* فى الاكتفاء قال ابن اسحاق كان اسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم الى الحبشة وبعد حمزة بثلاثة أيام فيما قاله أبو نعيم كذا فى سيرة مغلطاى* وفى سبب اسلام عمر أقوال أشهرها ما روى ان قريشا اجتمعت فتشاورت فى امر النبىّ صلّى الله عليه وسلم فقالوا أى رحل يقتل محمدا فقال عمر بن الخطاب انالها فقالوا أنت لها يا عمر فخرج متقلدا السيف فى طلب النبى صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم مع أصحابه فى منزل حمزة فى الدار التى فى أصل الصفا فلما خرج عمر الى الصفالقيه سعد بن أبى وقاص الزهرى فقال أين تريد يا عمر فقال أريد أن أقتل محمدا قال أنت أحقر وأصغر من ذلك فكيف تأمن فى بنى هاشم وبنى زهرة وقد قتلت محمدا* وفى رواية قال له سعد أتريد أن تقتل محمدا ويدعك بنو عبد مناف أن تمشى على الارض فقال له عمر ما اراك الا قد صبأت وتركت الدين الذى انت عليه وفى رواية قال له عمر لعلك قد صبأت الى محمد فابدأ بك فأقتلك وعند ذلك قال سعدا علم انى آمنت بمحمد واشهد ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله فسلّ عمر سيفه وكشف سعد عن سيفه فشدّ كل واحد منهما على الآخر حتى كاد أن يختلطا فقال سعد مالك يا عمر لا تصنع هذا باختك آمنة بنت الخطاب وفى المواهب اللدنية فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل فقال أسلما قال نعم فتركه عمر وسار الى منزل آمنة وفى الصفوة قال سعد أفلا ادلك على العجب يا عمران اختك وختنك قد صبيا وتركا دينك الذى انت عليه فمشى عمر مسرعا حتى أتاهما وعندهما رجل من الانصار يقال له خباب بن الارت وهم يقرؤن سورة طه فلما سمع خباب حس عمر توارى فى البيت فدخل عمر عليهما فقال ما هذه الهينمة التى سمعتها عندكم فقالا ما عدا حديثا حدّثناه بيننا قال فلعلكما قد صبأتما فقال له ختنه أرأيت يا عمر ان كان الحق فى غير دينك فوثب عمر على ختنه سعيد وبطش بلحيته فتواثبا وكان عمر رجلا شديدا قويا فضرب بسعيد الارض وجلس على صدره فجاءت اخته فدفعته عن زوجها فلطمها عمر لطمة شج بها وجهها وفى الصفوة فنفحها نفحة بيده فدمى وجهها فلما نظرت الى الدم على وجهها غضبت وقالت يا عدوّ الله اتضربنى على أن أوحد الله قال نعم أو قالت يا عمران كان الحق فى غير دينك أشهد أن لا اله الّا الله وان محمدا رسول الله لقد أسلمنا على رغم انفك فاصنع ما أنت صانع فلما سمعها عمر ندم وقام من صدر زوجها فقعد ناحية ثم قال اعرضوا علىّ الصحيفة التى كنتم تدرسونها* وفى الصفوة أعطونى هذا الكتاب الذى عندكم فأقرأه وكان عمر يقرأ الكتب قالت اخته لا أفعل قال ويحك قد وقع فى قلبى ما قلت فأعطنيها انظر اليها وأعطيك من المواثيق ان لا اخونك حتى تحرزيها حيث شئت قالت له اخته انك رجس فانطلق فاغتسل أو توضأ فانه كتاب لا يمسه الا المطهرون فخرج عمر ليغتسل وخرج اليها خباب بن الارت فقال أتدفعين كتاب الله الى عمر وهو كافر قالت نعم انى أرجو أن يهدى الله أخى فدخل خباب البيت وجاء عمر فدفعت اليه الصحيفة فاذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى الى قوله اننى أنا الله لا اله الا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى فقال عمر عند هذه ينبغى لمن يقول هذا ان لا يعبد معه غيره فقال عمر دلونى على محمد فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال ابشر يا عمر فانى أرجو أن يكون قد سبقت فيك دعوة رسول الله صلّى الله عليه وسلم البارحة قال اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب أو بأبى جهل بن
هشام* وفى سيرة مغلطاى اللهم أيد الاسلام بأبى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب وفى كتاب الحاكم اللهم أيد الاسلام بعمر بن الخطاب ولم يذكر أبا جهل* ذكر الدار قطنى ان عائشة قالت انما قال النبىّ صلى الله عليه وسلم اللهم عز عمر بالاسلام لان الاسلام يعز ولا يعز فقال عمر يا خباب انطلق بنا الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقام خباب وسعيد معه حتى أتوا منزل حمزة دار الا رقم التى بأصل الصفا فدقوا الباب فخرج بعض الاصحاب فنظر فى شق الباب فرجع الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذا عمر نعوذ بالله من شرّه فقال افتحوا له الباب فان جاء بخير قبلناه وان جاء بشرّ قتلناه وفى الصفوة فانطلق عمر حتى أتى الدار وعلى الباب حمزة وطلحة وناس من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر قال نعم هذا عمر فان يرد الله بعمر خيرا يسلم ويتبع النبىّ صلّى الله عليه وسلم وان يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا قال والنبىّ صلّى الله عليه وسلم داخل يوحى اليه ففتح لعمر الباب فدخل فاستقبله رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى صحن الدار فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه وفى المنتقى أخذ ساعده وانتهزه