ولما جاء الموسم تعرّض رسول الله لنفر منهم يبلغون الستة، وكلّهم من الخزرج وهم أسعد بن زرارة «1» ، وعوف بن الحارث من بني النجار، ورافع بن مالك من بني زريق، وقطبة بن عامر من بني سلمة، وعقبة بن عامر من بني حرام، وجابر بن عبد الله من بني عبيد بن عدي، ودعاهم إلى الإسلام وإلى معاونته في تبليغ رسالة ربه، فقال بعضهم لبعض: إنه للنّبيّ الذي كانت تعدكم به يهود فلا يسبقنّكم إليه، فامنوا به وصدّقوه، وقالوا: إنّا تركنا قومنا بينهم من العداوة ما بينهم، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك، ووعدوه المقابلة في الموسم المقبل، وهذا هو بدء الإسلام لعرب يثرب.