559- أورد الواقدى أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعث عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى ثلاثين رجلا إلى بعض أرض هوازن وراء مكة المكرمة بأربعة أميال، أى أنها على مقربة من مكة المكرمة، ولقد كان عمر رضى الله عنه من أعرف الناس بالعرب طبعا وخلقا، وهو ذو الفراسة القوية، والبصيرة النافذة المدركة.
ويظهر أنه كان ذاهبا إلى هذه الجهة ليتعرف ويتخبر، لا ليقاتل فقط.
ومهما يكن فقد سار الفاروق ومعه دليل من بنى هلال، وكان يسير ليلا ويكمن نهارا، وهو يتعرف ما أمامه، وما وراءه حتى وصل إلى بعض هوازن فهربوا من لقائه ومن معه.
عاد عمر أدراجه من غير قتال، ولكنه عاد بزاد من المعرفة عن مكة المكرمة وما حولها، وقد أشار عليه أصحابه أن يذهب إلى خثعم، ولكنه أبى، لأن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لم يأمره بالذهاب إليهم، وهو يصدر عن أمر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم.