أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة «3» اللخمي «4» ثنا ابن أبي السرى ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أريت دار هجرتكم أريت سبخة «5» ذات نخل بين لابتين «6» وهما حرتان» ، فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين، وتجهز أبو بكر مهاجرا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن، فقال أبو بكر: وترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحبته وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر؛ قالت عائشة:
__________
أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال قائل لهم: ما تنظرون؟ قالوا: محمدا، قال: خبتم وخسرتم، قد والله مر بكم وذر على رؤوسكم التراب، قالوا: والله ما أبصرناه! وقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، وهم أبو جهل والحكم بن أبي العاص وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وأمية بن خلف ... » .
(1) سورة 22 آية 39.
(2) الزيادة ليست في ف.
(3) ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/ 425 في ترجمة «محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان الهاشمي مولاهم أبو عبد الله بن أبي السري الحافظ العسقلاني» فيمن روى عنه.
(4) في التهذيب «العسقلاني» .
(5) من الخصائص 1/ 190 والدلائل للبيهقي، وفي ف «سخة» خطأ.
(6) اللابة: الحرة من الأرض ج لابات- (ما بين لابتيها، مثل فلان) أصله في المدينة وهي بين لابتين أي حدتين، ثم جرى على أفواه الناس في كل بلدة فيقولون: ما بين لابتيها- مثل فلان- من غير إظهار صاحب الضمير.
فبينا نحن جلوس يوما في بيتنا في نحر «1» الظهيرة فقال قائل لأبي: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل متقنعا «2» ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، قال أبو بكر: فداه أبي وأمي! إن جاء به في هذه الساعة [إلا] «3» لأمر «4» ! قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن، فأذن له فدخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «أخرج «5» من عندك» ، قال أبو بكر: إنما «6» هو أهلك بأبي أنت «6» يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإنه قد أذن لي بالخروج» «7» ، فقال أبو بكر: فالصحبة «8» بأبي أنت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم» «9» ، فقال أبو بكر: بأبي أنت يا رسول الله! خذ إحدى راحلتيّ هاتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بالثمن» «10» ؛ قالت عائشة: فجهزناهما «11» أحث «12» الجهاز، وصنعنا «13» لهما سفرة في جراب، فقطعت «14» أسماء بنت أبي بكر من نطاقها
__________
(1) أي في أول وقتها.
(2) من الصحيح للبخاري: أي مغطيا رأسه، وفي ف: متقفعا- خطأ.
(3) زيد من الطبري.
(4) في الطبري 2/ 246 «قال ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الساعة إلا لأمر حدث» .
(5) زيد في الطبري «عنى» .
(6) وفي الطبري: هما ابنتاي، وما ذاك فداك أبي وأمي.
(7) من الطبري، وفي ف «في الخروج» وزيد في الطبري «والهجرة» .
(8) في الطبري «الصحبة» .
(9) هكذا في ف، ووقع في الطبري «الصحبة» .
(10) هكذا في ف، ووقع في الطبري «فلما قرب أبو بكر الراحلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب له أفضلهما ثم قال له: اركب فداك أبي وأمي! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أركب بعيرا ليس لي، قال فهو لك يا رسول الله بأبي أنت وأمي! قال: لا، ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به؟ قال: كذا وكذا، قال: أخذتها بذلك، قال: هي لك يا رسول الله» .
(11) من الصحيح للبخاري 1/ 553، وفي الطبقات لابن سعد ج 1 ق 1 ص: 154: وجهزناهما، وفي ف: فجهزهما كذا.
(12) هكذا في ف وفي متن الصحيح للبخاري، وبهامشه بعلامة النسخة «أحب» .
(13) من الطبقات والصحيح للبخاري، وفي ف «وضعنا» .
(14) من الطبقات لابن سعد والصحيح للبخاري، وفي الإصابة «فشقت» ووقع في ف «فقصعت» مصحفا.
فأوكت «1» به الجراب، فلذلك كانت تسمى ذات النطاق، ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل يقال له: ثور، فمكثا فيه ثلاث ليال.
قال أبو حاتم: لما أمر الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة استأجر «2» رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني الديل وهو من بني عدي هاديا خريتا- والخريت: الماهر بالهداية- قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي وهو على دين كفار قريش، فأمناه ودفعا «3» إليه راحلتيهما وأوعداه بغار ثور بعد ثلاث، وخرج صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حتى أتيا الغار في جبل «4» ثور كمنا فيه، وخرج المشركون يطلبونهما حتى جاءوا إلى الجبل وأشرفوا على الغار، فقال أبو بكر: يا رسول الله! لو أبصر أحدهم تحت قدمه «5» لأبصرنا «6» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما» ، فأعمى الله «7» أعينهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أيسوا رجعوا، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار ثلاث ليال؛ يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر الصديق وهو غلام شاب
__________
(1) من الطبقات لابن سعد ج 1/ ق 1 ص: 155، وفي ف «فأوكبت» خطأ.
(2) هكذا في ف، وفي الطبري «استأجرا عبد الله بن أرقد» وفي الطبقات «يقال له: عبد الله بن أريقط» .
(3) من الطبري، وفي ف «دفعنا» خطأ.
(4) زيد في ف «أبي» وفي معجم البلدان «وأما اسم الجبل الذي بمكة وفيه الغار فهو ثور غير مضاف إلى شيء» .
(5- 5) كذا في ف، وفي السيرة 2/ 4 «وفي الصحيح عن أنس قال: قال أبو بكر رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهما في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدمه» .
(6) في الطبري «لرآنا» وزيد بعده في ف «تحت قدمه» مكررا.
(7) هكذا في ف، وفي السيرة 2/ 4 «وروى أيضا أنهم لما عمى عليهم الأثر جاءوا بالقافة فجعلوا يقوفون الأثر حتى انتهوا إلى باب الغار وقد أنبت الله عليه ما ذكرنا في الحديث قبل هذا، فعندما رأى أبو بكر رضي الله عنه الفاقة اشتد حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن قتلت فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلت أنت هلكت الأمة، فعندها قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحزن إن الله معنا» ألا ترى كيف قال: لا تحزن! ولم يقل: لا تخف، لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه، ولأنه أيضا رأى ما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم من النصب وكونه في ضيقة الغار مع فرقة الأهل ووحشة الغربة، وكان أرق الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشفقهم عليه فحزن لذلك.
