قلنا فيما مضى إن أصح ما دلت عليه الأحاديث والآثار أن بدء مشروعية القتال إنما كان بعد الهجرة، ولقد وضعت هذه المشروعية موضع التنفيذ في شهر صفر على رأس اثني عشر شهرا من هجرته صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة. فقد خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذ ذاك لأول مرة بقصد الغزو. وكانت الغزوة إذ ذاك: غزوة ودان، يريد قريشا وبني حمزة، ولكنه عليه الصلاة والسلام كفي القتال فقد وادعه بنو حمزة، وعاد النّبي صلّى الله عليه وسلم وصحبه إلى المدينة دون قتال.