347- وفي شوال من هذه السنة عقد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لعبيدة بن الحارث لواء أبيض، وأمره بالسير إلى بطن رابغ، فى ستين من المهاجرين ليس فيهم أنصارى.
التقت هذه السرية بمشركى قريش وكانت عدتهم مائتين، عليهم أبو سفيان صخر بن حرب.
وقد كان اللقاء عند ماء يقال له الأخياء حيث كان المشركون، والمؤمنون قد بلغوا ثنية المرة ولم يكن بينهم قتال، ولكن كان بينهم رمى بالسهام.
ولقد رمى سعد بن أبى وقاص الذى كان في هذه السرية وإن لم يكن قائدها فقد رمى بسهم، فكان أوّل سهم رمى به في الإسلام.
هذا هو الترتيب الذى ذكره الواقدى في ترتيب السرايا، فذكر أن سرية حمزة كانت أولا، وأنها كانت أوّل سرية، وتليها سرية عبيدة بن الحارث.
ولكن ابن إسحاق يذكر أن أوّل راية السرية كانت سرية عبيدة بن الحارث، لا سرية حمزة، ويقول في ذلك: (وبعض الناس يقول راية حمزة أوّل راية عقدها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لأحد من المسلمين، ذلك أن بعثة حمزة وبعثة عبيدة كانتا معا فشبه ذلك على الناس) .
هذا ما ذكره ابن إسحاق، ولكن الواقدى لا يذكر أنهما كانا معا، بل يذكر أن واحدة كانت في الشهر السابع بعد الهجرة، وهى سرية حمزة، والثانية كانت في الشهر الثامن بعدها وهى بعثة عبيدة.
وهناك اختلاف آخر بين رواية الواقدى ورواية ابن إسحاق، فالواقدى يقول إن حمزة التقى بأبى جهل، وابن إسحاق يقول، إنه التقى بعكرمة بن أبى جهل.
وابن كثير يظهر من لحن قوله أنه يرى رواية الواقدى أثبت على ما سنبين إن شاء الله تعالى.