ثم كانت سرية علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه إلى بني سعد بن بكر [ (5) ]
__________
[ (1) ] كذا في (خ) و (ط) وفي (الواقدي) ج 2 ص 561 «ما يقضى» .
[ (2) ] السنين جمع سنة، وهي القحط والجدب.
[ (3) ] أي مختلفين المتباعدين، إشارة إلى قوله تعالى: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ من الآية 65/ الأنعام.
[ (4) ] هكذا رسم هذه الكلمة في (خ) والسياق مستقيم بدونها وحذفها أولى.
[ (5) ] في (خ) «بني عبد اللَّه سعد بن بكر» والّذي أثبتناه من: (الواقدي) ج 2 ص 562، و (ابن سعد) ج 2 ص 89.
وكانوا بفدك [ (1) ] في شعبان منها، ومعه مائة رجل. وقد أجمعوا [يعني بني سعد ابن بكر] [ (2) ] على أن يمدوا يهود خيبر. فسار ليلا وكمن نهارا، حتى [إذا] [ (2) ] انتهى إلى ماء بين خيبر وفدك يقال له: الهمج، وجد عينا لبني سعد قد بعثوه إلى خيبر- لتجعل لهم يهود من ثمرها كما جعلوا لغيرهم، حتى يقدموا عليهم- فدلهم على القوم بعد ما أمّنوه. فسار عليّ حتى أغار على نعمهم وضمّها، وفرّت رعاتها فأنذرت القوم. وقد تجمّعوا مائتي رجل، وعليهم وبر بن عليم [ (3) ] ، فتفرقوا. وانتهى عليّ بمن معه فلم ير منهم أحدا، وساق النّعم: وهي خمسمائة بعير وألفا شاة، فعزل الخمس وصفىّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لقوحا تدعى (الحفذة) [ (4) ] ، ثم قسم ما بقي، وقدم المدينة.
سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة [ (5) ] ، وسببها
ثم كانت سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر الفزارية، بناحية وادي القرى: على سبع ليال من المدينة، في رمضان سنة ست، وسببها أن زيدا خرج في تجارة إلى الشام، [ومعه بضائع لأصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم] [ (6) ] ، فخرج عليه- دوين وادي القرى- ناس من بني بدر من فزارة فضربوه، ومن معه حتى ظنوا أنهم قتلوه، وأخذوا ما كان معه، ثم تحامل حتى قدم المدينة. فبعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في سرية إلى بني فزارة، فكان يكمن نهاره ويسير ليله، ونذرت بهم بنو بدر فاستعدّوا، فلما كان زيد ومن معه على مسيرة ليلة أخطأ بهم دليلهم الطريق، حتى صبحوا القوم فأحاطوا بهم، فقتل سلمة بن الأكوع رجلا منهم، وأخذ [سلمة بن] [ (7) ] سلامة بن وقش، [ويقال: بل سلمة بن الأكوع، واسم
__________
[ (1) ] فدك: قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة. (معجم البلدان) ج 4 ص 238.
[ (2) ] زيادة للبيان والإيضاح.
[ (3) ] في (خ) «وبرب عليم» والتصويب من: (ابن سعد) ج 2 ص 90 و (الواقدي) ج 2 ص 562.
[ (4) ] كذا في (خ) ، و (ابن سعد) ج 2 ص 90 وفي (الواقدي) ج 2 ص 563: «الجفدة» مضبوطة.
[ (5) ] قال (الميداني) في (مجمع الأمثال) ج 2 ص 323: قال الأصمعي: هي امرأة فزارية، وكانت تحت مالك بن حذيفة بن بدر وكان يعلّق في بيتها خمسون سيفا لخمسين فارسا كلهم محرم» ذكره تعليقا على المثل رقم 164 وهو: «أمنع من أمّ قرفة» وفي (جمهرة الأمثال) (لأبي هلال العسكري) : رقم 1244 «أعزّ من أم قرفة» ج 2 ص 66.
[ (6) ] زيادة للبيان والإيضاح من (ابن سعد) ج 2 ص 90.
[ (7) ] زيادة لا بد منها.
الأكوع سنان] ، جارية بنت مالك بن حذيفة بن بدر وأمّها أمّ قرفة: فاطمة بنت ربيعة بن بدر، وغنموا. ثم قدموا المدينة، فقرع زيد بن حارثة الباب، فقام إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يجرّ ثوبه عريانا حتى اعتنقه وقبّله، وساءله، فأخبره بما ظفّره اللَّه.
وقتل في هذه السرية عبد اللَّه بن مسعدة، وقيس بن النعمان بن مسعدة بن حكمة بن مالك [بن حذيفة] [ (1) ] بن بدر، أحد بني قرفة. وأم قرفة قتلها قيس ابن المحسر [اليعمري] [ (2) ] قتلا عنيفا: ربط بين رجليها حبلا، ثم ربطها بين بعيرين [ثم زجرهما فذهبا فقطعاها] [ (3) ] وهي عجوز كبيرة. فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم برأسها فدير به في المدينة ليعلم قتلها، ويصدق
قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في قوله لقريش: «أرأيتم إن قتلت أمّ قرفة؟ فيقولون: أيكون ذلك؟»
وكان زوجها مالك بن حذيفة ابن بدر. وأخذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من سلمة بن الأكوع ابنة أم قرفة، فوهبها لحزن ابن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وهي مشركة وهو مشرك، فولدت له عبد الرحمن بن حزن، وكانت جميلة.
سرية عبد اللَّه بن رواحة إلى أسير بن زارم اليهودي بخيبر
ثم كانت سرية أميرها عبد اللَّه بن رواحة إلى أسير بن زارم [ (4) ] بخيبر، وكان من يهود، في شوال سنة ست. وكان قد بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قبل ذلك في رمضان في ثلاثة نفر ينظر إلى خيبر وما تكلم به يهود، فوعى ذلك وعاد بعد إقامة ثلاثة أيام، فقدم لليال بقين منه، فأخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بما ندبه إليه.