ثم كانت غزوة بني سليم ببحران [ (1) ] من ناحية الفرع، خرج صلّى اللَّه عليه وسلّم في السادس من جمادى الأولى على رأس سبعة وعشرين شهرا في ثلاثمائة رجل، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، ولم يظهر وجها، فأغذ [ (2) ] السير، حتى إذا كان دون بحران [ (1) ] بليلة لقي رجلا من بني سليم فأخبره أن القوم افترقوا، فحبسه مع رجل وسار حتى ورد بحران [ (1) ] وليس بها أحد، فأقام أياما ورجع ولم يلق كيدا، وأرسل [ (3) ] الرجل. فكانت غيبته عشر ليالي [ (4) ] .
,
ثم خرج صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى غزاة قرارة الكدر، للنصف من المحرم، على رأس ثلاثة وعشرين شهرا من هجرته في قول الواقدي. وعند ابن إسحاق: أنه خرج في شوال سنة اثنتين بعد بدر، في طلب غطفان وسليم، وعاد بعد خمس عشرة ليلة بغنائم [ (1) ] ، [واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم المعيصى] [ (2) ] .
[قال الواقدي: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى قرارة الكدر إلى بنى سليم وغطفان للنصف من المحرم، على رأس ثلاثة وعشرين شهرا، وغاب خمس عشرة ليلة، وكان الّذي هاجه على ذلك أنه بلغه أن بها جمعا من غطفان وسليم، فسار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إليهم، وأخذ عليهم الطريق حتى جاء فرأى أثار النعم ومواردها، ولم يجد في المجال أحدا، فأرسل في أعلى الوادي نفرا من أصحابه، واستقبلهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في بطن الوادي، فوجد رعاء فيهم غلام يقال له يسار، فسألهم عن الناس، فقال يسار: لا علم لي بهم، إنما أورد لخمس وهذا يوم ربعي، والناس قد ارتيعوا إلى المياه] [ (1) ] .
[فانصرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وقد ظفر بنعم، فانحدر إلى المدينة حتى إذا صلى الصبح، فإذا هو بيسار، فرآه يصلى، فأمر القوم أن يقسموا غنائمهم، فقال القوم: يا رسول اللَّه! إن أقوى لنا أن نسوق النعم جميعا، فإن فينا من يضعف عن حظه الّذي يصير إليه] [ (3) ] .
__________
[ (1) ] (مغازي الواقدي) : 1/ 183- 184.
[ (2) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .
[ (3) ] زيادة للسياق من كتب السيرة.
[فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: اقتسموا، فقالوا: يا رسول اللَّه: إن كان أنمّ بك العبد الّذي رأيته يصلى، فنحن نعطيكه في سهمك، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:
قد طبتم نفسا؟ قالوا: نعم، فقبله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأعتقه، وارتحل الناس،
فقدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم المدينة، واقتسموا غنائمهم، فأصاب كل رجل منهم سبعة أبعرة، وكان القوم مائتين] [ (1) ] .
[وعن أبى أروى الدوسيّ قال: كنت في السرية، وكنت ممن يسوق النعم، فلما كنا بصرار- على ثلاثة أميال من المدينة- خمس النعم، وكان النعم خمسمائة بعير، فأخرج خمسة، وقسم أربعة أخماس على المسلمين- فأصابهم بعيران] [ (1) ] .
__________
[ (1) ] زيادة للسياق من كتب السيرة.