ثقف ئخن، فيدلج «1» من عندهما بسحر، فيصبح بمكة مع قريش كبائت بها، فلا يسمع أمرا يكاد به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط للكلام «2» ؛ ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منيحة من غنم «3» فيريحها «4» عليهما حين يذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل «5» ، يفعل ذلك في كل ليلة من الليالي الثلاث؛ ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث، معه أبو بكر وعامر بن فهيرة والدليل، فأخذ بهم الدليل طريق الساحل فاجتنوا «6» ليلتهم حتى أظهروا «7» وقام الظهيرة رمى أبو بكر بصره «8» هل يرى ظلا يأوون إليه، فإذا هم بصخرة فانتهوا إليها فإذا بقية ظلها، فسوى «9» أبو بكر ثم فرش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: اضطجع يا رسول الله! فاضطجع، ثم ذهب ينظر هل يرى من الطلب أحدا، فإذا هو براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي يريدون من الظل، فسأله أبو بكر: لمن أنت يا غلام؛ قال: لفلان- رجل من قريش، فعرفه أبو بكر فقال: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، فقال: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم، فأمره فاعتقل «10» شاة من غنمه وأمره أن ينفض عنها من الغبار، فحلب له كثبة «11» من لبن، وكان معه إداوة «12»
__________
(1) يقال أدلج القوم وادّلج: ساروا الليل كله أو في آخره.
(2) في ف: يختلط الكلام- كذا.
(3) وفي الطبري «كان لأبي بكر منيحة من غنم» يقال: منحه الناقة وكل ذات لبن، إذا جعل له وبرها ولبنها وولدها، فهي المنحة والمنيحة.
(4) وفي الطبري «يروح بتلك الغنم» .
(5) أي تمهل وتؤدة ورفق، يقال «على رسلك يا رجل» أي على مهلك وتأن.
(6) أي استتروا.
(7) يقال: أظهر- إذا سار أو دخل في الظهيرة وهي حد انتصاف النهار.
(8) في ف: بصر.
(9) في ابن الأثير «فسوى أبو بكر عندها مكانا يقيل» .
(10) من الخصائص الكبرى 1/ 189 وفي ف «فاغتفل» مصحف.
(11) والكتيب من القرب المشدودة بالوكاء- راجع محيط المحيط، وفي ف «كتبه» كذا.
(12) وقع في ف «أدواه» خطأ.
لرسول الله صلى الله عليه وسلم على فمها خرقة، فصب اللبن حتى برد أسفله ثم ملأها، فانتهى بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استيقظ فقال: اشرب «1» يا رسول الله! فشرب وشرب أبو بكر، فقال أبو بكر: قد أتى «2» الرجل يا رسول الله! قال: «لا تحزن» «3» ، والقوم يطلبونهم؛ قال «4» سراقة بن مالك بن جعشم «5» : جاءنا رسل كفار قريش يجعلون «6» [في] «7» رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي «8» بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره، فقال سراقة: فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج «9» إذ أقبل رجل فقال: يا سراقة! إني رأيت آنفا أسودة بالساحل، أراها محمدا وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم فقلت لهم: إنهم ليسوا هم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت في مجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي من وراء أكمة «10» فتحبسها علي، وأخذت رمحي «11» فخرجت به من ظهر البيت فحططت بزجة الأرض حتى أتيت فرسي، فركبتها ودفعتها
__________
(1) في ف «أنشرب» خطأ.
(2) في ف «إن» كذا.
(3) من الكامل لابن الأثير، وفي ف «فارتحلوا» مصحف.
(4) وفي السيرة 2/ 6 «قال ابن إسحاق وحدثني الزهري أن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم حدثه عن أبيه عن عمه سراقة بن جعشم قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن رده عليهم» .
(5) في ف «جعثم» خطأ.
(6) في الكامل لابن الأثير 2/ 50 «وكانت قريش قد جعلت لمن يأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم دية، فتبعهم سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي فلحقهم وهم في أرض صلبة، فقال أبو بكر: يا رسول الله! قد أدركنا الطلب، قال: «لا تحزن» .
(7) زيد للسياق، وسيأتي في قول سراقة «جعلوا فيك الدية» .
(8) في ف «أبو» .
(9) من الطبري والروض، ووقع في ف «يدلج» مصحفا.
(10) في ف «أكمة» خطأ، وفي محيط المحيط «الأكمة: التل ما اجتمع من حجارة» .
(11) في ف «ومحى» خطأ.
تقرب بي حتى دنوت منهم، فعرد «1» بي فرسي فخررت عنها، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام فاستسقمت [بها] «2» أخرج «3» أم لا! فخرج الذي أكره، فركبت فرسي وعصيت «4» الأزلام، فقرب بي «5» حتى [إذا] «6» سمعت قراءة «7» رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات «8» ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت فلم تكن تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا غبار ساطع في السماء مثل الدخان «9» ، فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم بأخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم بالزاد والمتاع فلم يرزءاني «10» ولم يسألاني «11» إلا أنهما قالا:
أخف «12» علينا، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة وأمن «13» ، فأمر أبا بكر «14» ، فكتب «15»
__________
(1) أي هرب وفر، وفي ف «نعرو» وفي الخصائص الكبرى: عثرت بي.
(2) من الطبري والسيرة.
(3) في ف «أخرهم» .
(4) كذا في ف، وفي دلائل النبوة ص: 277 «فأبيت» .
(5) في ف «لي» .
(6) زيد من الخصائص 1/ 186 برواية البخاري.
(7) في ف «قراه» .
(8) في الخصائص «التلفت» .
(9) في ف «للدخان» .
(10) أي لم يأخذ مني شيئا.
(11) في ف «لم يسألني» كذا.
(12) في ف «أحقي» .
(13) وقع في الأصل «أمر» مصحفا.
(14) في ف «أبو» .
(15) في سيرة ابن هشام «قال قلت تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك قال: «اكتب له يا أبا بكر» فكتب لي كتابا في عظم أو في رقعة أو في خرقة.
لي في رق «1» من أدم، قال سراقة: والله لأعمين على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك «2» ستمر على إبلي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حاجة لنا في إبلك وغنمك، وانطلق راجعا «3» إلى أصحابه، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقي «4» الزبير بن العوام في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابا بيضاء.
ثم ساروا [إلى] خيمتي «5» أم معبد «6» الخزاعية، وكانت امرأة برزة «7» جلدة تحتبي «8» وتجلس بفناء «9» الخيمة ثم تسقي «10» وتطعم، فينالونها «11» تمرا ويشترون «12» ، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، فإذا «13» ، القوم مرملون مسنتون «13» ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر خيمتها فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت:
خلفها الجهد عن الغنم، فقال: هل بها من لبن؟ قالت هي أجهد «14» من ذلك، قال:
« «15» أتأذنين لي «15» أن، أحلبها» ؟ قالت: نعم بأبي أنت وأمي! إن رأيت بها حلبا
__________
(1) الرق جلد رقيق يكتب فيه محيط المحيط.
(2) في ف «فالك» خطأ.
(3) وقع في ف «راحبا» كذا مصحفا.
(4) في ف «فلقيت» .
(5) من سيرة ابن هشام 2/ 101، وفي ف: خيتمي، خطأ.
(6) اسمها عاتكة بنت خلد- راجع الروض 2/ 8.
(7) برز برازة: فاق أصحابه فضلا أو شجاعة فهو برز وهي برزة.
(8) التصحيح من دلائل النبوة لأبي نعيم، وفي ف: تحتي، مصحف.
(9) في ف «يفنا» خطأ.
(10) في دلائل النبوة للبيهقي: ثم لتسقي مشكلا.
(11) في ف والدلائل لأبي نعيم: فسألوها.
(12) في الدلائل لأبي نعيم: ليشتروا، وفي الدلائل للبيهقي: فينالون لحما وتمرا ليشتروا منها.
(13- 13) أي مفتقرين ومجدبين، وفي الدلائل: وكان القوم مرملين مسنتين.
(14) التصحيح من الدلائل والروض 2/ 8، وفي ف: أجهل.
(15- 15) التصحيح من الدلائل والروض، وفي ف «اتاذين في» خطأ.
فاحلبها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح ضرعها وذكر اسم الله عليه وقال:
«اللهم! بارك لها في شاتها» ، فتفاجت «1» ودرت واجترت، فدعا بإناء لها يربض «2» الرهط، فحلب فيه «3» ثجا حتى علاه البهاء «3» ، فسقاها فشربت حتى رويت، وسقا أصحابه فشربوا حتى رووا و «4» شرب آخرهم، وقال: «ساقي «5» القوم آخرهم شربا» ، فشربوا جميعا عللا «6» بعد نهل حتى أراضوا «7» ، ثم حلب فيه ثانيا «8» عودا على «8» بدء «9» ، فغادره «10» عندها ثم ارتحلوا عنها، فقل «11» ما لبثت فجاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا له حفلا «12» عجافا يتساوكن «13» هزلا «14» ، مخهن قليل، لا نقى «15» بهن.
فلما رأى اللبن عجب وقال: من أين لك «16» هذا والشاء عازب ولا حلوبة في البيت؟ فقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، قال:
والله إني أراه صاحب قريش الذي نطلبه «17» ، صفيه لي يا أم معبد! قالت: رأيت
__________
(1) أي صارت لها فجوة، وفي ف «فتفاحت» خطأ.
(2) أي يروى، وفي الروض: يشبع.
(3- 3) من الدلائل لأبي نعيم، وفي ف: تجا حتى عليه التمال.
(4) في الروض: ثم.
(5) من وفاء الوفاء 1/ 172، وفي الأصل «لساقي» كذا.
(6) من الروض والدلائل أي ثانيا، وفي ف: خللا.
(7) أي رووا.
(8- 8) في الدلائل: بعد.
(9) من الدلائل، ووقع في ف: يرد- كذا مصحفا.
(10) أي تركه وأبقاه، وفي الروض والدلائل: ثم غادره، ووقع في ف: فغادرها- مصحفا.
(11) التصحيح من الدلائل لأبي نعيم والبيهقي كليهما، ووقع في ف: فقاد- مصحفا.
(12) جمع حافل، يقال ناقة أو شاة حافل: كثير لبنها.
(13) من الدلائل لأبي نعيم: أي يسرن سيرا ضعيفا، وفي الدلائل للبيهقي: تساوكن، وفي ف: يساوكن- كذا.
(14) التصحيح من الدلائل لأبي نعيم، ووقع في ف: هؤلاء- مصحفا، وفي الدلائل للبيهقي: التساوك.
(15) أي لا مخ، وفي ف لا نفي.
(16) التصحيح من الدلائل لأبي نعيم والبيهقي، وفي ف: لكم.
(17) في الأصل: يطلبه.
رجلا «1» ظاهر الوضاءة «1» «2» مليح الوجه «2» ، حسن الخلق، لم تعبه «3» ثجلة «4» ، ولم تزره «5» صلعة، وسيم جسيم «6» ، قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف «7» ، وفي صوته صهل «8» ، «9» أحور أكحل، أزج أقرن، رجل شديد سواد الشعر «9» ، في عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة «10» ، إذا صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما «11» وعلاه البهاء، كأن منطقه خرزات «12» نظم يتحدرون «13» ، حلو المنطق فصل لا نزر «14» ولا هذر «15» ، أجمل «16» الناس وأبهاه «17» من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، ربعة لا يتثنى «18» من طول ولا تقتحمه «19» عين من قصر،
__________
(1- 1) من الدلائل لأبي نعيم/ 282، ووقع في ف «طاهر الوكا» مصحفا، وفي البيهقي: طاهر الوضاة.
(2- 2) في الدلائل لأبي نعيم: أبلج الوجه.
(3) من الدلائل للبيهقي وأبي نعيم، وفي ف «أتعبه» خطأ.
(4) من الدلائل لأبي نعيم أي عظم البطن، وفي الدلائل للبيهقي وف «نجلة» .
(5) في الدلائل للبيهقي وأبي نعيم «لم تزر به» ، يقال: أزرى به وأزراه: عابه.
(6) ليس في الدلائل.
(7) من وطف أي كثر شعر حاجبيه وعينيه.
(8) من الدلائل للبيهقي وأبي نعيم، والصهل: حدة الصوت مع بحح، وفي هامش الدلائل «ويروى: صحل- ح» وفي ف «سحل» .
(9- 9) كذا في ف، وليس في الدلائل.
(10) من الدلائل للبيهقي وأبي نعيم، وفي ف «كنافة» خطأ.
(11) في الدلائل «سماه» .
(12) من الدلائل لأبي نعيم، وفي ف «خزرات» .
(13) من الدلائل للبيهقي، ووقع في ف «ينحررن» مصحفا، وفي الدلائل لأبي نعيم «تحدرن» .
(14) من الخصائص الكبرى والدلائل لأبي نعيم، وفي ف «لا تزر» خطأ.
(15) في ف «هدار» خطأ.
(16) من الدلائل للبيهقي وأبي نعيم، وفي ف: اجهر- مصحف.
(17) من الدلائل للبيهقي وأبي نعيم، وفي ف: احمله.
(18) من مجمع الزوائد 8/ 279، وفي الدلائل لأبي نعيم والبيهقي والخصائص: لا بائن، ووقع في ف: لا يشاد عين- مصحف.
(19) من الخصائص 1/ 188 وفي الدلائل للبيهقي: يقتحمه، وفي ف «منجمه» مصحفا.
