وأعقب رجوعه عليه السلام خروج قريش بأعظم عير لها، فقد جمعوا فيها أموالهم حتى لم يبق بمكة قرشي أو قرشية لها مثقال فصاعدا إلا بعث به في تلك العير، وكان يرأسها أبو سفيان بن حرب «2» ومعه بضعة وعشرون رجلا، فخرج لها الرسول في جمادى الأولى، ومعه مائة وخمسون من المهاجرين، واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد، وحمل لواءه عمه حمزة، ولم يزل سائرا حتى بلغ العشيرة فوجد العير قد مضت، وحالف عليه الصلاة والسلام في هذه الغزوة بني مدلج وحلفاءهم، ثم رجع عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ينتظر هذه العير حينما ترجع.