في ربيع الاخر أو جمادى الأولى من سنة عشر أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام، فإن استجابوا فاقبل منهم، وإن لم يفعلوا فقاتلهم، فخرج خالد حتى قدم إليهم ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا، فأقام فيهم خالد يعلمهم الإسلام وكتاب الله، وسنة نبيه، ثم أرسل إلى رسول الله كتابا يخبره خبرهم، فكتب إليه أن يبشرهم وينذرهم وأن يقبل، ويقبل معه وفدهم.
فأقبل خالد ومعه وفدهم، منهم قيس بن الحصين، فكلّمهم وسألهم: «بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية» ؟ قالوا: إنا كنا نجتمع ولا نتفرق، ولا نبدأ أحدا بظلم، قال «صدقتم» ، ثم أمّر عليهم قيس بن الحصين وعادوا إلى قومهم في شوال أو صدر ذي القعدة.