غصن «1» بين غصنين فهو أنضر «2» الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا، وله رفقاء يحفون «3» ، به، إن قال استمعوا «4» لقوله، وإن أمر تسارعوا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند «5» ؛ قال: هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره! لو كنت وافقت لالتمست «6» إلى أن أصحب، ولأفعلنه إن وجدت إلى ذلك سبيلا. وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعونه ولا يدرون من يقوله، وهو يقول «7» :
جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلّا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به ... فأفلح من أمسى رفيق محمد
فيال قصى «8» ما زوى الله عنكم ... به من فعال لا تجازى وسودد
سلوا أختكم عن شاتها «9» وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت ... له «10» بصريح ضرة «11» الشاة مزيد
فغادره رهنا لديها لحالب ... يرددها في مصدر ثم مورد «12»
__________
(1) وفي الخصائص والدلائل للبيهقي: غصنا.
(2) من الخصائص والدلائل، وفي ف: انظر.
(3) في ف: يخفون- خطأ.
(4) في الدلائل لأبي نعيم: انصتوا.
(5) من الدلائل لأبي نعيم، وفنده: خطأ رأيه وضعفه، وفي الخصائص: معتد، وفي البيهقي: مغيد، وفي ف: مفتر، كذا.
(6) في الدلائل: ولقد هممت.
(7) راجع الروض 2/ 7 والكامل لابن الأثير 2/ 50 لما ذكر عن أسماء بنت أبي بكر في جوابها: لا أدري، حين سألها أبو جهل، فلطم خدها لطمة طرح قرطها حتى أتى رجل من الجن من أسفل مكة يتبعونه يسمعون صوته ولا يرون شخصه وهو يقول.
(8) في ف: قضى- خطأ.
(9) كذا في ف والدلائل للبيهقي وأبي نعيم، وفي الروض شأنها.
(10) في الدلائل لأبي نعيم: عليه.
(11) في ف «ضره» .
(12) التصحيح من الروض والدلائل للبيهقي وأبي نعيم، ووقع في ف: به روته في مصدر ومسودد- كذا.
,
لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم ... «1» وقد سرّ «1» من يسري إليه ويغتدي «2»
ترحّل عن قوم فضلّت «3» عقولهم ... وحلّ على قوم بنور مجدّد
وهل يستوي ضلال قوم تسكعوا «4» ... «5» عمي وهداة يهتدون بمهتدي «5»
نبيّ يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كل مشهد
وإن قال في يوم مقالة غائب ... فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد «6»
ليهنئ أبا بكر سعادة جدّه ... بصحبته من يسعد الله يسعد
ليهنئ «7» بني كعب مقام فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
فلما سمع المسلمون الأبيات خرج المسلمون سراعا فوجا فوجا يلحقون برسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا على خيمة أم معبد.
وسمع المسلمون بالمدينة بخروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرون قدومه حتى يردّهم حرّ الظهيرة فكان أول من قدم عليهم من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار [بن] «8» قصي، فقالوا: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو وأصحابه على إثري، ثم أتاهم بعده عمرو بن أم مكتوم الأعشى أخو بني فهر، فقالوا: ما فعل من وراءك رسول الله وأصحابه؟ فقال: هم
__________
(1- 1) من الروض والدلائل للبيهقي، وفي ف: قدس- كذا.
(2) من الروض والدلائل، وفي ف: يفقد- كذا.
(3) من الروض والدلائل للبيهقي وأبي نعيم، وفي ف: فزالت- خطأ.
(4) من الدلائل لأبي نعيم، وفي ف «تعكسوا» وفي محيط المحيط: تسكع الرجل بمعنى سكع وتمادى في الباطل، وفي الروض والدلائل للبيهقي «تسفهوا» .
(5- 5) كذا في ف وشرح المواهب، وفي الروض والدلائل: عمايتهم هاد به كل مهتد.
(6) والشطر الثاني في الدلائل والروض هكذا «فتصديقها اليوم أو في ضحى الغد» .
(7) من الدلائل لأبي نعيم، وفي ف «وتهن» .
(8) زيد من الطبري 2/ 181.
الآن على أثري، ثم أتاهم بعده عمار بن ياسر «1» وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وبلال، ثم أتاهم عمر بن الخطاب في عشرين راكبا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث خرج من الغار سلك بهم «2» الدليل أسفل من مكة، ثم مضى بهم حتى جاوز بهم الساحل أسفل عسفان، ثم استجاز «3» بهم على أسفل «4» أمج «5» حتى عارض بهم الطريق، ثم أجاز «6» بهم فسلك بهم الخرار «7» ، ثم أجاز بهم ثنية المرة «8» ، ثم سلك بهم القفا «9» ، ثم أجاز بهم «10» مدلجة لفف «11» ، ثم استبطن بهم مدلجة لفف، ثم استبطن بهم مدلجة مجاج «12» ، ثم سلك مرجح «13» من ذي العضوين «14» ثم بطن ذي كشد «15» ، ثم أخذ بهما الجداجد «16» ثم الأجرد، ثم سلك بهم بطن أعداء «17»
__________
(1) في ف «ماسر» خطأ.
(2) كذا، وفي السيرة «بهما» .
(3) في ف «استجار» خطأ.
(4) من الروض والدلائل، وفي ف «سفل» خطأ.
(5) بالجيم وفتح أوله وثانيه بلد من أعراض المدينة- راجع معجم البلدان.
(6) من سيرة ابن هشام، وفي ف «أجلز» .
(7) من السيرة، وقد ذكره الياقوت في معجم البلدان، وفي ف: الخزار- خطأ.
(8) من سيرة ابن هشام والروض 2/ 9 وفيه «كذا وجدته مخفف الراء مقيدا كأنه مسهل الهمزة من المرأة» .
(9) التصحيح من سيرة ابن هشام والروض وفيه «لقفا» بفتح اللام مقيدا في قول ابن إسحاق وفي رواية ابن هشام «لفتا» وفي ف «الفقار» .
(10) كذا، وفي سيرة ابن هشام «بهما» في كل موضع.
(11) من سيرة ابن هشام 2/ 9، ووقع في ف «بصف» مصحفا.
(12) من سيرة ابن هشام، وفي ف «محاج» خطأ، وفي الروض «مجاج بكسر الميم وجيمين» .
(13) من الروض بتقديم الجيم على الحاء، وفي ف «مرحج» خطأ.
(14) من سيرة ابن هشام وفيه «قال ابن هشام: ويقال: العصوين» ، ووقع في ف «القصور» مصحفا.
(15) من سيرة ابن هشام 2/ 9، وفي ف «ذاكبشة» خطأ.
(16- 16) من سيرة ابن هشام، ووقع في ف «أخز الجراجر» مصحفا.
(17) من سيرة ابن هشام. ووقع في ف «عوا» مصحفا، وله ذكر في معجم البلدان في «بطن أعداء» .
ثم مدلجة تعهن «1» ثم العبابيد «2» ثم الفاجة «3» ثم العرج «4» ثم بطن العائر «5» ثم بطن ريم، ثم رحلوا من بطن ريم «6» ونزلوا بعض حرار المدينة؛ وذلك يوم الاثنين لاثنتي «7» عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، وبعثوا رجلا من أهل البادية يؤذن بهم الأنصار، فجاء البدوي وآذن بهم الأنصار، وصعد رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر «8» إليه، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيضين؟ فلم يملك اليهودي أن قال «9» بأعلى صوته: يا معشر العرب! هذا جدكم الذي تنتظرون «9» ! فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة وهم «10» خمسمائة رجل من الأنصار، فتلقى «11» الناس والعواتق فوق الأجاجير «12» ، والصبيان والولائد يقولون:
طلع البدر علينا ... من ثنيات «13» الوداع
__________
(1) من سيرة ابن هشام والروض، وفيه: «مدلجة تعهن- بكسر التاء والهاء والتاء فيه أصلية، وبتعهن صخرة يقال لها أم عفي عرفت بامرأة كانت تسكن هناك فمر بها النبي صلى الله عليه وسلم واستسقاها فلم تسقه فدعا عليها فمسخت صخرة فهي تلك الصخرة فيما يذكرون» ، ووقع في ف «معمر» مصحفا.
(2) من سيرة ابن هشام، وفي الروض «العبابيد كأنه جمع عباد، وقال ابن هشام: هي العبابيب كأنه جمع عباب» وفي الأصل «العنابد» كذا.
(3) في ف «الفاحة» خطأ، وفي الروض «بفاء وجيم» وقال ابن هشام «هي القاحة- بالقاف والحاء» .
(4) من سيرة ابن هشام. وفي ف «الفرج» بالفاء خطأ.
(5) من سيرة ابن هشام وفيه «فسلك بهما ثنية العائر عن يمين ركوبة ويقال ثنية الغائر» .
(6) في ف «ريع» كذا.
(7) من الروض، وفي ف «لاثنى» كذا.
(8) في ف «ننظر» .
(9- 9) وفي سيرة ابن هشام «فصرخ بأعلى صوته يا بني قيلة هذا جدكم قد جاء» .
(10) في ف «هما» والصواب ما أثبتناه.
(11) من مجمع بحار الأنوار، وفي ف «وحزم» .
(12) في ف «لا تجار» خطأ، والتصحيح من مجمع بحار الأنوار وفيه «ومنه حديث الهجرة: فتلقى الناس النبي صلى الله عليه وسلم في السوق وعلى الأجاجير والأناجير يعني السطوح» .
(13) من الخصائص والدلائل، وفي ف «تبيان» خطأ.
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع «1»
وأخذت الحبشة يلعبون بحرابهم «2» لقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحا بذلك.
,
أخبرنا أبو خليفة ثنا عبد الله بن رجاء أنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول: اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب مر «3» البراء: فليحمله إلى أهلي، فقال له عازب: لا حتى تحدثني كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من «4» مكة والمشركون «5» يطلبونكم؟ فقال: ارتحلنا من مكة- فذكر حديث الرحل، وقال: حتى أتينا المدينة فتنازعوا أيهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أنزل الليلة على بني النجار وأخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك، فخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطرق وعلى البيوت، والغلمان والخدم يقولون: جاء محمد! جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم! فلما أصبح انطلق فنزل حيث أمر.
قال أبو حاتم: لما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم الليل عدل بهم فنزل على بني «6» النجار أخوال عبد المطلب، لأن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو كانت من بني «7» عدي بن «7» النجار، فلما أصبح صلى الله عليه وسلم نزل «8» حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي
__________
(1) تمامه بهامش الخصائص 1/ 190:
أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع
(2) في الأصل «بجراتهم» .
(3) في ف «من» خطأ.
(4) في ف «بن» خطأ.
(5) في ف «المشركين» .
(6) زيد في السيرة «عدي بن» .
(7- 7) من السيرة، وفي ف «عبد» .
(8) زيد في الأصل «و» .
طالب وأبو مرثد وابنه مرثد وأبو كبشة وزيد بن حارثة على كلثوم بن الهدم «1» العمري أخي «2» بني عمرو بن عوف، ونزل أبو بكر الصديق وطلحة بن عبيد الله وصهيب بن سنان على خبيب «3» بن إساف، ونزل عمر وزيد ابنا الخطاب وعمر وعبد الله ابنا سراقة وعبد الله بن حذافة وواقد بن عبد الله، وخولى «4» بن أبي خولى وعياش بن ربيعة «5» وخالد وعاقل وإياس بن «6» البكير على رفاعة بن عبد المنذر، ونزل عبيدة والطفيل والحصين بنو الحرب ومسطح بن أثاثة وسويبط «7» مولى أبي سعد وكليب ابن عمير وخباب بن الأرت على عبد الله بن سلعة العجلاني، ونزلت زينب بنت جحش وجدامة بنت جندل وأم قيس بنت محصن «8» ، وأم حبيبة «9» بنت نباتة «10» وأمية بنت رقيش وأم حبيبة بنت جحش وأم سخبرة بنت نعيم على سعد بن خيثمة؛ وعشّى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمون وأقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا يسلمون «11» ، وأقام «12» رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عوف بقباء يوم [الاثنين و] «13» الثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس المسجد بقباء وصلى فيه تلك الأيام، فلما كان يوم
__________
(1) من سيرة ابن هشام والروض، ووقع في ف «المهدير» مصحفا.
(2) من الطبري 2/ 249 والروض وسيرة ابن هشام، ووقع في ف «في» مصحفا.
(3) من السيرة 2/ 10، وفي ف «حبيب» .
(4) من الاستيعاب 1/ 162 وفيه «خولى بن أبي خولى العجلي هكذا قال ابن هشام ونسبه إلى عجل بن لجيم، وهو حليف بني عدي بن كعب؛ واسم أبي خولي عمرو بن زهير» وفي ف «دولي» خطأ.
(5) كذا، وفي الإصابة «عياش بن أبي ربيعة ... » .
(6) من الاستيعاب 1/ 48 وفيه: إياس بن البكير الليثي (البدري الأحدي) .
(7) له ترجمة في الاستيعاب 2/ 583 وفيه «سويبط بن سعد بن حرملة» .
(8) في ف «محض» خطأ- ولها ترجمة في الاستيعاب 2/ 78.
(9) راجع لترجمتها الإصابة 8/ 222، وفيه «أم حبيب» مكان «أم حبيبة» .
(10) من الإصابة، وفي الأصل «بنانه» .
(11) كذا، ولعله «وهم يسلمون عليه» .
(12) من الكامل والسيرة، وفي ف: قام.
(13) من الكامل والسيرة.
الجمعة خرج على ناقته القصوى يوم الجمعة يريد المدينة، واجتمع عليه الناس فأدركته الصلاة في بني سالم بن عوف، فكانت أول جمعة «1» جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ثم جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بدور الأنصار فيدعونه للنزول ويعرضون عليه المؤاساة فيجزيهم النبي صلى الله عليه وسلم خيرا حتى مر على بني سالم، فقام عتبان بن مالك في أصحاب له فقالوا له: يا رسول الله! أقم في «2» العدد والعدة والمنعة «2» ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة، ثم مر ببني ساعدة اعترضه «3» سعد بن عبادة وأبو دجانة «4» والمنذر بن [عمرو] «5» وداود «6» راودوه «7» على النزول، فقال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، ثم مر ببني بياضة فاعترضه فروة بن عمرو وزياد ابن لبيد وراودوه على النزول، فقال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة؛ ثم مر على بني عدي بن النجار فقال أبو سليط بن أبي خارجة: عندنا يا رسول الله! فنحن أخوالك- وذكروا رحمهم، فقال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة؛ وأقبلت الناقة حتى انتهت به إلى مربد التمر وهو يومئذ لغلامين يتيمين من بني النجار «8» «9» في حجر أسعد بن زرارة «9» اسمهما سهل وسهيل ابنا رافع بن أبي عمرو «10» وكان المسلمون بنوا مسجدا يصلون فيه وهو موضع مسجده اليوم، فلما انتهت به الناقة إلى المسجد بركت، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هذا إن شاء الله المنزل! وجاء أبو أيوب
__________
(1) وفي سيرة ابن هشام» فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي «وادي رانوناء» .
(2- 2) من سيرة ابن هشام والروض 2/ 11، ووقع في ف «العز والعدد والعرة» مصحفا.
(3) من السيرة 1/ 11، وفي ف «فاعترضوا» كذا.
(4) اسمه «سماك بن خرشة «راجع الإصابة 7/ 57.
(5) من الإصابة وسيرة ابن هشام، وله ترجمة في الإصابة 7/ 39.
(6) الأنصاري المازني، قيل: اسمه عمرو، راجع الإصابة 7/ 57.
(7) وقع في ف «أو روه» مصحفا.
(8) في ف «النجارة» خطأ.
(9- 9) كذا في ف، وفي سيرة ابن هشام «وهما في حجر معاذ بن عفراء» .
(10) في سيرة ابن هشام «سهل وسهيل ابني عمرو» .
الأنصاري خالد بن زيد بن كليب فأخذ برحله وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلته، ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المربد، فقال معاذ بن عفراء: هو لغلامين يتيمين وانا مرضيهما عنه «1» ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: بل نهبه لك، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبل منهما هبة حتى ابتاعه منهما، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد قالوا: يا رسول الله، المرء مع موضع رحله، فنزل على أبي [أيوب] «2» الأنصاري ومنزله في بني غنم بن النجار، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في بناء المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن:
هذا «3» الحمال لا حمال «3» خيبر ... هذا أبر [ربنا] «4» وأطهر
اللهم إن الخير خير الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة
وكان عمار بن ياسر جعدا قصيرا وكان ينقل اللبن وقد أغبر صدره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن سمية «5» ! تقتلك الفئة الباغية وقدم طلق «6» بن «7» علي [على] «8» رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يعين المسلمين في بناء المسجد. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قربوا الطين من اليمامى «9» فإنه من أحسنكم به مسكا «10» ، ومات أسعد بن
__________
(1- 1) في سيرة ابن هشام «وسأرضيهما منه» وفي الكامل لابن الأثير: وسأرضيهما من ثمنه.
(2) زيد من سيرة ابن هشام وسقط من ف.
(3- 3) من طبقات ابن سعد 2/ 2، وفي ف «الجمال لا جمال» بالجيم.
(4) زيد من الطبقات.
(5) وقع في ف «سهيه» ، خطأ.
(6) وهو رجل من بني حنيفة من أهل اليمامة- راجع وفاء الوفاء 1/ 238.
(7) من وفاء الوفاء: وفي ف «لبن» خطأ-
(8) زيد من وفاء الوفاء.
(9) في ف «اليماني» والتصحيح من وفاء الوفاء.
(10) من وفاء الوفاء، وفي ف «مسا» كذا.
زرارة والمسجد يبنى «1» ، أخذته الشهقة «2» ، ودفن بالبقيع، وهو أول من دفن بالبقيع من المسلمين فكان النبي صلى الله عليه وسلم نازلا على أبي أيوب حتى فرغ من المسجد وبنى له فيه مسكن، فانتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ من المسجد ومسكنه إليه، ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة «3» وأبا رافع «3» إلى «4» مكة ليقفل «5» سودة بنت زمعة زوجته «6» وبناته، وبعث أبو بكر الصديق عبد الله بن أريقط إلى عبد الله بن أبي بكر أن يقدم بأهله، فلما قدم ابن أريقط على عبد الله بن أبي بكر خرج عبد الله بعيال أبي بكر: عائشة وعبد الرحمن وأم رومان أم عائشة «7» وكان البراء بن معرور مات في صفر قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر وأوصى عند موته أن يوجه إذا وضع في قبره إلى الكعبة ففعل به ذلك، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صلى على قبره، وولد مسلمة بن مخلد «8» ؛ وكان آخر الأنصار إسلاما بنو واقف وبنو أمية وبنو وائل، وكانت الأنصار كل واحد منهم يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة تيسا، وكانت أم سليم «9» لم يكن لها ما تهدي فأتت «10» بابنها أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا
__________
(1) في ف «يبنا» كذا.
(2) والشهقة: كالصيحة، يقال شهق فلان وشهيق وشهقة فمات والشهيق: الأنين الشديد المرتفع جدا (لسان العرب) وفي سيرة ابن هشام والروض «هلك في تلك الأشهر أبو أمامة أسعد بن زرارة والمسجد يبنى أخذته الذبحة أو الشهقة» .
(3- 3) من الإصابة 7/ 65 والطبري 2/ 1263 وفي ف «أبار بن نافع» كذا، وفي الإصابة 8/ 232 في ترجمة أم رومان: فلما استقر بعث زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع.
(4) في ف «من» خطأ.
(5) في ف «ليفقال» خطأ.
(6) من الطبري، وفي ف «زوجت» خطأ.
(7) زيد في ف «وعبد الرحمن وأم روحان» خطأ.
(8) له ترجمة في الإصابة: 6/ 97 وفيها: «وأخرج أبو نعيم أيضا من طريق وكيع عن موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة بن مخلد قال: ولدت حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين» .
(9) لها ترجمة في الإصابة 8/ 242.
(10) في ف «فأنت» خطأ.
رسول الله! ابني هذا يخدمك وليس عندي ما أهديه، فادع الله له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم! أكثر ماله وولده.
ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار أنس بن مالك وكان أنس «1» له عشر سنين «2» حيث قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فكانت أمهاته يحثثنه، فلما دخل داره حلب له من داجن وشاب له لبنها «3» بماء يسير «3» في الدار، وأبو بكر عن شماله وأعرابي عن يمينه، فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعرابي وقال: الأيمن فالأيمن «4» ، وكانت الصلاة ركعتين ركعتين فرآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم متنفلين «5» فقال: «يا أيها الناس! قبلوا فريضة الله» ، فأقرت صلاة المسافر وزيد في صلاة المقيم «6» وذلك «7» لاثنتي عشرة «7» ليلة من شهر ربيع الآخر بعد قدومه عليه السلام المدينة بشهر.
ووعك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعكا شديدا، فدخلت عائشة على أبي بكر وهو يقول:
كل امرىء مصبح في أهله ... والموت أقرب «8» من شراك نعله
ثم دخلت على عامر بن فهيرة وهو يقول:
__________
(1) له ترجمة في الإصابة 1/ 71 وفيها «صح عنه أنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين وأن أمه أم سليم» .
(2) التصحيح من الإصابة، ووقع في ف «بنين» .
(3- 3) في ف «بما يسر» والتصحيح من صحيح البخاري 2/ 840.
(4) وقع في ف «بالأيمن» مصحفا، والتصحيح من الصحيح.
(5) في ف «منتقلون» كذا.
(6) وفي الطبري «وفي هذه السنة زيد في صلاة الحضر فيما قيل ركعتان، وكانت صلاة الحضر والسفر ركعتين. وذلك بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر في ربيع الآخر لمضي اثنتي عشرة ليلة» .
(7- 7) من الطبري، وفي ف «لاثني عشر» كذا.
(8) كذا، وفي السيرة «أدنى» .
كل امرىء مدافع «1» بطوقه ... الثور «2» يحمي «3» جلده بروقه «4»
فدخلت على بلال وهو يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد «5» وحولي إذخر وجليل
وهل أردن [يوما] «6» مياه مجنة ... وهل يبدون لي «7» شامة وطفيل «8»
وكان بلال يقول: اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام كما أخرجونا من مكة، فأخبرت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم بما رأت من وعكهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم! حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة، وبارك لنا فيها كما باركت لنا في مكة، وبارك في صاعها ومدها وانقل وباءها إلى مهيعة وهي الجحفة.
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وقد حمى «9» الناس وهم يصلون قعودا «10» ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم، فختم الناس الصلاة قياما، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة! ثم أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤاخي بين المهاجرين والأنصار في شهر رمضان، فدخل المسجد فجعل يقول: أين فلان بن فلان؟ فلم يزل يعدهم ويبعث إليهم حتى
__________
(1) في السيرة «مجاهد» .
(2) من السيرة، وفي ف «التور» خطأ.
(3) من الروض والسيرة 2/ 53، وفي ف «يحيى» كذا.
(4) زاد في السيرة بيتا قبله: «
لقد وجدت الموت قبل ذوقه ... إن الجبان حتفه من فوقه» .
(5) كذا في ف، وفي السيرة «بفنج» .
(6) زيد من السيرة.
(7) من السيرة، وفي ف «بي» .
(8) من السيرة، ووقع في ف «صقيل» مصحفا؛ قال ابن هشام: شامة وطفيل جبلان بمكة.
(9) في السيرة «حمى» .
(10) في ف «فقعد» والتصحيح من السيرة.
اجتمعوا عنده، فقال: إني أحدثكم بحديث فاحفظوه وحدثوا من بعدكم إن الله اصطفى من خلقه خلقا- ثم تلا هذه الآية اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ «1» ، خلقا يدخلهم الجنة، وإني مصطف «2» منكم من أحب أن أصطفيه، ومؤاخ «3» بينكم كما آخى الله بين الملائكة، قم يا أبا بكر! فقام فجيء بين يديه، فقال: إن لك عندي يدا الله يجزيك بها، ولو كنت متخذا خليلا لا تخذتك خليلا، وأنت عندي بمنزلة قميصي في جسدي- وحرك قميصه، ثم قال: ادن «4» يا عمر! فدنا فقال: لقد كنت شديد الثغب «5» علينا يا أبا حفص فدعوت الله أن يعز «6» الدين بك أو بأبي جهل، ففعل الله ذلك «7» بك وكنت أحبهما «8» إلى الله، فأنت معي ثالث ثلاثة من هذه الأمة! ثم تنحى وآخى بينه وبين أبي بكر؛ ودعا عثمان بن عفان فقال: ادن يا عثمان! ادن يا أبا عمرو، فلم يزل يدنو «9» حتى ألزق «10» ركبته بركبته «11» ، ثم نظر إلى السماء فقال: سبحان الله العظيم! ثم نظر إلى عثمان فإذا إزاره محلولة «12» فزرها عليه «12» ثم قال: اجمع لي عطفي ردائك على نحرك، فإن لك شأنا عند أهل السماء، أنت ممن يرد علي الحوض [و] «13» أوداجه تشخب
__________
(1) سورة 22 آية 75.
(2) من الدر المنثور، وفي ف «مصطفى» .
(3) من الدر المنثور، وفي ف «مواخى» .
(4) في ف «إذن» خطأ.
(5) من الدر المنثور، ووقع في ف «الشخب» مصحفا.
(6) من الدر المنثور، وفي ف «يقر» .
(7) في ف «فلك» تصحيف.
(8) من الدر المنثور، وفي الأصل «أحبها» خطأ.
(9) في الأصل: يدن- كذا.
(10) في الدر المنثور «ألصق» .
(11) في الدر المنثور «بركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
(12- 12) في الأصل «فذدر عليه» كذا، والتصحيح من الدر المنثور وفيه «فزرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده» .
(13) زيد من الدر المنثور.
دما «1» ؛ ثم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال: ادن «2» يا أمين الله «3» ! يسلط «4» الله على مالك بالحق، أما! إن لك [عندي] «5» دعوة قد أخرتها، فقال: «6» خرلي «6» ، فقال «7» : أكثر الله مالك «8» ! ثم تنحى وآخى بينه وبين عثمان» .
ثم دعا «9» طلحة والزبير فقال: ادنوا «10» مني، فدنوا «11» منه، فقال: «أنتما حواري كحواري عيسى ابن مريم! ثم آخى بينهما» .
ثم دعا سعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر فقال: «يا عمار! تقتلك الفئة الباغية، ثم آخى بينهما» .
ثم دعا عميرا «12» أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال: «يا سلمان! أنت منا أهل البيت، وقد آتاك الله العلم الأول والعلم الآخر «13» ، ثم قال: ألا أنشدك «14» يا أبا الدرداء! قال: بأبي أنت وأمي «15» ! بلى، قال: إن تنقدهم فينقدوك «16» ، وإن
__________
(1) زيد بعده في الدر المنثور «فأقول» : من فعل هذا بك؟ فتقول: فلان، وذلك كلام جبريل وذلك إذ هتف من السماء: ألا إن عثمان أمير على كل خاذل» .