فارتعد عمر هيبة لرسول الله صلّى الله عليه وسلم وجلس فقال أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك ما أنزل بالوليد بن المغيرة يعنى الخزى والنكال اللهم هذا عمر بن الخطاب اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب ققال عمر اشهد انك رسول الله وقال اخرج يا رسول الله وعن ابن عباس سئل عمر عن وجه تسميته الفاروق فأخبر أن حمزة أسلم قبله بثلاثة أيام ثم شرح الله صدره للاسلام فقال الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى فما فى الارض نسمة أحب اليه من نسمة رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال لاخته أين رسول الله صلّى الله عليه وسلم قالت فى دار الا رقم عند الصفا فأتى عمر الدار وحمزة فى أصحابه جلوس فى الدار ورسول الله صلّى الله عليه وسلم فى البيت فضرب عمر الباب فاستجمع القوم فقال لهم حمزة ما لكم قالوا عمر بن الخطاب فخرج اليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره نثرة فما تمالك عمران وقع على ركبتيه فقال ما أنت بمنته يا عمر فقال أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد فقال يا رسول الله ألسنا على الحق ان متناوان حيينا قال بلى والذى نفسى بيده انكم على الحق ان متم وان حييتم فقال ففيم الاخفاء* وفى المنتقى قال يا رسول الله علام نخفى ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل فقال يا عمر انا قليل فقد رأيت ما لقينا فقال عمر والذى بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر الا جلست فيه بالايمان ثم خرج فى صفين حمزة فى أحدهما وعمر فى الآخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلوا المسجد فنظر قريش الى عمر والى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماه رسول الله صلّى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق* وفى المنتقى ولما أسلم عمر قال يا رسول الله لا ينبغى أن نكتم هذا الدين أظهر دينك يا محمد فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم ومعه المسلمون وعمر امامهم ومعه سيفه ينادى لا اله الا الله محمد رسول الله حتى دخل المسجد الحرام فنظرت قريش فقالوا لقد أتاكم عمر مسرورا قالوا ما وراءك يا عمر قال ورائى لا اله الا الله محمد رسول الله فان تحرّك أحد منكم لا مكنن سيفى منه ثم تقدّم امام رسول الله صلّى الله عليه وسلم يطوف ويحميه حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من طوافه* وفى المواهب اللدنية قال عمر بعد ما أسلم ثم خرجت فذهبت الى رجل لم يكن يكتم السرّ فقلت له انى صبأت قال فرفع صوته بأعلاه ألا انّ ابن الخطاب قد صبأ فما زال الناس يضربونى وأضربهم فقال خالى ما هذا قيل ابن الخطاب فقام على الحجر وأشار بكمه فقال ألا انى قد أجرت ابن أختى فانكشف الناس
عنى فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الاسلام* وفى الصفوة عن ابن عمر أنّ النبىّ صلّى الله عليه وسلم دعا لعمر فقال اللهم أعز الاسلام
بأحب الرجلين اليك بعمر بن الخطاب أو بأبى جهل بن هشام* وفى المنتقى كانت الدعوة يوم الاربعاء فسبقت فى عمر فأسلم يوم الخميس ثم خرج عمر وطاف بالبيت ثم مرّ بقريش وهى تنظره فقال أبو جهل ابن هشام زعم فلان انك صبأت فقال عمر أشهد أن لا اله الا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله فوثب المشركون عليه فوثب عمر على عتبة بن ربيعة وبرك عليه وجعل يضربه وأدخل اصبعيه فى عينيه فجعل عتبة يصيح فتنحى الناس عنه فقام عمر فجعل لا يدنو منه الا أحد شريف وجعل حمزة يكشف الناس عنه ويضرب فيهم حتى أحجم الناس عنه واتبع عمر المجالس التى كان يجلس فيها فأظهر الايمان غير هائب ولا خائف فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعمر أمامه وحمزة بن عبد المطلب رضى الله عنهما حتى طاف بالبيت وصلّى الظهر معلنا ثم انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلم الى دار الارقم* وفى الصفوة أسلم عمر وهو ابن ست وعشرين سنة بعد أربعين وفى العمدة قيل كان أسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة ثم أسلم عمر وقال سعيد بن المسيب بعد أربعين رجلا وعشر نسوة وقال عبد الله بن ثعلبة بعد خمسة وأربعين رجلا واحدى عشرة امرأة* وفى المواهب اللدنية وكان المسلمون اذ ذاك بضعة وأربعين رجلا واحدى عشرة امرأة* وعن داود ابن الحصين والزهرى قالا لما أسلم عمر نزل جبريل فقال يا محمد استبشر أهل السماء باسلام عمر رواه ابن ماجه كذا فى المواهب اللدنية الا أن فيه روى عن ابن عباس* وقال ابن مسعود مارلنا أعزة منذ أسلم عمر* وقال صهيب لما أسلم عمر جلسنا حول البيت حلقا وطفنا وانتصفنا ممن غلظ علينا* وفى المواهب اللدنية أسلم عمر بن الخطاب بعد حمزة بثلاثة أيام فيما قاله أبو نعيم بدعوته صلّى الله عليه وسلم اللهمّ أعز الاسلام بأبى جهل أو بعمر بن الخطاب*