ما إن عاد رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة حتى أمر المسلمين بالتهيؤ لغزو الروم، واختار رسول الله صلّى الله عليه وسلم لإمرة هذا الغزو أسامة بن زيد رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه شابا حدثا، فأمره صلّى الله عليه وسلم أن يسير إلى موضع مقتل أبيه زيد بن حارثة، وأن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، وذلك مع بدء شكواه صلّى الله عليه وسلم من مرضه الذي توفي فيه.
ولكن المنافقين راحوا يقولون مستنكرين: أمّر غلاما حدثا على جلّة المهاجرين والأنصار «1» ! فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى الناس وقد عصب رأسه وخطب فيهم قائلا:
«إن تطعنوا في إمارة أسامة بن زيد فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله. وايم الله إن كان لخليقا بها، وايم الله إن كان لأحب الناس إليّ، وايم الله إنّ هذا لها لخليق- يريد أسامة بن زيد-، وايم الله إن كان لأحبّهم إليّ من بعده فأوصيكم به فإنه من صالحيكم» «2» .
فتجهز الناس، وأوعب مع أسامة المهاجرين والأنصار، وخرج أسامة بجيشه إلى ظاهر المدينة، فعسكر بالجرف (مكان على فرسخ من المدينة) .
(شكوى رسول الله صلّى الله عليه وسلم) وفي هذه الأثناء، اشتدت برسول الله صلّى الله عليه وسلم شكواه التي قبضه الله فيها، فأقام الجيش هناك، ينظرون ما الله قاض في هذا الأمر.
وكان ابتداء شكواه ما رواه ابن إسحاق وابن سعد عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: «بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلم من جوف الليل، فقال: يا أبا مويهبة، قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع، فانطلق معي. فانطلقت معه، فلما وقفنا عليهم قال: السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن مثل قطع الليل المظلم يتبع آخرها أولاها، الآخرة شرّ من الأولى. ثم أقبل عليّ فقال: إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها،
__________
(1) كان أسامة إذ ذاك ابن ثماني عشرة سنة أو عشرين، على اختلاف في ذلك.
(2) متفق عليه، واللفظ لمسلم 7/ 131
فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة. فقلت: بأبي أنت وأمي، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا وتخلّد فيها، ثم الجنة. قال: لا والله أبا مويهبة، قد اخترت لقاء ربي والجنة. ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فابتدأ رسول الله صلّى الله عليه وسلم وجعه الذي قبض فيه» «3» .
وكان أول وجعه صلّى الله عليه وسلم صداعا شديدا يجده في رأسه، فقد روي عن عائشة رضي الله عنها أنه صلّى الله عليه وسلم لما رجع من البقيع استقبلته وهي تقول: وارأساه، فقال لها صلّى الله عليه وسلم: «بل أنا والله يا عائشة وارأساه» «4» . ثم ثقل عليه الوجع فكان حمّى شديدة تنتابه، وكان بدء ذلك في أواخر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة وكانت عائشة ترقيه صلّى الله عليه وسلم خلال ذلك بمعوذات من القرآن.
روى البخاري ومسلم عن عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقت أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث وأمسح بيد النبي صلّى الله عليه وسلم عنه.
وشعرت نساؤه صلّى الله عليه وسلم برغبته في أن يمرّض في بيت عائشة رضي الله عنها، لما يعلمن من محبته لها وارتياحه إليها، فأذنّ له في ذلك، فخرج إلى بيتها من عند ميمونة يتوكأ على الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وفي بيت عائشة رضي الله عنها اشتد به وجعه، وكان قد شعر بقلق أصحابه وحزنهم عليه، فقال: «أهريقوا عليّ من سبع قرب لم تحلل أو كيتهن لعلّي أعهد إلى الناس (أي أخرج إليهم لأكلمهم) » قالت عائشة رضي الله عنها: فأجلسناه في مخضب (ما يشبه الإجّانة يغسل فيها الثياب) ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتنّ. ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم «5» ، خرج صلّى الله عليه وسلم عاصبا رأسه، فجلس على المنبر، ثم كان أول ما تكلم به أن صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم ثم قال:
«عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده» فبكى أبو بكر رضي الله عنه (إذ علم ما يقصده النبي صلّى الله عليه وسلم) وناداه قائلا: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. فقال صلّى الله عليه وسلم:
«على رسلك يا أبا بكر، أيها الناس إن أمن الناس عليّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت
__________
(3) رواه ابن إسحاق وابن سعد، وأحمد في مسنده وروى نحوه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث عائشة وأبي هريرة. وذلك كله غير الحديث الذي رواه مسلم ومالك في الموطأ في باب الطهارة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلّى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لا حقون، وددت أني قد رأيت إخواننا، فقالوا: يا رسول الله ألسنا بإخوانك؟ قال: بل أنتم أصحابي.. الحديث وربما توهم البعض أن هذا الذي رواه مسلم ومالك، هو ما رواه الآخرون عند قرب وفاته صلّى الله عليه وسلم، روياه على نحو آخر. وقد ثبت أنه صلّى الله عليه وسلم كان من عادته أن يذهب كل ليلة إلى البقيع يدعو ويستغفر لأهله.
