وقدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الحبشة وهو في خيبر جعفر بن أبي طالب ومن معه وهم ستة عشر رجلا وامرأة وجمع آخر كانوا في اليمن. فأسهم لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الغنائم، بعد أن استأذن في ذلك المسلمين.
قال ابن هشام: «فلما قدم جعفر بن أبي طالب على رسول الله صلّى الله عليه وسلم قبّل رسول الله صلّى الله عليه وسلم بين عينيه والتزمه، وقال: ما أدري بأيهما أسرّ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر» «20» .
ولما قفل رسول الله صلّى الله عليه وسلم عائدا إلى المدينة استعمل على خيبر رجلا من الأنصار قيل إنه سواد بن غزيّة، من بني عدي. فجاءه منها بتمر جنيب «21» ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «أكلّ تمر خيبر هكذا؟ فقال: لا والله يا رسول الله إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين، بالثلاثة، فقال:
لا تفعل، بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا» «22» .