(2) من الدر المنثور، وفي ف «إيذن» .
(3) زيد في الدر المنثور «والأمين في السماء» .
(4) التصحيح من الدر المنثور، وفي ف «فسلوا» خطأ.
(5) زيد من الدر المنثور.
(6- 6) من الدر المنثور، وفي ف «أخرني» .
(7) زيد في الدر المنثور «حملتني يا عبد الرحمن أمانة» .
(8) زيد في الدر المنثور «وجعل يحرك يده» .
(9) في الدر المنثور «دخل» .
(10) من الدر المنثور، وفي ف «ادن» خطأ.
(11) من الدر المنثور، وفي ف «فدنيا» .
(12) في ف «مير» وليس في الدر المنثور.
(13) زيد في الدر المنثور «والكتاب الأول والكتاب الآخر» .
(14) التصحيح من الدر المنثور، وفي الأصل «أبشرك» خطأ.
(15) زيد في الدر المنثور «يا رسول الله» .
(16) من الدر المنثور، وفي الأصل «فينقدوهم» خطأ.
تتركهم لا يتركوك «1» ، فأقرضهم «2» عرضك «3» ليوم فقرك، واعلم أن الجزاء أمامك، ثم آخى بينهما؛ ثم نظر في وجوه أصحابه فقال: ابشروا وقروا عينا، فأنتم أول من يرد علي الحوض، وأنتم في أعلى الغرف؛ ونظر إلى عبد الله «4» بن عمر فقال:
الحمد لله الذي يهدي من الضلالة من أحب» .
فقال علي بن أبي طالب: يا رسول الله! ذهب روحي فانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت، فإن كان من سخطة «5» عليّ فلك العتبي والكرامة! قال: والذي بعثني بالحق! ما أخرتك إلا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي قال: يا رسول الله! ما أرث منك؟ قال: ما ورثت الأنبياء قبلي، قال: وما ورثت الأنبياء قبلك؟ قال:
كتاب الله و «6» سنة نبيهم «6» ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي «7» ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ «8» .
ومات الوليد بن المغيرة بمكة وأبو أحيحة «9» بالطائف، بلغ المسلمين «10» نعيهما؛ وولد عبد الله بن الزبير في شوال، فكبر المسلمون وكانوا يخافون أن يكون اليهود سحرت نساءهم، وكان أول مولود ولد من المهاجرين بالمدينة، وهنىء به أبو بكر والزبير، ولم ترضعه أسماء بنت أبي بكر حتى أتت به النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه
__________
(1) من الدر المنثور، وفي الأصل «لا يتركون» وزيد بعد في الدر المنثور إن تهرب منهم يدركون» .
(2) من الدر المنثور، وفي الأصل «فأقرصهم» .
(3) من الدر المنثور، وفي الأصل «عرضا» .
(4) من الدر المنثور، وفي الأصل «الرحمن» .
(5) في الدر المنثور «سخط» .
(6- 6) من الدر المنثور، وفي الأصل «بينه» خطأ.
(7) زيد في الدر المنثور «وأنت أخي ورفيقي» .
(8) سورة 15 آية 47.
(9) من الطبري والكامل لابن الأثير 2/ 85، وفي الأصل «أبو ححة» كذا.
(10) في ف «المسلمون» كذا.
ووضعه في حجره فحنكه بتمرة، فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سماه عبد الله.
ثم عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف على ستين من المهاجرين وليس فيهم من الأنصار أحد، هي أول راية عقدها «1» بالمدينة، وبعثه إلى بطن رابغ «2» ، فبلغ ثنية المرة «3» بالقرب من الجحفة، فالتقوا على «4» ماء يقال له أحياء «5» ، وأمير السرية «6» أبو سفيان بن حرب في مائتين من المشركين، فلم يكن بينهم إلا الرمي بالرمي «7» ، ثم انحاز المسلمون على رامية، وانحاز «8» من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو بن الأسود وقد قيل «9» :
عتبة بن غزوان، ثم انصرفوا من غير أن يسلوا السيوف، وقد قيل: إن المشركين أميرهم كان مكرز بن حفص بن الأخيف «10» ، وكان حامل اللواء لعبيدة بن الحارث مسطح بن أثاثة.
ثم عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء لحمزة بن عبد المطلب في ثلاثين راكبا كلهم من المهاجرين، بعثه إلى ساحل البحر من قبل العيص من أرض الجهينة ليتعرض
__________
(1) وقال ابن الأثير «وقال بعضهم: كان لواء أبي عبيدة أول لواء عقده وإنما اشتبه ذلك لقرب بعضها ببعض» .
(2) من معجم البلدان، وفي الأصل «رافع» .
(3) من معجم البلدان، وفي الأصل «المر» .
(4) من معجم البلدان، وفي ف «عمل» كذا.
(5) في معجم البلدان «الأحياء جمع حي، من أحياء العرب، أوحى ضد الميت، قال ابن إسحاق: غزا عبيدة بن الحارث بن المطلب الأحياء، وهو ماء أسفل من ثنية المرة ... » .
(6) في ف «السيرية» خطأ.
(7) في الكامل 2/ 52 «فكان بينهم الرمي دون المسايفة» .
(8) قال ابن الأثير في الكامل «وكان المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان مسلمين وهما بمكة، فخرجا مع المشركين يتوصلان بذلك، فلما لقيهم المسلمون انحازا إليهم» .
(9) وقع في المطبوع «قتل» خطأ.
(10) من الكامل، وفي ف «الأحنف» خطأ، ضبطه ابن الأثير بالخاء المعجمة والياء المثناة من تحتها.
لعير «1» قريش، فلقي أبا جهل بن هشام في ثلاثمائة راكب من أهل مكة، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان حليفا للفريقين، فانصرف الفريقان من غير قتال «2» ، وكان حامل لواء حمزة يومئذ أبو مرثد.
ثم بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة وهي بنت تسع على رأس ثمانية أشهر من هجرته وذلك في شوال، وكان تزوج بها بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين وهي ابنة ست، فأهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم «3» ومعه البهاء، ولم يزوج من النساء بكرا غيرها.
ثم عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء لسعد بن أبي وقاص في عشرين رجلا يريد العير في ذي القعدة، فخرجوا على أقدامهم فكانوا يكفون بالنهار ويسيرون بالليل حتى أصبحوا لحرار صبح خامسة وقد سبقهم العير قبل ذلك بيوم فانصرفوا، وكان حامل اللواء يومئذ لسعد «4» المقداد بن عمرو.
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو قيس بن الأسلت «5» فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام، فقال: ما أحسن ما تدعو إليه! انظر في أمري ثم أعود إليك، فلقيه عبد الله بن أبي فقال: كرهت والله حرب الخزرج! فقال أبو قيس: لا أسلم سنة «6» ، فمات في ذي الحجة «7» .