سعد في سرية قبل عام.
كلّف رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحابي محمد الزبير بن العوام، وقال له : «سر حتى تنتهي إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد، فإن أظفرك الله بهم فلا تبق فيهم»، وهيأ معهم 200 رجل، وعقد له لواء. [الطبقات الكبير، ابن سعد، 2/126].
ولما عاد الصحابي غالب الليثي من منطقة "الكديد" ظافرًا على بني الملوح، الذين أُرسل لتأديبهم أيضا، قال النبي للزبير «اجلس»، وبعث غالب بن عبد الله في 200 رجل.
سار الرجال حتى إذا اقتربوا من بني مُرة بفدك، خطب غالب رضي الله عنه فيهم: «أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله واحده لا شريك له وأن تطيعوني ولا تخالفوا لي أمرا فإنه لا رأي لمن لا يطاع» ثم آخى بين الجند.
وقد أصاب الصحابة لما خرجوا للقتال وقتلوا من بني مرة، وساقوا نعمًا وشاءً إلى المدينة، وكان نصيب كل منهم عشرة أبعرة (كل بعير: عشرة من الغنم).وكان شعارهم في المعركة: «أمت أمت».
غضب النبي من قتل رجل مسلم
وجاء في روايات أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما كان قد جاء متأخرا بعد انتهاء الغزوة، فلامه غالب أمير السرية لومًا شديدا، فحكى له أسامة أنه لقي رجلا قد تهكم منه، ولاحقه بسيفه، ولما ضربه به نطق الرجل: «لا إله إلا الله» فقال له الأمير: بئسما فعلت تقتل امرأ يقول: «لا إله إلا الله» فندم أسامة ندما شديدا. [السيرة الحلبية، 3/198].(والرواية جاءت في الصحيح منسوبة لسرية أخرى قبلها متجهة إلى الحرقة من قبيلة جهينة).
وفي تلك الواقعة قال رسول الله «أقتلتَهُ بعدَ ما قالَ لاَ إلهَ إلَّا اللَّه ؟ »قالَ: يا رسولَ اللَّهِ ! إنَّما كانَ متعوِّذًا . فكررها النبي قالَ حتَّى تمنَّى أنه لم يكن مسلما قبل ذلك اليوم. [رواه مسلم: 96].
انتصار المسلمين بقتل عدد من رجال بني مرة وجني الغنائم منهم.
-العدل: قصاص النبي لشهداء المسلمين ولو بعد حين.
-حسن اختيار أمراء السرايا، ومرونة تغييرهم من صفات القيادة النبوية.
-حرمة الدماء: غضب الصحابة والنبي لقتل رجل قال "لا إله إلا الله" حتى لو كان بدافع اتقاء القتل.
-وجوب طاعة ولاة الأمر الشرعيين وهي من أسباب النصر.