كان صلى الله عليه وسلم رَبْعَةً (أي وسطًا) من القوم، ليس بالطويل الذاهب، ولا بالقصير، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ مَرْبُوعًا [مربوعا: أي ليس قصيرًا ولا مُفرطًا في الطول، وإلى الطول أقرب]، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ». (متفق عليه).
ووصفه البراء رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان «بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ» أي: عريض أعلى الظهر. (رواه مسلم).
كان صلى الله عليه وسلم «طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ» (رواه أحمد) والمسربة: هي الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة، أي كان الشعر في جسده صلى الله عليه وسلم يأخذ خطًّا واحدًا من صدره إلى سرته صلى الله عليه وسلم .
كان ظهر النبي صلى الله عليه وسلم «كَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ» (رواه أحمد)، كان «خَاتَمُ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ» (رواه البخاري) أي مثل بيضة الحمامة، أي مدورًا.
عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ» (رواه البخاري)، وكان صلى الله عليه وسلم ألين الناس كَفًّا. وفي رواية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ» أي: أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر، ويُحمد ذلك في الرجال؛ لأنه أشد لقبضتهم، ويذم في النساء، وكان صلى الله عليه وسلم «مَنْهُوسَ الْعَقِبِ» ومعناه قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ. (رواه أحمد).
ومن صفاته صلى الله عليه وسلم أنه أُعطي قوةً أكثر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب، فعن علي رضي الله عنه قال: «كُنَّا إِذَا حَمِيَ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْهُ» (رواه أحمد والحاكم).
كان صلى الله عليه وسلم أطيب الناس رائحة، وإذا مرَّ من طريق عُرِفَ أنّه مَرَّ منه؛ لطيب رائحته، قال أنسُ بن مالك رضي الله عنه: «ما مَسَسْتُ دِيبَاجًا وَلَا حَرِيرًا ألْينَ مِنْ كَفِّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولا شَمَمْتُ رَائِحَةً قطُّ أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم»(متفق عليه).
وروي أنه صلى الله عليه وسلم «أُتِيَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ مَجَّ فِي الدَّلْوِ، ثُمَّ صَبَّ فِي الْبِئْرِ أَوْ شَرِبَ مِنَ الدَّلْوِ، ثُمَّ مَجَّ فِي الْبِئْرِ، فَفَاحَ مِنْهَا مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ» (رواه أحمد).
كان العَرَق في وجه النبي صلى الله عليه وسلم كحبات اللؤلؤ، وكان عرقه أطيب من ريح المسك، وقد ورد في الحديث الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرَارَةِ، فَقَالَ [أي نام في منتصف النهار] عِنْدَنَا رَسُولُ الله»، ، «فَعَرَقَ النَّبِيُّ عَرَقًا شَدِيدًا، فَدَخَلَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَصْلَتُ [أي تجمع] الْعَرَقَ مِنْ رَسُولِ اللهِ فِي زُجَاجَةٍ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ»، فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟!» قَالَتْ:« يَا رَسُولَ اللهِ، نَجْمَعُ عَرَقَكَ؛ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»! (رواه مسلم).
هل ترى أن جمال الخَلْق وحده مؤهلًا كافيًا للسيادة وامتلاك قلوب الناس؟ وضِّح ما تقول في ضوء سيرته صلى الله عليه وسلم؟