ثم كانت سرية زيد بن حارثة إلى القردة [ (5) ]- وهي أول سرية خرج زيد (ابن حارثة) [ (6) ] فيها أميرا، سار لهلال جمادى الآخرة على رأس سبعة وعشرين شهرا- يريد صفوان بن أمية وقد نكب [ (7) ] عن الطريق- وسلك على جهة العراق يريد الشام بتجارة فيها أموال لقريش، خوفا من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يعترضها. فقدم نعيم بن مسعود الأشجعي على كنانة بن أبي الحقيق في بني النضير فشرب معه، ومعهم سليط بن النعمان [ (8) ] يشرب، ولم تكن الخمر قد حرّمت، فذكر نعيم خروج صفوان في عيره وما معهم من الأموال، فخرج (سليط) [ (9) ] من ساعته وأخبر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأرسل زيد بن حارثة في مائة راكب فأصابوا العير وأفلت أعيان القوم. فقدموا بالعير فخمسها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فبلغ الخمس عشرين ألف
__________
[ (1) ] في (خ) «نجران» في كل المواضع.
[ (2) ] في (خ) «أغد» وأغذّ السير: أسرع.
[ (3) ] أرسله: أطلقه.
[ (4) ] كذا في (خ) وفي (الواقدي) ليال ج 1 ص 197.
[ (5) ] القردة: بالتحريك، ماء أسفل مياه الثلبوت بنجد في الرّمّة لبني نعامة (معجم البلدان) ج 4 ص 333.
[ (6) ] زيادة من (الواقدي) ج 1 ص 197، ومن (الطبري) ج 2 ص 492.
[ (7) ] نكب: عدل.
[ (8) ] زعم محقق (ط) أنه لم يجد «سليط بن النعمان» هذا في الصحابة، وأنه لم يجد الخبر!! ونقول:
هذا الخبر بتمامه في: (المغازي للواقدي) ج 1 ص 198- 199، و (البداية والنهاية لابن كثير) ج 4 ص 4- 5.
[ (9) ] زيادة للإيضاح.
إمتاع الأسماع ج 1 م 5.
درهم، وقسم ما بقي على أهل السرية، وكان فيمن أسر فرات بن حيان [ (1) ] فأسلم.