فقال المسلمون نحن في آخر يوم من رجب. فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم. ثم أجمعوا على ملاقاتهم. فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله وأسروا عثمان والحكم. وأفلت نوفل. ثم قدموا بالعير والأسيرين حتى عزلوا من ذلك الخمس. فكان أول خمس في الإسلام وأول قتل في الإسلام وأول أسر. فأنكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - ما فعلوه.
واشتد إنكار قريش لذلك. وزعموا: أنهم وجدوا مقالا. فقالوا قد أحل محمد الشهر الحرام. واشتد على المسلمين ذلك حتى أنزل اللَّه {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ} [البقرة: 217] (1) الآية يقول سبحانه هذا الذي أنكرتموه - وإن كان كبيرا - فما ارتكبتموه وترتكبونه من الكفر باللَّه والصد عن سبيله وبيته وإخراج المسلمين منه أكبر عند اللَّه.
[معنى الفتنة]