ثم تحوّل عليه الصلاة والسلام إلى المدينة والأنصار محيطون به متقلدي سيوفهم، وهنا حدّث ولا حرج عن سرور أهل المدينة، فكان يوم تحوّله إليهم يوما سعيدا لم يروا فرحين بشيء فرحهم برسول الله، وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن:
طلع البدر علينا ... من ثنيّات الوداع «1»
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع
وكان الناس يسيرون وراء رسول الله ما بين ماش وراكب يتنازعون زمام ناقته كلّ يريد أن يكون نزيله.