وكان أول من امن به من النساء، بل أول من امن به على الإطلاق زوجه السيدة خديجة- رضي الله عنها- ومن تأمل في حديث بدء الوحي الذي سقته انفا لا يشك في هذا، وكانت وزيرة صدق للنبي، ومسرّية عنه ما يجده من قومه، لا يسمع شيئا يكرهه من ردّ عليه، وتكذيب له، فيحزنه ذلك إلا فرّج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته، وتخفف عنه، وتصدقه، وتهوّن عليه أمر الناس، وهكذا كانت تصل إلى شغاف قلبه بعطفها، وحبها، وتزيل عنه اثار الأذى بيديها، وتمسح ما عسى أن يكون علق بنفسه من الناس بحديثها المؤمن العذب.