وأسلم عمر بن الخطاب بعد حمزة بثلاثة أيام-فيما قاله أبو نعيم (2) -بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أيد الإسلام بأبي جهل، أو بعمر بن الخطاب» (3).
_________
(1) استطرد المؤلف-رحمه الله-إلى الحديث عن الصلاة على القبر، والفقهاء والمحدثون يفرقون بين الصلاة على القبر والصلاة على الغائب، وهذا الأخير هو المقصود هنا، والأحاديث المتعلقة به في الصحيحين وغيرهما، وقد ذكرت آنفا اثنين منها، والثالث أخرجه مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه في الكتاب والباب السابقين (953)، كما أخرجه الترمذي (1039) وقال: وفي الباب عن أبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وأبي سعيد، وحذيفة بن أسيد، وجرير بن عبد الله. أقول: وأما أحاديث الصلاة على القبر فقد استوعبها الإمام البيهقي رحمه الله في سننه الكبرى 4/ 45 - 49 وليس فيها ما يتعلق بالصلاة على النجاشي رضي الله عنه.
(2) دلائل أبي نعيم (192) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(3) أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 95، وصححه أحمد شاكر (5696)، كما أخرجه في فضائل الصحابة (312)، وأخرجه الترمذي في المناقب باب فضائل عمر رضي الله عنه (3682) وقال: حسن صحيح غريب. وابن سعد في الطبقات 3/ 267، والبيهقي في الدلائل 2/ 215 - 216، وصححه ابن حبان (6881)، وعزاه الحافظ في الإصابة إلى أبي يعلى. كلهم من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما. كما أخرجه الطبراني في الكبير (10314)، والحاكم في المستدرك 3/ 83 من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وقال الهيثمي 9/ 61 - 62: ورجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد، وقد وثق. وله طرق أخرى انظرها في المجمع والإصابة.
وفي كتاب الحاكم: «اللهم أيد الإسلام بعمر بن الخطاب». لم يذكر أبا جهل (1).
وكان رجلا لا يرام ما وراء ظهره، فامتنع به وبحمزة الصحابة (2).
فكان ابن مسعود يقول: ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر رضي الله تعالى عنه (3).
قال العتقي: وفي سنة ست ولد عبد الله بن جعفر بالحبشة، وأبو أمامة صديّ بن عجلان، وسلمة بن الأكوع، وكانت حرب حاطب بن قيس بين الأوس والخزرج (4).
[حصار الشّعب وخبر الصحيفة]:
[فلما رأت قريش عزّة النبي صلى الله عليه وسلم بمن معه، وعزّة أصحابه بالحبشة،
_________
(1) أخرجه الحاكم 3/ 83 من عدة أحاديث. والطبراني في الكبير عن ثوبان رضي الله عنه (1428). وابن حبان عن عائشة رضي الله عنها (6882). وانظر الإصابة 4/ 590 فله طرق أخرى.
(2) السيرة 1/ 342.
(3) المرجع السابق، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8806)، وقال الهيثمي 9/ 63: ورجاله رجال الصحيح إلا أن القاسم لم يدرك جده ابن مسعود. قلت: أورده الحافظ في الإصابة بلفظ: ما عبدنا الله جهرة حتى أسلم عمر. وأخرجه الإمام البخاري في مناقب عمر رضي الله عنه من كتاب فضائل الصحابة (3684) بلفظ: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
(4) وتسمى: حرب حاطب لأنه كان سببها، أو يوم الجسر لأنها وقعت عند جسر للخزرج، وهي آخر وقعة كانت بين القبيلتين قبل يوم بعاث حتى جاء الله بالإسلام، وكان النصر فيها للخزرج على الأوس (انظر كامل ابن الأثير 1/ 531).
وفشوّ الإسلام في القبائل، اجتمعوا وائتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب، أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوا منهم شيئا ولا يبتاعوا منهم.
وكتبوه في صحيفة بخط منصور بن عكرمة، وقيل: بغيض بن عامر، فشلت يده (1).
وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة هلال المحرم سنة سبع (2)، فانحاز الهاشميون-غير أبي لهب-والمطلبيّون إلى أبي طالب، فدخلوا معه في شعبه، فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا، وقال ابن سعد: سنين (3).
حتى جهدوا، وكان لا يصل إليهم شيء إلا سرا (4).