561- بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى بنى مرة من فدك بشير بن سعد فى ثلاثين راكبا، فاستاق نعم بنى مرة، فقاتلوه، وقتلوا كل من معه، واستمر هو على القتال فقاتل وحده قتالا شديدا، ثم أوى إلى فدك، ونزل عند رجل يهودى، وكان غريبا أنه لم يغدر به، ثم كر راجعا إلى المدينة المنورة.
وقد بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لبنى مرة هؤلاء غالب بن عبد الله ليقتص للذين قتلوهم من المؤمنين، وليفلوا شوكتهم.
وكان معه عدد من الصحابة فيهم أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنه وغيرهم، وقد اقتصوا لمن قتلوا من المسلمين، وكان مما حدث أن قتل أسامة بن زيد رجلا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله،
فقد قالوا أنه قتل مرداس بن نهيك حليف بنى مرة، وقال عندما علاه بالسيف: لا إله إلا الله. فلامه الصحابة على ذلك، حتى سقط فى يده وندم على ما فعل.
ولما قدموا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال له: يا أسامة من لك بلا إله إلا الله؟
فقال: يا رسول الله إنما قالها تعوذ بها من القتل. قال: فمن لك يا أسامة بلا إله إلا الله، فوالذى بعثه بالحق مازال يرددها حتى تمنيت أن ما مضى من إسلامى لم يكن، وإنى قد أسلمت يومئذ ولم أقتله، وقال:
إنى أعطى الله عهدا ألا أقتل رجلا، يقول لا إله إلا الله أبدا.
مضى غالب بن عبد الله بما معه يقتص من الذين قتلوا المؤمنين، وتتبعهم حتى خضد شوكتهم، وولوا الأدبار ولم يعد لهم قوة فى الأرض يستطيعون أن يعيثوا بها فى الأرض فسادا.
وكان مع رحلة غالب هذا فى البلاد يتتبع جيوب اليهود، حتى صار على مقربة من مكة المكرمة وقد طهر كل جيوب اليهود، وأدب الأعراب حتى استقامت أمورهم.