[عمرة القضية]
,
ثم استبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في بعث أسامة - وهو في وجعه - فخرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر، وكان المنافقون قد قالوا في إمارة أسامة: أمر غلاما حدثا على جلة المهاجرين والأنصار. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا. وخرج عاصبا رأسه - وكان قد بدأ به الوجع - فصعد المنبر " فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، أنفذوا بعث أسامة، فلئن طعنتم في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه. وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة. وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان أبوه لمن أحب الناس إلي. وإن هذا لمن أحب الناس إلي من بعده " ثم نزل.
_________
(1) ولأن المسلمين اجتمعوا له في الحج. فعلمهم شرائع الإسلام في خطبه أيام الحج، ووادعهم فيها. إذ كان يكرر القول " لعلكم لا تلقوني بعد عامكم هذا ".
وانكمش الناس في جهازهم. فاشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه. وخرج أسامة بجيشه، فعسكر بالجرف، وتتام إليه الناس. فأقاموا لينظروا ما الله تبارك وتعالى قاض في رسوله صلى الله عليه وسلم.
[مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم]