,
...
المبحث التاسع عشر: في سرية مُؤْتَة.
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: في تأريخها وتعيين الأمراء لجيش مؤتة.
138- وقال الواقدي: حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان واستعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال: " إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس، فإن قتل فليرتض1 المسلمون منهم رجلاً فيجعلوه عليهم"2.
139- أخرج الطبراني عن ابن شهاب قال: ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى مؤتة3 وأمَّر4 عليهم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر
__________
1 اصطلح الناس وارتضوا خالد بن الوليد، ذكر ذلك ابن إسحاق (ابن هشام 2/ 379- 380) ، وانظر: دلائل البيهقي (4/ 364) ، والبداية والنهاية (4/ 245) .
وقال ابن هشام: "فأما الزهري فقال فيما بلغنا عنه: أمر المسلمون عليهم خالد بن الوليد ففتح الله عليهم، وكان عليهم حتى قفل إلى النبي صلى الله عليه وسلم". (ابن هشام: 2/ 383) .
2 سبل الهدى والرشاد للشامي (6/ 144) ، وسنده ضعيف. وقد استقرأت مغازي الواقدي، فلم أجده.
3 مؤتة: - بضم الميم وسكون الواو بغير همز - لأكثر الرواة، وبه جزم المبرد، ومنهم من همزها وبه جزم الجوهري وابن فارس. فتح الباري (7/ 510) ، وانظر: الصحاح للجوهري (1/ 268) ومجمل اللغة لابن فارس (2/ 819) .
ثم قال ابن حجر: "وأما الموتة التي ورد الاستعاذة منها وفسرت بالجنون فهي بغير همز، الفتح (7/ 510) ، وهي الآن تقع شرق الأردن على مسيرة أحد عشر كيلاً جنوب الكرك، إذا سرت من معان إلى عَمَّان كانت مؤتة على يسارك إذا كنت في منتصف المسافة، وقربها مكان يدعى المزار، وفيها قبر جعفر رضي الله عنه. انظر: معجم المعالم الجغرافية للبلادي (304) "، والمعالم الأثيرة (237) .
4 قوله: وأمر عليهم: ورد ما يشهد له من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه عند البخاري في صحيح انظر:
ابن أبي طالب أميرهم، فان أصيب جعفر، فعبد الله بن رواحة أميرهم، فانطلقوا حتى لقوا ابن أبي سبْر ة الغساني بمؤته وبها جموع من نصارى
__________
(صحيح البخاري مع الفتح 7/ 510 رقم 4261) ومن رواية أبي قتادة عند أحمد في المسند (37/ 244 رقم [22551] أرناؤوط) ، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 512) ، والنسائي في فضائل الصحابة (43- 44) حديث رقم (145) ، وابن حبان في صحيحه (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان 15/ 522، حديث رقم (7048) ، والطبراني في تاريخه (3/ 41- 42) ، والبيهقي في الدلائل (4/ 367) ، وقد كان عدد جيش المسلمين ثلاثة آلاف، ذكر ذلك عروة في مغازيه. انظر: دلائل البيهقي (4/ 363) ، وابن هشام (2/ 373) ، وقد قال الألباني في تعليقه على فقه السيرة للغزالي (ص: 396) "سنده صحيح".
ويشهد له أيضاً ما رواه الإمام أحمد في المسند (3/ 278 رقم [1750] أرناؤوط) من رواية عبد الله بن جعفر والنسائي (5/ 180) رقم (8604) ، والطبراني في الكبير (2/ 105- 106 رقم (1461) .
والواقدي في المغازي (2/ 756) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 128) ، ونقل ابن عساكر عن الوليد بن مسلم قال: وأخبرني سعيد بن عبد العزيز وغيره: أنهم كانوا ستة آلاف من المهاجرين والأنصار وغيرهم. تاريخ دمشق قسم السيرة (2/ 9) ، أما الروم ومن معهم من قبائل العرب فقد كان عددهم مائة ألف. انظر: مغازي الواقدي (2/ 760) ، وطبقات ابن سعد (2/ 129) .
قال ابن كثير: "وقيل: كان الروم مائتي ألف ومن عداهم خمسون ألفاً، وأقل ما قيل: إن الروم كانوا مائة ألف، ومن العرب خمسون ألفاً". البداية والنهاية (4/ 242) .
العرب والروم، وبها تَنُوخ1، وبَهْراء2، فأغلق ابن أبي سبرة دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام، ثم خرجوا فالتقوا على زرع أخضر، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وأخذ اللواء زيد بن حارثة فقتل، ثم أخذه جعفر فقتل، ثم أخذه ابن رواحة فقتل، ثم اصطلح3 المسلمون بعد أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد فهزم4 الله العدو، وأظهر المسلمون، وبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى5.
__________
1 تنوخ: هي من اليمن، وقد اختلف النسابون فيه، والأكثر أنهم من قضاعة، انظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم (453) ، وتاريخ ابن خلدون (2/ 248) ، ونهاية الأرب للقلقشندي (178) ، ومعجم قبائل العرب لكحالة (1/ 134) .
2 بهراء: هو بهراء بن عمرو بن الحافي بن قضاعة، انظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم (440) ، ونهاية الأرب للقلقشندي (172) ، ومعجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة (1/ 110) .
3 اصطلاح المسلمين على خالد ذكره موسى بن عقبة في مغازيه (انظر: البيهقي في الدلائل 4/ 365، والواقدي في مغازيه 2/ 764، وابن سعد في الطبقات 2/ 129) .
4 ورد عند البخاري رقم (3063) من حديث أنس مرفوعاً ما يشهد لذلك، فقد جاء فيه: ( ... ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح الله عليه) .
5 مجمع الزوائد للهيثمي (6/ 160) ، ثم قال: رواه الطبراني ورجاله ثقات، وقد استقرأت معاجم الطبراني المطبوعة فلم أجده، فلعله في الأجزاء المفقودة من الكبير.
وقد كانت هذه السرية في جمادى الأولى سنة ثمان: ذكر ذلك عروة بن الزبير، انظر: دلائل البيهقي (4/ 359) ، وابن إسحاق (ابن هشام 2/ 373) ، والطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 128) ، وعيون الأثر لابن سيد الناس (2/ 208) ، والبداية والنهاية (4/ 241) .
وذكر ابن عبد البر في الدرر: أنها في جمادى الآخرة.
وقد ذكر ابن حجر في الفتح (7/ 511) : أن خليفة بن خياط ذكرها في تاريخه سنة سبع، والذي في تاريخ خليفة (86- 87) أنها في سنة ثمان في جمادى الأولى.
,
140- قال أبو نعيم: حدثنا فاروق1 بن عبد الكبير، حدثنا زياد2 بن الخليل، حدثنا إبراهيم3، حدثنا محمد4 بن فليح، ثنا موسى ابن عقبة عن ابن شهاب قال: زعموا أن ابن رواحة بكى حين أراد الخروج إلى مؤتة، فبكى أهله حين رأوه يبكي، فقال: والله ما بكيت جزعاً من الموت، ولا صبابة5 لكم، ولكني بكيت من قول الله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إلاّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً} 6 فأيقنت أني واردها
__________
1 هو: فاروق بن عبد الكبير بن عمر، المحدث المعمر، مسند البصرة، أبو حفص الخطابي البصري، قال عنه الذهبي: "وما به بأس، بقي إلى سنة إحدى وستين وثلاثمائة". السير (16/ 140- 141) .
2 هو: زياد بن الخليل التستري، قال الخطيب: وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به، انظر: تاريخ بغداد (8/ 481- 482) .
3 هو: الحزامي صدوق تقدم.
4 صدوق يهم، تقدم.
5 الصبابة: الشوق، أو رقته، أو رقة الهوى، القاموس (صبب) .
6 سورة مريم، آية (71) .
ولم أدر أأنجو منها أم لا1.
__________
1 الحلية (1/ 165) تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا.
وقصة بكاء ابن رواحة أخرجها ابن إسحاق من طريق عروة بن الزبير، انظر: ابن هشام (2/ 373) ، ودلائل البيهقي (4/ 358- 360) ، وأخرجها ابن عساكر من طريق موسى بن عقبة نحوه، انظر: تاريخ دمشق قسم السيرة (2/ 12) .
المبحث العشرون: في إرسال النبي صلى الله عليه وسلم سرية إلى إِضَم وقتلهم رجلاً بعد إسلامه.
141- قال ابن شبة1: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار2، قال: حدثنا الوليد بن مسلم3 قال: حدثنا عبد الله بن زياد بن سمعان4 وغيره عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الله بن موهب5 عن قبيصة بن ذؤيب الكعبي6 قال:
__________
1 تاريخ المدينة (2/ 449) .
2 أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر، بضم الموحدة وسكون المهملة، يكنى أبا الوليد البسري، صدوق تكلم فيه بلا حجة، من العاشرة، ت سنة ثمان وأربعين، ت ق، التقريب (81) .
3 الوليد بن مسلم القرشي مولاهم، أبو العباس الدمشقي، ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع - أول سنة خمس - وتسعين، ع. التقريب (584) .
4 هو: عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي، أبو عبد الرحمن المدني، قاضيها، متروك، اتهمه بالكذب أبو داود وغيره، من السابعة، مد ق، التقريب 303.
5 هو عبد الله بن موهب الشامي، أبو خالد، قاضي فلسطين لعمر بن عبد العزيز، ثقة لكنه لم يسمع من تميم الداري، من الثالثة، ع، التقريب 325.
6 هو قبيصة بن ذؤيب - بالمعجمة، مصغر - ابن حلحلة - بمهملتين، بينهما لام ساكنة - الخزاعي، أبو سعيد، أو أبو إسحاق المدني، من أولاد الصحابة، وله رؤية مات سنة بضع وثمانين، ع، التقريب 435.
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية1 فلقوا المشركين بإضم2 أو قريب منه، فهزم الله المشركين وغشي محلّم بن جثامة الليثي3 عامر بن الأضبط الأشجعي4، فلما لحقه قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فلم ينته بكلمته حتى قتله، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى محلم فقال: "أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ " فقال: يا رسول الله إن كان قالها فإنما يعوذ بها وهو كافر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا ثقبت عن قلبه؟ " قال: يريد - والله أعلم - إنما كان يعرب عن القلب واللسان، قال ابن سمعان: وإنه قتله محلم رغبة في سلاحه، وفيه نزلت هذه الآية: {ولا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ
__________
1 كانت هذه السرية قبل فتح مكة؛ انظر: (ابن هشام 2/626) وقال الواقدي: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث هذه السرية حين خرج لفتح مكة في شهر رمضان، وكانوا ثمانية نفر". المغازي (1/6) و (2/796) وتاريخ الطبري (3/36) .
2 إِضَم: - بكسر الهمزة وفتح الضاد المعجمة - سمي الوادي إضماً لتضام السيول عنده، حيث تجتمع سيول أودية: بطحان وقناة والعقيق، وتكون مسيلاً واحداً يصل إلى البحر الأحمر بين الوجه وأملج. المعالم الأثيرة (29) .
3 هو: محلّم بن جثامة بن قيس الليثي أخو الصعب بن جثامة ... قال ابن عبد البر: يقال: إنه الذي قتل عامر بن الأضبط، وقيل: إن محلماً غير الذي قتل، وأنه نزل حمص ومات بها أيام ابن الزبير. ويقال: إنه الذي مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودفن فلفظته الأرض مرة بعد أخرى. الإصابة (3/ 369) .
4 هو: عامر بن الأضبط الأشجعي ... ذكره ابن شاهين وغيره، وساق قصة تدل على أنه قتل حين أسلم قبل أن يلقى النبي صلى الله عليه وسلم. الإصابة (2/ 247) .
لستَ مؤمناً} 1 قال الوليد: وأنبأنا أبو سعيد فكان يحدثنا أنه سمع الحسن يقول: إنما نزلت هذه الآية في قتل مرداس الفدكي2.
__________
1 سورة النساء، الآية (94) .
2 الحديث ضعيف من هذه الطريق، من أجل عبد الله بن زياد، لكن قد ورد الحديث من غير طريق الزهري، فقد أخرجه ابن إسحاق (ابن هشام 2/ 626) عن عبد الله بن أبي حدود.
ومن طريقه أخرجه أحمد في المسند (39/ 319، رقم: [23881] أرناؤوط) ، والطبري في تفسيره رقم (10212) تحقيق: شاكر، وسنده حسن، فقد صرح ابن إسحاق فيه بالتحديث، كما في السيرة النبوية ومسند أحمد، أما عند الطبري فقد ذكره بالعنعنة.
وأخرجه الطبري أيضاً برقم (10211) من طريق ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر، وفيه عنعنة ابن إسحاق.
وقد أخرج البيهقي من طريق شعيب عن الزهري عن عبد الله بن موهب عن قبيصة نحوه، إلا أنه لم يسم محلماً ولا عامراً وستأتي هذه الرواية.
وأما قوله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} فقد اختلف في سبب نزولها فقد ذكر البخاري في الصحيح رقم (4591) من حديث ابن عباس قال: "كان رجل في غُنيمة له فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته، فأنزل الله في ذلك إلى قوله: {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ".
وأخرجه أحمد في المسند (3/ 320، رقم 2023 ورقم 2462) تحقيق شاكر، وقال: "إسناده صحيح".
وأخرجه أيضاً الترمذي في السنن (5/ 240) رقم (3030) ، وقال: هذا حديث
__________
حسن. وانظر: صحيح سنن الترمذي للألباني (3/ 40 رقم 2426) ، وحكم عليه بالصحة. وأخرجه الحاكم أيضاً في المستدرك (2/ 235) وصححه.
وروى البزار من طريق حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في سبب نزول هذه الآية قصة أخرى، قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير، فقال له: أشهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كيف لك بلا إله إلا الله غداً. وأنزل الله هذه الآية". الفتح (8/ 258) وهذه القصة يمكن الجمع بينها وبين التي قبلها بالتعدد.
قال الحافظ ابن حجر: "ويستفاد منها تسمية القاتل، وأما المقتول فروى الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وأخرجه عبد بن حميد من طريق قتادة نحوه، واللفظ للكلبي أن اسم المقتول مرداس بن نهيك من أهل فدك، وأن اسم القاتل: أسامة بن زيد". الفتح (8/ 258) .
قلت: قد أخرج البخاري في صحيحه مع الفتح (7/ 517) رقم (4269) من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحُرَقَة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته. فلما قدما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ " قلت: كان متعوذاً. فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم".
وهذه السرية كانت في رمضان سنة سبع كما ذكر ابن حجر في الفتح (7/258) وكان أميرها غالب بن عبد الله الليثي، وقتل أسامة لهذا الرجل في هذه السرية يدل على تعدد القصة. والله أعلم.
142- قال البيهقي: أخبرنا أبو القاسم1 عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن، قال: أخبرنا أبو بكر محمد2 بن أحمد بن خَنْب، قال: حدثنا محمد3 بن إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا أيوب4 بن سليمان ابن بلال، قال: حدثنا أبو بكر5 بن أبي أويس، قال: حدثنا سليمان بن بلال6، عن محمد7 بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب (ح) . وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس محمد بن
__________
1 لم أجد له ترجمة.
2 هو: أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب بن أحمد الدهقان، قال عنه الذهبي في السير (15/ 523- 524) : لا بأس به، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (1/ 296) .
3 هو: محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، أبو إسماعيل الترمذي، نزيل بغداد، ثقة حافظ، لم يتضح كلام أبي حاتم فيه، من الحادية عشرة، مات سنة ثمانين. ت س. التقريب 468.
4 أيوب بن سليمان بن بلال القرشي المدني، أبو يحيى ثقة، لينه الساجي بلا دليل، من التاسعة، مات سنة 124 هـ، خ، د، س، ت، التقريب 118.
5 هو عبد الحميد بن عبد الله بن أويس الأصبحي، مشهور بكنيته كأبيه، ثقة من التاسعة، مات سنة 202هـ، خ، م، ت، س، التقريب 333.
6 هو سليمان بن بلال التيمي مولاهم، أبو محمد وأبو أيوب المدني، ثقة، من الثامنة، مات سنة 177 هـ- ع، التقريب 250
7 هو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق: محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي، المدني، مقبول، من السابعة، خ، د، ت، س، التقريب 490.
يعقوب، قال: حدثنا محمد بن أسامة قال: حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال: حدثنا عبد الله بن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب قال: أغار رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية من المشركين فانهزمت، فغشي رجل من المسلمين رجلاً من المشركين - وهو منهزم - فلما أراد أن يعلوه بالسيف قال الرجل: لا إله إلا الله، فلم ينزع عنه حتى قتله، ثم وجد في نفسه من قتله، فذكر حديثه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فهلاّ نقّبت عن قلبه؟ " يريد أن يعبر عن القلب اللسان، فلم يلبثوا إلا قليلاً حتى توفي ذلك الرجل القاتل، فدفن فأصبح على وجه الأرض، فجاء أهله فحدثوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ادفنوه" فأصبح على وجه الأرض، فجاء أهله فحدثوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ادفنوه" فدفنوه، فأصبح على وجه الأرض، فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثوه ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأرض قد أبت أن تقبله، فاطرحوه في غار من الغيران"1.
__________
1 الدلائل (4/309) بسند صحيح.
وأخرج نحوه ابن إسحاق فقال: وحدثني من لا أتهم عن الحسن البصري، فذكر نحوه، وأخرجه الطبري في تفسيره رقم (10211) تحقيق شاكر، متصلاً من طريق ابن إسحاق، ولكن فيه عنعنة ابن إسحاق، وأخرج نحوه البيهقي في الدلائل (4/310) من طريق يونس بن بكير عن البراء بن عبد الرحمن الغنوي عن الحسن مرسلاً.