(4) رواه ابن إسحاق وابن سعد، وروى بنحوه الإمام أحمد في حديث طويل.
(5) رواه البخاري.
متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام. لا تبقينّ في المسجد خوخة إلا خوخه أبي بكر «6» ، وإني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم وإني والله ما أخاف أن تشركوا من بعدي، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها» «7» .
وعاد رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى بيته، وما هو إلا أن اشتد به وجعه، وثقل عليه مرضه.
روت عائشة رضي الله عنها قالت: «قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلم في مرضه: ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك، حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنّى متمنّ ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر» «8» . وروى ابن عباس رضي الله عنه قال: «لما اشتد برسول الله صلّى الله عليه وسلم المرض، قال لرجال كانوا في البيت: هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال بعضهم: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول قرّبوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: قوموا» «9» .
ولم يعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم يطيق الخروج إلى الصلاة مع الناس، فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» ، فقالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف (رقيق) وإنه إذا قام مقامك لم يكد يسمع الناس، فقال: «إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس» «10» .
فكان أبو بكر هو الذي يصلي بالناس بعد ذلك، وخرج النبي صلّى الله عليه وسلم خلال ذلك مرة- وقد شعر بخفة- فأتى فوجد أبا بكر وهو قائم يصلي بالناس، فاستأخر أبو بكر، فأشار إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن كما أنت، فجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو جالس، وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر «11» .
__________
(6) هو الباب الصغير بين البيتين. والحديث إلى هنا متفق عليه واللفظ لمسلم.
(7) متفق عليه.
(8) رواه مسلم في باب فضل أبي بكر: 7/ 110 وروى البخاري نحوه.
(9) رواه البخاري في باب مرض النبي ووفاته: 5/ 138
(10) متفق عليه.
(11) رواه البخاري في كتاب الصلاة باب من أقام إلى جنب الإمام لعلة، ومسلم في كتاب الصلاة باب استخلاف الإمام. ومالك في الموطأ كتاب صلاة الجماعة باب صلاة الإمام وهو جالس، وغيرهم. ومن العجب أن الشيخ ناصرا أخرج هذا الحديث في تخريجه لأحاديث كتاب فقه السيرة للغزالي، فعزاه إلى الإمام أحمد وابن ماجه فقط. وزاد على هذا أن أخذ يحقق في نسبة ضعف إليه بسبب أن فيه أبا إسحاق السبيعي. مع أن الحديث متفق عليه وله طرق غير هذا الذي اهتم بتحقيقه!. اللهم إلا أن رواية أحمد وابن ماجه فيها «واستفتح من الآية التي بلغها أبو بكر» وليس في رواية الشيخين هذه الجملة.
واستبشر الناس خيرا بخروجه صلّى الله عليه وسلم إذ ذاك، ولكن البرحاء اشتدت عليه، وكان ذلك آخر مرة خرج يصلي فيها مع الناس. روى ابن مسعود رضي الله عنه قال: «دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكا شديدا فقال صلّى الله عليه وسلم: أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، قال: فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ ..
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أجل، ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حطّ الله به سيئاته كما تحطّ الشجرة ورقها» «12» .
كان صلّى الله عليه وسلم أثناء ذلك يطرح خميصة (غطاء) له على وجهه، فإذا اغتم وضايقه الألم كشفها عن وجهه فقال: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» 13، كأنه صلّى الله عليه وسلم يحذّر المسلمين من أن يصنعوا صنيعهم به.
رسول الله صلّى الله عليه وسلم وسكرة الموت
وذلك هو حكم الله في عباده كلهم: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر 39/ 30] . فقد دخل فجر يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة، وبينما الناس في المسجد يصلون حلف أبي بكر رضي الله عنه، إذا بالستر المضروب على حجرة عائشة قد كشف، وبرز رسول الله صلّى الله عليه وسلم من ورائه، فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبه ليصل الصف، فقد ظن أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، وهمّ المسلمون أن يفتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلّى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده صلّى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر «14» .
وانصرف الناس من صلاتهم، وهم يحسبون أن النبي صلّى الله عليه وسلم قد نشط من مرضه. ولكن تبين أنها كانت نظرة وداع منه صلّى الله عليه وسلم إلى أصحابه، فقد عاد عليه الصلاة والسلام فاضطجع إلى حجر عائشة رضي الله عنها، وأسندت رضي الله عنها رأسه إلى صدرها، وجعلت تتغشاه سكرة الموت، قالت: «وكان بين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات» «15» . وكانت فاطمة رضي الله عنها إذا رأت منه ذلك قالت:
__________
وعلى كل فالحادثة واحدة والحديث واحد ولا ينبغي عند التخريج الاقتصار على ذكر الطريق الضعيف والسكوت عن الطريق الصحيح أو المتفق عليه، لما في ذلك من الإبهام الواضح الذي يتحاشاه علماء الحديث.
(12) و (13) متفق عليه.
(14) رواه الشيخان.
(15) رواه البخاري في باب مرض الرسول صلّى الله عليه وسلم ووفاته، وفي باب سكرة الموت من كتاب الرقاق: 7/ 192، ورواه الترمذي والنسائي وأحمد بطريق آخر بلفظ: «اللهم أعني على سكرات الموت» .
«واكرب أباه؟ .. فيقول لها عليه الصلاة والسلام: ليس على أبيك كرب بعد هذا اليوم» «16» .
قالت عائشة رضي الله عنها: «إن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عليّ عبد الرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك، فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، فقلت: أليّنه لك؟
فأشار برأسه أن نعم، فلينته فأمرّه، وبين يديه ركوة فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح وجهه ويقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات. ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قبض، ومالت يده» «17» .
وانتشر خبر وفاته صلّى الله عليه وسلم في الناس، وأقبل أبو بكر رضي الله عنه على فرس من مسكنه في السّنح (وكان قد ذهب إلى منزله هناك آملا أنه صلّى الله عليه وسلم قد عوفي من وجعه) ، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمم رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو مغشى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكبّ عليه فقبله. وبكى، ثم قال: «بأبي أنت وأمي لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها» «18» . ثم خرج رضي الله عنه، وعمر يكلم الناس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يمت، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران وأنه صلّى الله عليه وسلم لا يموت حتى يفني الله المنافقين؛ فأقبل أبو بكر يقول له: على رسلك يا عمر، أنصت ولكنه استمر في كلامه مهتاجا، فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس فأقبلوا إليه وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد أيها الناس، من كان منكم يعبد محمدا صلّى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت، قال الله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ [آل عمران 3/ 144] . فكأن الناس لم يعلموا أن الله نزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما سمعها بشر من الناس إلا وأخذ يتلوها. قال عمر رضي الله عنه: «والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقرت ما تقلّني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها وعلمت أن النبي صلّى الله عليه وسلم قد مات» «19» .
__________
وقد خرجه الشيخ ناصر فقال: ضعيف أخرجه الترمذي وغيره عن طريق موسى بن سرجس بن محمد عن عائشة ... إلخ. وإنما هو ضعيف بهذا اللفظ فقط، أما أصل الحديث فقد رواه البخاري بطريق صحيح وإذا كان للحديث الواحد طريقان فلا ينبغي الاقتصار في تخريجه على ذكر الضعيف منهما لما فيه من الإيهام. كما سبق بيانه في صفحة (494) ولا يضير اختلاف يسير في اللفظ ما دامت الحادثة واحدة.
(16) رواه البخاري.
(17) رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.
(18) رواه البخاري.
(19) رواه ابن إسحاق وغيره، كما رواه البخاري أيضا مع فرق بسيط في بعض الألفاظ.
وقد أجمع الرواة وأهل العلم أنه صلّى الله عليه وسلم توفي عن ثلاثة وستين عاما من العمر، قضى أربعين منها قبل البعثة، وثلاثة عشر عاما يدعو إلى الله في مكة وعشر سنين قضاها في المدينة بعد الهجرة.
وكانت وفاته في أول العام الحادي عشر.
وروى البخاري عن عمرو بن الحرث، قال: «ما ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة» .